تهدئة الأيام الخمسة صامدة رغم الخروقات

الوفد الفلسطيني: التوقيع على اتفاق دائم بات وشيكاً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 

بعد شن طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعة الأولى من إعلان تهدئة ثالثة وجديدة لمدة خمسة أيام على أهداف متفرقة في قطاع غزة، وقابلها إطلاق فصائل فلسطينية مقاومة عدة صواريخ على بلدات إسرائيلية، عاد الهدوء وصمدت التهدئة فاتحة مجال أمام محادثات تثبيت تهدئة دائمة في القاهرة، فيما أكد الفلسطينيون أن ما عاق توقيع اتفاق القاهرة هو تلاعب الاحتلال بالألفاظ، والمماطلة برغم وجود فرصة حقيقية للتوقيع عليه، وأنه «بات وشيكاً»، ويمكن التوقيع عليه حال انتهاء مدة وقف إطلاق النار.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عضو الوفد الفلسطيني المفاوض في مباحثات القاهرة خليل الحية، في مؤتمر صحافي أمس في مدينة غزة، عقب عودته من القاهرة، إن المفاوضات في القاهرة حققت تقدماً ملموساً، لكن ما حال دون توقيع الاتفاق الليلة قبل الماضية المماطلة والتلاعب الإسرائيلي في الألفاظ. وأوضح أن «الوسيط المصري قام بجهد كبير ومشكور لتقريب وجهات النظر بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي».

اتفاق وشيك

من جهته، أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة أن توقيع الاتفاق مع ضمان فك الحصار ووقف العدوان الإسرائيلي «بات وشيكاً»، وسيكون التوقيع حال انتهاء مدة وقف إطلاق النار.

وقال: «اتفقنا أن يكون هناك فتح لمعابر القطاع، وتسهيل دخول كل ما يلزم لقطاع غزة، وتوسيع مساحة الصيد وإنهاء المنطقة العازلة، وسينقلنا هذا الاتفاق بإذن الله من حالة الحرب إلى الإعمار ولملمة الجراح». وأضاف :«موضوع الحق في الميناء والمطار سيبحث بعد شهر من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار».

وكشف النقاب عن طلب إسرائيلي من الفصائل في أولى جولات التفاوض بضرورة نزع سلاحها، ووقف تهريبه وتصنيعه، والكشف عن أنفاقها، إلا أن الطلب ألغي بجهد مصري إيجابي وفصائلي قوي.

وأعلن رئيس الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات القاهرة عزام الأحمد أن التهدئة الجديدة ستستمر خمسة أيام، وتهدف إلى إتاحة المزيد من الوقت لمناقشة بعض النقاط الخلافية مع إسرائيل، للتوصل إلى اتفاق هدنة دائم.

الى ذلك قالت «يديعوت احرونوت» إن الوفد الإسرائيلي عاد يحمل مسودة مبادرة مصرية مكونة من مرحلتين، يتضمن الجزء الأول اتفاقات على المدى الفوري والقصير، في حين تتطرق المرحلة إلى اتفاق بعيد المدى، مشيرة إلى أن مسودة المبادرة تطرح كاتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لا ذكر فيه ل«حماس».

تتضمن المرحلة الأولى من المقترح فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، تحت إدارة السلطة الفلسطينية. ويمنح الحق لإسرائيل بمراقبة الداخلين والخارجين عن بعد. كما تتضمن زيادة كمية البضائع التي يسمح بدخولها لقطاع غزة، حيث يرتفع عدد الشاحنات التي تدخل معبر كرم أبو سالم إلى 900 شاحنة يومياً.

وبموجب المرحلة الأولى يتم فتح معبر بيت حانون «ايريز» بين إسرائيل وقطاع غزة بشكل شبه تام، كما يتضمن أن تمنح إسرائيل 5000 تصريح عمل شهرياً لسكان غزة. وتتضمن المبادرة استئناف التصدير من قطاع غزة ونقل البضائع إلى الضفة الغربية، مشيرة إلى أن إسرائيل وافقت على هذا البند.

وتتعهد إسرائيل بموجب الاتفاق بتوسيع منطقة الصيد لـ 10 كم، فيما قالت الصحيفة إن إسرائيل أبلغت مصر بأنها ستكون على استعداد لتوسيع المنطقة مستقبلا لـ 20 كم بناء على ما أسمته «أداء حماس». وبالنسبة للمنطقة الأمنية، ذكرت الصحيفة أن إسرائيل أبلغت مصر بانها على استعداد في المرحلة الأولى لتقليصها لـ 300 متر، وخلال عدة شهور لـ 100 م، ومع انتشار قوات السلطة الفلسطينية على طول الحدود (يتوقع أن يتم في يناير القريب) ستتخلى عنها بشكل تام.

أما الجزء الثاني من المقترح المصري يتضمن الخطوات بعيدة الأمد على أن يبدأ بحثها خلال شهر. وتتضمن هذه المرحلة، موافقة مبدئية من إسرائيل لبحث إقامة ميناء بحري ومطار، وذلك في مقابل بحث نزع سلاح غزة. كما تتضمن هذه المرحلة مفاوضات تبادل الأسرى والجثامين، لكن الصحيفة أشارت إلى أنها تتطرق فقط للمعتقلين والأسرى خلال الحرب.

اتهامات متبادلة

من جهة أخرى، قصفت إسرائيل فجراً مواقع في غزة، وردت المقاومة عدة صواريخ، بعد قليل من إعلان تهدئة جديدة لمدة خمسة أيام، تبدو مهددة بدوامة عنف جديدة، ما أثار مخاوف من انهيارها. لكن الهدوء عاد بعد وقت قصير، وعادت غزة إلى ما يشبه الحياة العادية، على الرغم من هدير الطائرات الإسرائيلية المسيرة فوق الأنقاض وفي أجواء القلق من الغد.

تلميح بالخطف

نشرت كتائب الأقصى لواء العامودي، الجناح المسلح لحركة فتح، تفاصيل اشتباكات مقاتليها مع جنود الاحتلال في منطقة بيت حانون شمالي قطاع غزة. وقال ناطق ملثم باسم كتائب الأقصى في فيديو نشرته على وسائل الإعلام: «هذه الرسالة التي وصلت إليكم هي جزء بسيط مما فعله مقاتلونا خلال الاشتباك المباشر مع جنود الاحتلال».

وأعلن الملثم اسم الجندي ساني تومي يرون، وهو من ضباط سلاح الهندسة الإسرائيلية، ورقمه 7599999، وتحدى الملثم بالجيش الإسرائيلي بإعلان مصير الضابط. ولم يوضح بيان كتائب الأقصى ما إن كان تم أسر الجندي الإسرائيلي أو قتله. البيان

لجنة تحقيق إسرائيلية

شكّل الجيش الإسرائيلي لجنة للتحقيق في حوادث لقي فيها مدنيون فلسطينيون حتفهم خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال ناطق باسم الجيش إن رئيس الأركان بيني غانتس عيّن الميجور جنرال نوعام تيبون رئيساً للجنة. ولم يكشف الناطق عن موعد تقديم اللجنة نتائج التحقيق.

ويشمل التحقيق الحالات التي تم فيها قصف منشآت الأمم المتحدة بالقذائف أو الصواريخ، مثل المعركة الدامية التي جرت في رفح في 1 أغسطس، والتي لقي فيها العشرات حتفهم، وخطفت فيها جثة جندي إسرائيلي، والمعركة التي جرت في 20 يوليو في حي الشجاعية.تل أبيب - د ب أ

Email