مسؤول أميركي لـ "البيان": نشترط حكومة انتقالية تسمح للجيش الحر بمحاربة المتطرفين

مصادر: واشنطن تنسّق مع دمشق لمحاربة "داعش"

شارع مهجورجراء تواجد قناصة النظام السوري في مدينة حرستا بريف دمشق رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

أكد الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية جوشوا بيكر في تصريحاتٍ لـ«البيان» أمس أن شروط الولايات المتحدة للتعاون مع دمشق لمكافحة الإرهاب في سوريا تتمثل في قيام حكومة انتقالية تسمح للجيش الحر بمحاربة العناصر المتطرفة، في وقتٍ كشف مسؤول أميركي لوكالة «فرانس برس» أن بلاده على وشك إرسال طائرات تجسس وطائرات من دون طيار فوق سوريا، في حين أفاد مصدر سوري أن التنسيق بدأ فعلياً بين واشنطن ودمشق.

وقال بيكر رداً على تصريحاتٍ لـ«البيان» أمس فيما إذا يبدو من المحتم التعاون مع النظام السوري ضد تنظيم داعش، بأن «الطريقة التي تجري فيها الأمور الآن هي وجود رجل واحد يكافح للتشبث بالحكم، لا يزال يدّعي الشرعية ليتمكن من الحكم».

وأضاف أن «النظام السوري أطلق سراح الإرهابيين من سجونهم، وسمح بظهور قواعد المتطرفين العنيفين، ودعا غيرهم من أفراد المنظمات الإرهابية الأجنبية للانضمام إلى صفّه في القتال»، في إشارة إلى حزب الله والميليشيات العراقية. وذكر الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية أن «أعدادًا متزايدة من الإرهابيين تواصل المجيء لأن النظام يواصل القتل ولأن بشار الأسد يستمر في توجيه جماعته للاعتداء على المدنيين الأبرياء».

وفيما إذا كان هناك مطالب معينة يجب على دمشق القيام بها لكي توافق واشنطن على التعاون ضد الإرهاب، أجاب: «يتعين على الأسد أن يضع مصلحة سوريا أمام مصلحته. وهو الآن الشخص الذي يقف في طريق السلام ومستقبل سوريا.

إذا قامت حكومة انتقالية، وإذا سارت الحكومة الانتقالية باتجاه عملية ديمقراطية، حيث يستطيع الناس في سوريا اختيار قادتهم للمستقبل، من الممكن أن نتصور في تلك الظروف أن يصبح الجيش الحر أداة ضد العناصر المتطرفة». وأضاف، فيما يخص التعاون مع إيران لمحاربة الإرهاب في العراق، أن «معالجة التهديد الذي يشكله الإرهاب على مستقبل العراق يتطلب الإصلاح السياسي.

وعندما يتم تشكيل الحكومة الجديدة ومباشرتها العمل، سيصبح العراقيون قادرين على توحيد صفوفهم، وقادرين على التطلع إلى زيادة الدعم ليس فقط من الولايات المتحدة ولكن من الدول الأخرى في المنطقة وحول العالم».

ورداً على سؤال «البيان» عن الكيفية التي يمكن من خلالها للولايات المتحدة قطع تمويل «داعش»، قال بيكر: «لدينا مبادرات جديدة للعمل مع حلفائنا لتحديد هوية المتطرفين العنيفين الذين جاؤوا إلى المنطقة. كما أننا نعمل مع دول إقليمية لقطع مصادر تمويلهم ومجنديهم.

إن قرار مجلس الأمن الصادر في 15 أغسطس بخصوص تنظيمي داعش وجبهة النصرة من شأنه أن يساعد على وقف تدفق الأموال والأشخاص، يُظهر شعور المجلس بالوضع المُلحّ واستعداده لاتخاذ إجراءات ملموسة».

تنسيق واستطلاع

وبالتوازي، قال مصدر سوري رفض الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس»: «بدأ التنسيق بين الولايات المتحدة ودمشق، وقد زودت الاولى الثانية بمعلومات عن الدولة الاسلامية عن طريق بغداد وموسكو»، في حين أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته ان «طائرات استطلاع غير سورية حلقت الاثنين فوق دير الزور وسجلت معلومات حول مواقع «داعش» نقلت الى الحكومة السورية عبر الحكومتين الروسية والعراقية».

كذلك، أفاد مسؤول اميركي كبير لـ«فرانس برس» ان بلاده على وشك ارسال طائرات تجسس وطائرات من دون طيار فوق سوريا لرصد المتطرفين واعداد الأرض لاحتمال شن ضربات جوية. وأوضح المسؤول طالباً عدم كشف اسمه ان الطائرات «ستستخدم لتكوين صورة شاملة أوضح للتنظيم » الذي سيطر مؤخرا على مناطق واسعة في سوريا والعراق.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» كشفت عن هذه المعلومات، موضحة ان هذه الطلعات الجوية المقررة سوف تبدأ «قريباً».

موقف

أدان البرلمان العربي بشدة تصاعد موجة التفجيرات والقتل والتشريد والترويع والعمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي ضد السكّان المدنيين في العراق وسوريا.

وأكد البرلمان العربي في بيان أن «ما يقوم به هذا التنظيم ليس إلا نشاطاً إجرامياً وإرهابياً»، داعياً إلى «تضافر جهود جميع القوى والفعاليات السياسية والوطنية لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره درءاً للمخاطر وحفاظًا على وحدة العراق وأمنه واستقراره».

ودعا البرلمان العربي «كافة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية الى الالتزام بدور فعال من أجل مساعدة دولة العراق على مواجهة هذه الأزمة الخطيرة بما يحفظ للدولة وحدتها وسيادتها واستقلالها». القاهرة- وام

Email