لقاء تنسيقي في جنيف برئاسة الكويت وبيان أممي يمهد لقرار ما لم تستأنف المفاوضات

العرب يبحثون تحريك خيار الحماية الدولية للفلسطينيين

أب فلسطيني يبكي ابنه الذي استشهد جراء العدوان أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

بدأ العرب أمس تحريك خيار التوجه إلى المنظمات الدولية بهدف توفير الحماية للشعب الفلسطيني من المجازر الإسرائيلية، حيث ناقش الاجتماع التنسيقي العربي الذي عقد في مدينة جنيف إمكانية عقد مؤتمر لبحث حماية الفلسطينيين الدولية، فيما صدر بيان من مجلس الأمن وصف بأنه تمهيد لقرار ما لم تستأنف المفاوضات، بالتوازي مع اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة في حضرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وناقش الاجتماع التنسيقي العربي الذي عقد أمس في مدينة جنيف برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، ممثل الرئاسة الحالية للقمة العربية، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، إمكانية عقد مؤتمر دولي لبحث أوضاع الفلسطينيين تحت الاحتلال وفق اتفاقية جنيف الرابعة المعنية بأوضاع المدنيين تحت الاحتلال وكيفية الزام اسرائيل كقوة احتلال ببنود هذه الاتفاقية الدولية، لا سيما مع الوضع المتردي الذي يعانون منه.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أن الاجتماع الذي يعد تمهيداً لاجتماعات مع مسؤولين أجانب ومنظمات أممية وإنسانية تناول آليات اللقاءات المرتقبة مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر في مقر اللجنة ثم مع وزير الدولة السويسرية للشؤون الخارجية ايف روسييه في العاصمة برن.

وناقش الاجتماع الذي حضره الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير خارجية فلسطين رياض المالكي إمكانية دفع الخارجية السويسرية لتفعيل دورها كدولة مؤتمنة على اتفاقيات جنيف الرابعة، والتي من دورها الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول أوضاع الفلسطينيين في ضوء الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الانساني الدولي وعدم احترامها لأدنى المعايير الدولية لحقوق الانسان.

وتطرق المجتمعون لدور اللجنة الدولية للصليب الحمر باعتباره عنصراً رئيسياً في تطبيق مفاهيم القانون الإنساني الدولي على سكان قطاع غزة وبقية المناطق الفلسطينية تحت الاحتلال بما فيها القدس الشرقية ورعاية المدنيين والمساعدة في حمايتهم والدخول إلى المناطق المتضررة للوقوف على الأوضاع الإنسانية نتيجة العدوان الإسرائيلي.

وكان الشيخ صباح الخالد وصل إلى جنيف أول من أمس في مهمة رسمية على رأس وفد عربي لبحث عقد المؤتمر الدولي لاتفاقية جنيف لحماية المدنيين في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

توفير الحماية

في السياق، حملت جامعة الدول العربية الحكومة الإسرائيلية مسؤولية فشل المفاوضات غير المباشرة بعدما بدا المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر منقسماً على نفسه ما أدى إلى فشل جهود تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال فترة الهدنة الثالثة.

وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة في الجامعة محمد صبيح، إن الهدف الاساسي الذي تسعي الجامعة إلى تحقيقه هو إنهاء الاحتلال، موضحاً أن المفاوضات غير المباشرة التي تمت في القاهرة وبرعاية مصرية كانت شاقة وبذلت مصر فيها جهدًا كبيراً.

ورداً على سؤال حول كيفية استثمار زيارة الوفد الوزاري العربي إلى سويسرا لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، قال صبيح إن توفير الحماية حدث في الأمم المتحدة مرات كثيرة، فضلاً عن أن هناك مكاتب للأمم المتحدة ومراقبي هدنة منذ 1949 في مدينة القدس وكذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة. وأشار إلى أن هناك أشكالاً عديدة للحماية ولا بد أن تتوفر للشعب الفلسطيني هذه الحماية في ظل تلك المجازر، فهناك عقاب جماعي، من خلال قطع المياه والكهرباء، وهناك جرائم حقوق إنسان وحرب عندما تقصف المخيمات و مواقع الأمم المتحدة التابعة لوكالة الغوث في غزة ولا تجد من يردع إسرائيل.

مجلس الأمن

في الأثناء، دعا مجلس الأمن في بيان رئاسي إلى استئناف المفاوضات من اجل التوصل سريعاً إلى اتفاق يضمن تهدئة دائمة في قطاع غزة.

وفي بيان تبناه باجماع اعضائه الـ15، أكد المجلس «دعمه الكامل المبادرة المصرية ودعا الطرفين إلى استئناف المفاوضات للتوصل سريعا إلى وقف اطلاق نار دائم ومستدام».

واضاف في بيانه انه يعرب عن «قلقه العميق» لاستئناف الاعمال العدائية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، ويحض كل الاطراف على «منع تصعيد النزاع والتوصل فورا لهدنة انسانية»، الخطوة الاولى نحو تهدئة دائمة.

وافاد دبلوماسيون ان هذا البيان الرئاسي الذي صاغته فرنسا هو خطوة اولى على طريق اصدار المجلس قرارا اذا لم يعد الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني سريعا إلى مفاوضات القاهرة.

وقال المندوب البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس ان «الموضوع الملحّ كان الرد على واقع ان المفاوضات تنهار كما يبدو، وان الاعمال العدائية استؤنفت، وكان من المهم ان يتخذ مجلس الأمن موقفاً ازاء هذا الامر».

عباس ومشعل

في سياق متصل، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة بحضور امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لاجراء مشاورات بعد توقف الهدنة.

وذكرت مصادر ان الاجتماع بحث «الاوضاع في الأراضي الفلسطينية لا سيما آخر مجريات الأحداث في قطاع غزة في ظل استمرار الغارات الاسرائيلية على القطاع وما من شأنه وقف ذلك». وأفاد مصدر فلسطيني بأن الاجتماع دام نحو ثلاث ساعات وقد يتبعه اجتماع ثنائي بين عباس ومشعل.

وأكّدت مصادر سياسية في رام الله أن اللقاء «سار بأجواء ايجابية وهادئة وسط تفاهم على الاسس التي يجب عليها تنسيق التحرك الفلسطيني والعربي في الأيام المقبلة».

تعليق لا فشل

أكد عضو في الوفد المفاوض الفلسطيني لوقف إطلاق النار في غزة أن الوفد ما زال ينتظر الرد على ورقته التي قدمت للوفد الإسرائيلي عبر الوسيط المصري. وقال عضو الوفد المفاوض قيس عبد الكريم (أبو ليلى): «لا نستطيع أن نصف ما حدث في القاهرة بأنه فشل كامل للمفاوضات وما جرى تعليق لها من خلال سحب الإسرائيليين لوفدهم لاستئناف المجازر بحق الشعب الفلسطيني».

Email