الإمارات تثمن كلمته الصادقة والمسؤولة وتؤكد حساسية توقيتها

خادم الحرمين: الإرهابيون خونة شوّهوا الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمنت دولة الإمارات العربية المتحدة كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي تناولت العدوان الإسرائيلي على غزة والفتنة التي تهدد العالمين العربي والإسلامي، مؤكدة أنها تأتي في وقت حساس، وأنها صادقة ومسؤولة، حيث كان العاهل السعودي وصف في كلمته الإرهابيين في العالمين العربي والإسلامي بأنهم «خونة شوهوا صورة الإسلام»، مضيفاً من جهةٍ أخرى أن الصمت العالمي عن الجرائم ضد الإنسانية في غزة سيُخرج جيلاً يؤمن بالعنف.

وثمنت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس، كلمة خادم الحرمين التي تناولت العدوان الإسرائيلي على غزة والفتنة التي تهدد العالمين العربي والإسلامي «بما تحمله من خطر الإرهاب والإرهابيين على المشهد العربي والإسلامي وتشويه ديننا الإسلامي الحنيف بكل ما يحمله من معان ومبادئ سامية تجمع ولا تفرق وتعبر عن إرث حضاري عريق ومزدهر لن تطاله الفتنة ورؤوسها بإذن الله».

وأكدت الإمارات أن الكلمة تأتي «في مفترق حساس ونحن نشهد استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على المدنيين والأبرياء في غزة، كما نشهد خطاباً إرهابياً لا يمثل أمتنا العربية والإسلامية وتخاذلاً من قبل المجتمع الدولي أمام المشاهد المروعة باستهداف الأطفال والنساء والشيوخ في غزة».

وشدد موقف الإمارات على أن الكلمة تأتي «كما عهدناه دائماً صادقة ومسؤولة تجسد المواقف التاريخية للمملكة العربية السعودية كما تعبر بجلاء ووضوح عن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة وما يجيش في صدور أبنائها.

كما تحمل كلمة خادم الحرمين الشريفين في طياتها نهجاً مباركاً ينبذ الفتنة والإرهاب ويرفض المزايدة على الآلام والضحايا ويحمل كل الدول مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من عدوان وعنف ممنهج».

وأفاد موقف الدولة بأنها «إذ تقدر مواقف خادم الحرمين الشريفين الحازمة والشفافة ودوره المركزي في مناصرة قضية فلسطين قضية العرب الأولى والمركزية تؤكد تضامنها الكامل مع هذه المواقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم».

وكان خادم الحرمين وجه كلمة إلى الأمتين الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي قال فيها: «بقلب المؤمن بالحق تعالى القائل في محكم كتابه: «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب»، وقوله جل جلاله: «والفتنة أشدُ من القتل».

هذه الفتنة التي وجدت لها أرضاً خصبة في عالمينا العربي والإسلامي وسهل لها المغرضون الحاقدون على أمتنا كل أمر حتى توهمت بأنه اشتد عودها وقويت شوكتها، فأخذت تعيث في الأرض إرهاباً وفساداً، وأوغلت في الباطل كاتمة ومتجاهلة لقول المقتدر الجبار: «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق»».

وأضاف أنه «من المعيب والعار أن هؤلاء الإرهابيين يفعلون ذلك باسم الدين فيقتلون النفس التي حرم الله قتلها، ويمثلون بها ويتباهون بنشرها، كل ذلك باسم الدين والدين منهم براء، فشوهوا صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته وألصقوا به كل أنواع الصفات السيئة بأفعالهم وطغيانهم وإجرامهم، فأصبح كل من لا يعرف الإسلام على حقيقته يظن أن ما يصدر من هؤلاء الخونة يعبر عن رسالة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

وتابع: «ومن مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية، أدعو قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب، وأن يقولوا كلمة الحق، وألا يخشوا في الحق لومة لائم، فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة وتشويه صورة الإسلام النقية».

دماء الفلسطينيين

وأردف خادم الحرمين قائلاً: «وإلى جانب هذا كله نرى دماء أشقائنا في فلسطين تسفك في مجازر جماعية لم تستثن أحداً وجرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي، حتى أصبح للإرهاب أشكال مختلفة، سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول وهي الأخطر بإمكانياتها ونواياها ومكائدها، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقباً ما يحدث في المنطقة بأسرها غير مكترث بما يجري وكأنما ما يحدث أمر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له أي تبرير، غير مدركين بأن ذلك سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضاً السلام ومؤمناً بصراع الحضارات لا بحوارها».

 وأضاف: «أذكرُ من مكاني هذا بأننا دعونا منذ عشر سنوات في مؤتمر الرياض إلى إنشاء (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)، وحظي المقترح بتأييد العالم أجمع في حينه بهدف التنسيق الأمثل بين الدول، لكننا أصبنا بخيبة أمل بعد ذلك بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي مع هذه الفكرة، الأمر الذي أدى لعدم تفعيل المقترح بالشكل الذي كنا نعلق عليه آمالاً كبيرة».

مسؤولية تاريخية

واختتم خادم الحرمين كلمته بالقول: «واليوم نقول لكل الذين تخاذلوا أو يتخاذلون عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة، بأنهم سيكونون أول ضحاياه في الغد، وكأنهم بذلك لم يستفيدوا من تجربة الماضي القريب، والتي لم يسلم منها أحد. اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.. اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.. «وسيعلمُ الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون»».

Email