خبراء لـ «البيان»: ظهير قوي يدعم التحول الديمقراطي

دورٌ محوري للإعلام المصري في مواجهة الإرهاب

دور مهم لتوعية المصريين من مخاطر الإرهاب والفوضى أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعباء ومسؤوليات مهمة ملقاة على عاتق الإعلام المصري خلال المرحلة الحالية، في ظل التطورات السياسية الهائلة التي شهدها القاهرة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية وحتى الآن، وهي الأعوام التي كان للإعلام دور رئيس فيها، وفي دعم التحولات التي يشهدها الشارع المصري.

ومن منطلق ذلك الدور، أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي إدراكاً لأهمية ذلك الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، وهو ما عبر عنه من خلال لقاءاته المتعددة مع الإعلاميين، والتي أشار فيها لأهمية ومحورية الدور الإعلامي خلال المرحلة الراهنة.

واستطلعت «البيان» آراء مجموعة من الإعلاميين والخبراء السياسيين حول الدور الذي يلعبه الإعلام خلال المرحلة الحالية والفترات المقبلة، لا سيما أنها مراحل فاصلة في تاريخ مصر، محددين كذلك آليات ومحاور تعامل الإعلام مع التطورات الحالية، وسبل انغماسه في دعم التحول الديمقراطي.

دور تنويري

ويوضح الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون سامي الشريف، أن دور الإعلام خلال المرحلة الحالية، وفي كل المراحل «تنويري»، حيث يقوم بشرح الأحداث والأمور للمواطن المصري، ويسعى إلى تقديم الحلول للمشكلات التي تواجه الجمهور، فضلاً عن دوره في توعية الشعب سياسياً واقتصادياً، وفي شتى القطاعات بطبيعة التطورات التي تحدث، لا سيما في تلك المرحلة الدقيقة من عمر مصر.

ويشير الشريف، في تصريحات خاصة لـ «البيان»، إلى أنه في ظل حالة الاضطرابات التي تمر بها مصر حالياً و«ترهلات الأحداث» التي تقع في المجتمع، فهناك انعكاس على الإعلام وتوجهه، إذ إن حالة الانفلات الأمني تظهر على الإعلام، فيشهد المصريون انفلاتاً إعلامياً وفكرياً، وهو ما لا يتناسب مع دور الإعلام خلال المرحلة المقبلة.

وشدد الشريف على أهمية أن تكون وسائل الإعلام «ظهير شعبي للحكومة والرئيس»، بما يساعد على استكمال الخطوة المتبقية من خريطة المستقبل، وشتى الخطوات الهادفة إلى تنمية مصر وتحقيق مطالب الثورة، فضلاً عن دور الإعلام في دعم «المشروعات التنموية»، مُحذراً في السياق ذاته من سعي بعض الوسائل لإعلاء مصلحتها الذاتية على مصلحة مصر بصفة عامة، الأمر الذي قد يخلق خطاباً إعلامياً غير جدير بالتطورات التي تشهدها البلاد ومخالفاً للتوجهات الحالية.

مواجهة الإرهاب

بدوره، يرى نقيب الصحافيين الأسبق الكاتب البارز مكرم محمد أحمد، في تصريحات خاصة لـ «البيان»، أن للإعلام دوراً مهماً خلال المرحلة الحالية، ويجب أن يكون على قدر المسؤولية في التعاطي مع الأحداث الراهنة.

بحيث يدرك حساسية الموقف المصري خلال المرحلة الحالية، لافتاً إلى أنه تقع عليه أعباء توضيح الأفكار المتطرفة للجمهور، وتوعيتهم بطبيعة تلك الأفكار التي تصنع الإرهاب، بما يخدم قضايا مصر الرئيسة الحالية في مناهضة الإرهاب ومواجهته.

ويضيف مكرم أن مواجهة الإرهاب أمنياً لا يمكن أن تكون الأساس الرئيس للقضاء عليه، فالمواجهة الفكرية أمر في غاية الأهمية، ويقوم الإعلام بجزء ودور مهم في هذا الإطار، فضلاً عن تفنيد الاتهامات التي تواجه مصر أو الحملات التي تمارس ضدها والرد عليها.

إلا أنه أشار إلى عدد من المعوقات التي قد تعيق الإعلام عن أداء عمله بسهولة، أبرزها أخطار متعلقة بأسس المهنية، كالأخبار المغلوطة، وتلك المجهولة، والأخبار التي لا تستند على حقيقة كامل أو تروج للشائعات، كما يحدث.

