تقارير البيان

المالكي أحضر الدب إلى كرمه

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

يبدو أن المثل القائل «أحضر الدب إلى كرمه» ينطبق على حال رئيس الحكومة المنتهية ولايته نور المالكي. ويرى متابعون للشأن العراقي أن تكليف حيدر العبادي القيادي في حزب الدعوة لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة لم يكن حدثاً عادياً بالنسبة للعراقيين، إذ إنه أنهى حقبة المالكي التي اتسمت باجترار الأزمات الأمنية والسياسية وتكرارها.

لكن هذا الأمر شكل صدمة كبيرة بالنسبة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته، ما جعله يظهر في خطابين تفصلهما ساعات، بسبب تفاصيل مثيرة مهمة كشفتها مصادر مطلعة من داخل التحالف الوطني (الشيعي)، تؤكد أن «المالكي خطط شخصيا لصفقة جاءت بفؤاد معصوم وسليم الجبوري رئيسين للجمهورية النواب، مقابل القبول بتكليفه لولاية ثالثة».

صدمة المالكي

وتقول المصادر عن هذه الصفقة السرية وتفاصيلها، إن «المالكي (صدم) بلحظة تكليف رئيس الجمهورية المنتخب لزميله في حزب الدعوة العبادي بتشكيل الحكومة، لأن المالكي هو من صاغ الخريطة السياسية الحالية».

وأوضحت أن «المالكي (هو من اختار رئيس الجمهورية والنواب)، على أساس صفقة يمكن البقاء من خلالها»، مبينة أنه «اتفق مع هيرو خان زوجة الرئيس السابق جلال طالباني على القبول بمعصوم المحسوب على جناحها داخل الاتحاد الوطني الكردستاني رئيساً على حساب غريمه برهم صالح، مقابل تكليفه حصراً رئيساً للوزراء لولاية جديدة».

عراب المشروع

وأضافت: «حتى رئيس مجلس النواب الحالي سليم الجبوري، فإن المالكي هو من وضعه في هذا المنصب، بعد أن (اتفق معه على إلغاء كل الملاحقات القانونية بحقه وبحق النواب السنّة)، مقابل القبول بالولاية الثالثة»، مشيرة إلى أن «عرّاب المشروع داخل النواب السنة هو أحمد أبو ريشة الذي كان التقى عشية انتخاب الجبوري رئيسا للبرلمان بزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، وأن الأخير طلب منه التريّث إلى حين إيجاد بديل عن المالكي، إلا أن أبو ريشة لم يستجب بحجة إلحاح النواب السنّة على القبول بهذه الفرصة التي قد لا تتكرر».

طموحات خابت

وبحسب المراقبين السياسيين، فإنه «كان على العبادي الانتظار ثمانية أعوام لتسلّم المنصب الذي رشح إليه في العام 2006 باعتباره أحد أبرز مرشحي حزب الدعوة لرئاسة الوزراء، ثم عاد ليطرح اسمه من جديد وسط مفاوضات تشكيل الحكومة في 2010، إلا أنه لم يصمد أمام طموحات المالكي المتنامية بالحصول على ولاية ثانية».

وأشار مصدر مطلع إلى أن «عدداً من أعضاء حزب الدعوة بدأوا فعلاً يتفاوضون سراً من أجل الحصول على مناصب في الحكومة الجديدة، من بينهم النائب عباس البياتي ووليد الحلي وعلي العلاق وكلهم من حزب الدعوة، فضلاً عن علي الأديب وزير التعليم العالي الذي يعد من أكثر القياديين في حزب الدعوة انتقاداً للمالكي ورفضاً لولايته الثالثة، والذي كثيراً ما كان يقول إنه استنفد فرصته وعليه أن يمنح الفرصة لآخرين في حزب الدعوة». وفي هذا الشأن، أكدت النائبة عن دولة القانون حنان الفتلاوي في مقابلة تلفزيونية، انشقاق الحلي والعلاق، بقولها إنهما «تآمرا على المالكي».

تحديات أمام معصوم

في حال نجاح رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة، فإنه سيواجه ملفات صعبة وشائكة، أهمها إنهاء الانقسامات السياسية الحادة في البلاد، وإعادة اللحمة للنسيج الوطني العراقي، وومواجهة خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» التي بات يسيطر على رقعة كبيرة من البلاد. البيان

Email