هادي يتوعد بمواجهتهم والمجتمع الدولي يوجه لزعيمهم انذاراً شديداً

الحوثيون يطوّقون صنعاء ورعاة المبادرة الخليجية يحذرون

أنصار الحوثي يحتشدون حول خيام نصبوها على مداخل صنعاء أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

فيما يواصل آلاف المسلحين التابعين لجماعة الحوثي تطويق العاصمة اليمنية صنعاء استعدادا لتنفيذ تهديد زعيم الجماعة بإجبار الرئيس عبدربه منصور هادي على تغيير الحكومة، وجّه المجتمع الدولي إنذارا شديد اللهجة إلى عبد الملك الحوثي طالبه الالتزام بالنظام والقانون، فيما توعد هادي الحوثيين بالمواجهة إذا ما واصلوا تهديداتهم باقتحام صنعاء.

واحتشد الآلاف من أنصار الحوثي على مداخل صنعاء من كافة الاتجاهات في انتظار تعليمات من زعيمهم، حيث قام هؤلاء بنصب الخيام الضخمة في مداخل العاصمة اليمنية مدججين بأسلحتهم بعد أن تم حشدهم من محافظات صعدة وعمران وريف صنعاء وذمار.

ووسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف في حال أغلق المسلحون مداخل المدينة أو اقتحموها، استعان هادي بالدول الراعية لاتفاق التسوية للضغط على الحوثيين للتراجع عن تهديداتهم بخيارات بديلة إذا لم يستجب هادي لطلبهم بتغيير الحكومة وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.

تحذير دولي

وفي هذه الأجواء، وجّه سفراء الدول العشر الراعية للتسوية أمس رسالة إلى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، قالوا فيها: «نرغب في رؤية يمن مستقر وآمن ومزدهر. الشعب اليمني الذي عبر عن رغبته في التغيير السياسي في 2011، طالب بيمن جديد لا يقوم فيه أي فرد أو جماعة بفرض إرادتهم بالقوة على الآخرين، ولا يستحق أقل من هذا، ويتوق إلى التقدم الاقتصادي والحصول على الخدمات الأساسية والقضاء على الفساد».

وأضافت الرسالة، الموقعة من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي: «نؤمن بأن هذه الرغبات يمكن تحقيقها بشكل أفضل في هذه المرحلة من قبل حكومة ائتلاف ملتزمة بهذه المبادئ والأهداف. لأن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية قدمت خريطة طريق تم الاتفاق عليها لتحقيق عملية الانتقال السياسي تتوج بالانتخابات الوطنية. يلقى الرئيس هادي كامل دعمنا في تشكيل حكومة وفاق تساعد على تحقيق هذا الهدف».

احترام القانون

وأضاف سفراء الدول العشر: «نريد من جميع الأحزاب السياسية والجماعات بمن فيهم الحوثيون المشاركة بشكل سلمي في هذا الانتقال، وأن تحترم إرادة الشعب». وقالوا إنهم يشعرون «ببالغ القلق من تصريحاتكم الأخيرة، حيث وجدناها مناهضة ومهينة وتنم عن لهجة حادة تجاه عملية الانتقال هذه، وتمس أيضا من هيبة الحكومة اليمنية المشكلة شرعيا».

واعتبر السفراء أن «هذا النوع من التهديدات التي وجهتموها ضد الحكومة ليست الوسيلة لإثبات صحة ادعاءاتكم. ولهذا فنحن ندعوكم لاحترام القانون وحفظ النظام ولن يُقبل أي أفعال تهدف إلى التحريض على أو إثارة الاضطرابات والعنف، وسوف يتم إدانتها بشدة من قبل المجتمع الدولي».

مجلس الأمن

وبلهجة تهديد حازمة، ذكر السفراء: «نعيد التذكير كذلك بدعوة مجلس الأمن الصادرة بتاريخ 11 يوليو، التي تطالب الحوثيين بالانسحاب من والتخلي عن المناطق التي تم الاستيلاء عليها عن طريق القوة وتسليم السلاح والذخيرة المسلوبة من المنشآت العسكرية إلى سلطات الدولة».

وطلبوا من زعيم الحوثيين «العمل بروحٍ طيبة مع الحكومة على التنفيذ السريع لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهي العملية التي قدم فيها ممثلو الحوثيين إسهامات مهمة». وقالوا إنهم «يأملون أن يرون عودة هذه الإسهامات الإيجابية من قبل الحوثيين».

وذكرت الرسالة أن «الدول العشر تؤمن بأن الحوثي قادر على وضع مصالح اليمن قبل أي طموحات أخرى. وأن الدوائر الانتخابية الخاصة بكم تشكل جزءا من مستقبل اليمن ولديها دور لتقوم به في الحياة السياسية الوطنية، ولكننا نطالبكم بالسعي بالوسائل السياسية للتعبير عن أنفسكم، ليس من خلال القوة ولكن من خلال المشاركة السلمية الواضحة في الحياة السياسية».

هادي يتوعد

من جانبه، عقد الرئيس اليمني اجتماعا طارئا ضم كبار مستشاريه ورئيس البرلمان ونائب رئيس الحكومة، وخلص إلى توعد الحوثيين المواجهة إذا ما واصلوا تهديداتهم باقتحام صنعاء.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الاجتماع وقف على آخر المستجدات ومناقشة الأوضاع الراهنة، والتأكيد على إدانة التصرفات الخارجة عن النظام والقانون والمتمردة على مخرجات الحوار الوطني الشامل من قبل جماعة الحوثي.

ودعا الاجتماع إلى «إدانة واضحة وصريحة لهذه التصرفات التي تقلق السكينة العامة للمجتمع»، واعتبر تحركات الحوثيين أنها «غير مقبولة لا وطنيا ولا سياسيا».

لقاء وطني

 دعا الاجتماع الطارئ الذي عقده أمس الرئيس عبدربه منصور هادي، وضم كبار مستشاريه ورئيس البرلمان ونائب رئيس الحكومة، إلى لقاء وطني عاجل يضم كل الفعاليات الحزبية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة والعلماء والشخصيات الاجتماعية في العاصمة صنعاء، من أجل تدارس الأوضاع الطارئة التي تهدد الأمن والاستقرار في اليمن «كرسالة وطنية شاملة إلى كل من يهدد أمن اليمن واستقراره ويتمرد على مخرجات الحوار الوطني الشامل، تحت شعارات زائفة وكاذبة». البيان

Email