تقرير

الغزيون لا يجدون ماء للاستحمام منذ اسابيع

في غزة يقتسمون زجاجة الماء بين الشرب والاستحمام أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالرغم من حر الصيف الشديد، لم تتمكن فريال الزعانين من الاستحمام منذ أكثر من شهر بسبب نقص المياه والازدحام في مدارس الأمم المتحدة التي تأوي عشرات آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا من منازلهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتقيم فريال حالياً في أحد صفوف مدرسة بيت لاهيا للبنات شمال القطاع مع أكثر من 50 شخصاً من أبنائها وأحفادها على غرار أكثر من مئتي ألف نازح فلسطيني لجأوا الى 87 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وضع مأساوي

وتقول فريال «لم استحم منذ شهر وستة أيام، أشعر بالعفن والقرف». وتتابع هذه السيدة التي تدمر منزلها في بيت حانون جراء القصف «الوضع مأساوي فلا يوجد مياه هنا والحمامات قذرة جداً، هذه ليست حياة».

وفي صف آخر في المدرسة ذاتها، وقفت فاتن المصري (37 عاماً) التي دمر منزلها في بيت حانون أيضاً ترش زجاجتين من المياه الباردة على جسد طفلتها ذات العامين.

ألا أن الطفلة تصرخ بألم بعد أن لامست المياه جسدها الذي تغطيه بقع حمراء شديدة.

وتقول الأم «كل أبنائي مرضوا هنا بسبب التلوث وقلة النظافة لقد أصابتهم التهابات جلدية وجرب».

استحمام بالزجاجات

ولم تتمكن هذه الأم من الاستحمام منذ أن لجات الى المدرسة قبل اسبوعين وتقول «لم استحم منذ أسبوعين، البعض يحضر زجاجات مياه للشرب ويستحم داخل الصف، لكني لم استطع فعل ذلك اشعر اني سأستحم في الشارع إذا فعلت ذلك، قد يدفع أحد الباب ويدخل، لا توجد أية خصوصية».

لكن منتهى الكفارنة الأم لتسعة أطفال والتي تسكن في خيمة صغيرة أقامتها في ساحة نفس المدرسة بجوار الحمامات، لجأت الى مستشفى قريب للاستحمام في دورات المياه فيه. وتقول «اليوم ذهبت الى مستشفى كمال عدوان (شمال قطاع غزة) للاستحمام، المياه كانت باردة وشحيحة لكن لا يوجد امامي حل آخر». كما تشرح «الناس تتقاتل هنا في المدرسة على الدور أمام الحمامات، أبنائي يتبولون على أنفسهم قبل أن يصلهم الدور».

تتمنى الموت

وبينما تشير إلى شعر أطفالها من حولها وتخرج قملة من شعر ابنها الاشقر ذي العام تقول بغضب «أبنائي أصيبوا بالقمل من قلة الاستحمام». وصرخت بحسرة «ليت صاروخا يصيبني أنا وأولادي ونموت أحسن من هذه الحياة».

ويقاطعها زوجها حازم الذي تظهر بقع حمراء على ذقنه «هذه ليست حياة، بدأت البثور والبقع بالظهور على وجهي قبل بضعة أيام بسبب التلوث وقلة الاستحمام».

Email