وسيلة تواصل

بدوره، يلفت عميد كلية الإعلام في جامعة القاهرة حسن عماد مكاوي، إلى أن الإعلام يعد أحد أوجه التواصل التي لا يتم الاستغناء عنها في الوقت الحالي، وهو ما يُفسر الاهتمام به بهذا الشكل الكبير، من خلال لقاءات الرئيس السيسي المتكررة مع الإعلاميين.

ويوضح مكاوي أن الإعلام بمختلف أنواعه (المرئي والمسموع والمقروء)، يتبع سياسات وأيديولوجيات مختلفة، تجعله يقرأ الأحداث بحسب توجهه، مشيراً إلى أن هناك إعلاماً حكومياً وآخر خاصاً، إلى جانب الإعلام الحزبي، وكل منهم يستهدف شرائح معينة، ويتبع خطاباً مختلفاً بما يخدم كافة التوجهات في مصر خلال المرحلة الحالية، ويصنع تنوعاً إعلامياً مهماً.

وأشار إلى أن هناك أسساً عامة للإعلام، يجب على الوسائل الإعلامية اتباعها باختلافات توجهاتها، بما يخلق «خطاباً إعلامياً متوازناً»، يسهم في بناء مصر خلال المرحلة المقبلة، وبما يتماشى مع دور الإعلامي المهم والتاريخي في دعم المصريين وتوعيتهم بشتى الملفات والتطورات التي تشهدها مصر.

اهتمام رئاسي

واللافت للنظر، أن السيسي يحرص على لقاء الإعلاميين في أكثر من مناسبة، آخرها لقاؤه بمجموعة من الإعلاميين في قصر الاتحادية الرئاسي، وهو اللقاء الذي تطرق إلى مختلف المشاكل التي يعاني منها الشارع المصري، فضلاً عن التحديات التي تواجه القاهرة.

وهي اللقاءات المتكررة التي كشفت عن إدراك السيسي لأهمية دور الإعلام المصري في التنمية، وفي تشكيل ظهير قوي يدعم تحركات المصريين نحو المستقبل، الأمر الذي يمهد الطريق أمام الإعلاميين لاستغلال ذلك الدعم الرسمي، من أجل المساهمة عبر خطاب إعلامي متوازن وقوي في تنمية مصر، ودعمها.

شريك أساسي

أما رئيس حزب حياة المصريين، البرلماني السابق محمد أبو حامد، فيرى أنه في ظل غياب وجود تنظيم سياسي أو حزب يتحدث من خلاله الرئيس المصري ليتواصل مع الشعب، فإن الاعتماد الكامل في نقل الحقائق يقع على عاتق الإعلام.

ويشير أبو حامد لـ «البيان»، إلى أن السيسي يؤكد دائماً على دور الإعلام في صف المصريين خلف أهداف البلد، وتبصرتهم بالمخاطر المحيطة بهم، والابتعاد عن القضايا التي تشتت المجتمع.

كذلك، أوضح الباحث السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يسري العزباوي، أن الرئيس المصري يؤمن بأن الإعلام شريك أساسي في عملية البناء، وله دور كبير في التأثير في الرأي العام، لذلك يهتم بوضع الحقائق أمامهم، ليقف أمام التضليل الذي مورس من البعض.

سلاح ذو حدين

يعتبر وزير الإعلام المصري الأسبق، أسامة هيكل، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يهتم بلقاء الإعلاميين بشكل خاص، ليعالج أزمة خطيرة كانت موجودة أثناء حكم حسني مبارك، والتي تتمثل في إخفاء الحقائق، وعدم وجود معلومات واضحة من المسؤولين، لافتاً إلى أن السيسي يهتم باللقاءات المختلفة، وليس بالإعلاميين فقط.

وفسر ذلك بأنه يستهدف الاتصال المباشر مع القائمين بالأعمال. ويضيف هيكل أن هذه اللقاءات خطوة جيدة من السيسي، وتعكس رغبة منه في إعلام الناس باتجاهاته ومشاركته في قراراته. إلا أنه أشار إلى إشكالية تُعيق الدور الإعلامي في مصر خلال المرحلة الحالية، تمثل تحدياً رئيساً أمام شتى وسائل الإعلام في مختلف الدول.

 فالإعلام بشكل عام «مصطلح فضفاض، وله كثير من المشتقات، فمنه المقروء والمسموع والمرئي، وكذلك الإلكتروني أيضاً، ومن خلال هذه التعددية يتم السماح باستقاء المعلومات من قنوات متعددة، إلا أن ذلك الأمر يمثل سلاحاً ذا حدين، لا سيما أن لكل قناة أو مؤسسة سياسة تحريرية مختلفة عن غيرها».

Email