مصادر لـ«البيان»: المطار والأسرى وتبادل الجثامين محور مفاوضات الأحد

المساعدات تدخل غزة وسكانها يعودون إلى البحر

ت + ت - الحجم الطبيعي

 (جرافيك)

 

بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في قطاع غزة بالتزامن مع بدء دخول المساعدات الإنسانية أمس بعد 51 يوماً من العدوان، فيما عاد صيادو القطاع إلى البحر ضمن مسافة 6 أميال التي أقرها اتفاق التهدئة، في حين أكدت مصادر دبلوماسية مصرية لـ«البيان» أن ملف المطار والأسرى وتبادل الجثامين ستكون محور مفاوضات الأحد في القاهرة.

ووقف صف طويل من الشاحنات عند معبر كرم أبو سالم أمس حمل معظمها بضائع تجارية بينما نقل بعضها مساعدات تحمل شعارات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في انتظار دورها للتفتيش. وقال سائق إحدى الشاحنات: «خلال الحرب كنا ندخل ونخرج ولكن كنا نحضر المساعدات. الآن انا احضر البضائع للمحلات في غزة». وحملت شاحنات بعض الأثاث والفواكه وخزانات مياه.

وللمرة الأولى منذ 2007، تمكنت قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي من عبور الحدود المصرية والدخول إلى غزة حاملة معها مواد غذائية تكفي 150 الف شخص لخمسة أيام.

وأعلن مسؤول في رفح أن اكثر من مئتي طن من المساعدات الإنسانية التي أرسلتها السعودية وعُمان وتركيا دخلت القطاع. وبدأت الحياة تدب في غزة مع شعور الفلسطينيين بنوع من الأمن، حيث امتلأت الشوارع والأسواق بالمارة والمتسوقين.

من جهته، قال نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة نزار عيّاش إن الصيادين بدأوا بدخول بحر قطاع غزة لمسافة 6 أميال وفقا لاتفاق وقف اطلاق النار على ان تتم زيادة هذه المسافة تدريجيا لتصل إلى 12 ميلاً بحرياً.

وأضاف عيّاش في تصريحات صحافية أن «سلطات الاحتلال الإسرائيلي سمحت للصيادين بدخول البحر لـ6 أميال لمدة أسبوع على أن يتم توسيعها لـ 9 أميال حتى تصل تدريجيا إلى 12 ميلا، حيث تمكن الصيادون من اصطياد نحو 20 طناً من الأسماك».

مفاوضات الأحد

وتستأنف بعد غدٍ الأحد في القاهرة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية مصرية، وتستمر لـ30 يوماً من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة.

ومن المقرر أن يصل الوفد الفلسطيني برئاسة عزام الأحمد، إلى القاهرة غداً السبت على أن يتم استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي الأحد بحضور الجانب المصري.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة لـ«البيان» أن هذه الجولة من المفاوضات ستتم في إطار زمني قد يستمر لمدة شهر لبحث عدد من الموضوعات محل الخلاف بين الجانبين.

وقالت المصادر إنه بحسب المبادرة المصرية المقدمة لحل الأزمة بين الطرفين، سيتم خلال هذه الجولة من المفاوضات حسم عدد من القضايا تهم الطرفين، وكانت محل خلاف خلال المفاوضات السابقة، أبرزها التنظيم الدائر لعملية عبور السلع والأشخاص وفتح المعابر المغلقة، وذلك استنادا لمرجعيات 2005 واتفاقية أوسلو 1993.

قضية الأسرى

وأفادت المصادر ان أزمة الأسرى ستتصدر مباحثات هذه الجولة، خاصة أن هناك أسرى عالقين من الطرفين، ومنهم من قامت إسرائيل بمبادلتهم مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والذين وصل عددهم لنحو 1000 أسير من ذوي الأحكام العالية، حيث قامت إسرائيل بإعادة اعتقالهم.

تبادل الجثامين

ولفتت المصادر إلى أن تبادل الجثامين سيكون أحد أهم البنود على طاولة التفاوض في هذه الجولة، لاسيما أن بحسب العقيدة اليهودية لا يتم تقسيم الميراث أو توزيع مقتنيات المتوفى إلا عقب دفن الجثمان، وهو أمر مهم للطرف الإسرائيلي ما يجعله أحد البنود الحساسة خلال المباحثات.

وكشفت المصادر أيضاً أن إعادة إنشاء مطار غزة الواقع في رفح بالقرب من الحدود المصرية، سيكون ضمن بنود المفاوضات، لاسيما بعد تدميره من قبل إسرائيل، كما سيتم طرح رفع الحصار عن غزة والذي استمر منذ عام 2007 وحتى الآن على مائدة المفاوضات، وبحث إمكانية وجود مراقبة دولية لحرية البضائع وإعادة الإعمار، لاسيما بعد الدمار الذي لحق بقطاع غزة.

نزع السلاح

وبحسب المصادر الدبلوماسية، فإن هذه الجولة من المفاوضات لا تقتصر مناقشتها بين الطرفين على النطاق السياسي وحسب، بل ستتطرق المباحثات إلى مجال الصيد، وتحديدًا حدود المياه الإقليمية، والتي تقدر بـ12 ميلا بحريا، منوهًة بأنه بحسب المبادرة المصرية والهدنة التي تستمر 30 يوماً، فإن المبادرة سمحت باستخدام نصف مسافة المياه الإقليمية فقط للصيد، أي 6 أميال بحرية فقط.

ورأت أن الوفد الإسرائيلي في هذه الجولة من المفاوضات سيجدد مطالبه بنزع السلاح عن الجانب الفلسطيني، متوقعة أن يلاقي هذا الطلب رفضا تاما من الجانب المصري، الذي بدوره سيسعى لوضع ضمانات للجانبين وخاصة الإسرائيلي لتجنب إطلاق النار أو الصواريخ من غزة على إسرائيل.

تراجع شعبية نتانياهو

أظهر استطلاع للرأي نشر أمس تراجع شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، نظراً لأن الإسرائيليين يشكون في انتصاره في العدوان على غزة.

تأتي نتائج الاستطلاع، الذي أجرته صحيفة «هآرتس» بعد يومين من إعلان وقف إطلاق النار الذي أنهى العدوان على قطاع غزة. وفي حين أعلن نتانياهو أن إسرائيل «انتصرت» في غزة، فإن ربع المشاركين في الاستطلاع اتفقوا مع البيان.

وأظهر الاستطلاع تراجعاً كبيراً في رضا الإسرائيليين عن أداء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو ووزير جيشه موشيه يعالون.

وجاء في الاستطلاع أن نسبة الرضا عن أداء نتانياهو تراجعت من 77 في المئة قبل العدوان على غزة، إلى 50 في المئة خلال العدوان الذي استمر 51 يوما، وقال 41 في المئة من المستطلعة آراؤهم إنهم غير راضين عن أداء نتانياهو، بينما تراجعت نسبة الرضا عن أداء وزير الجيش موشي يعالون من 76 في المئة إلى 55 في المئة، وقال 35 في المئة: إنهم غير راضين عن أدائه.

وأجرى الاستطلاع معهد «ديالوغ» التابع لجامعة تل أبيب، وشمل عينة مؤلفة من 464 شخصاً.

Email