رصاص حي وغاز مسيل في الحدود الليبية التونسية على مصريين حاولوا الفرار

معارك طرابلس وبنغازي تحصد 181 قتيلاً

مبنى الأدلة الجنائية في بنغازي بعدما حوّله هجوم الميليشيات ركاماً أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما يستمر «الحريق الكبير» في ليبيا بتمدّد العنف بين الميليشيات، أميط اللثام أمس عن مقتل ما لا يقل عن 180 في طرابلس وبنغازي في 21 يوماً من المعارك، فيما صبغ الدم المشهد على الحدود مع تونس بمقتل سبعة مصريين برصاص حرس الحدود الليبي وإصابة آخرين بغاز مسيل للدموع أطلقه حرس الحدود التونسي، فيما تتزايد المخاوف من انهيار القطاع الصحّي إثر إعلان آلاف الكوادر الأجنبية اعتزامها المغادرة.

وأسفر لهيب المعارك في مدينتي طرابلس وبنغازي عن مقتل نحو 180 شخصاً خلال ثلاثة أسابيع، فيما أصيب المئات جراء صراع الميليشيات. ففيما أظهرت الإحصاءات سقوط 102 قتيل في العاصمة وحدها إلى جانب حوالي 452 جريحاً، لقي 77 شخصاً مصرعهم وجرح 289 آخرون في معارك بنغازي. وتخوض وحدات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ووحدات خاصة من الجيش الليبي معارك ضد الميليشيات الإسلامية المتشدّدة في شرق البلاد.

وعلى الحدود مع الجارة الغربية تونس، ارتفعت حصيلة القتلى المصريين الذين لقوا حتفهم أثناء تدافع الآلاف في محاولة لاجتياز معبر رأس جدير الحدودي من اثنين إلى سبعة قتلى. وفي تطوّر للاشتباكات التي وقعت وأدّت إلى مقل مصرييْن برصاص الوحدات الأمنية والعسكرية الليبية، ارتفع عدد القتلى إلى سبعة وإصابة أربعة آخرين.

رصاص تونسي

بدورها، أطلقت قوات حرس الحدود التونسية أعيرة نارية في الهواء وغازات مسيّلة للدموع لمنع مئات من المصريين حاولوا دخول الأراضي التونسية هرباً من الفوضى في ليبيا.

وقال مراسل وكالة «رويترز» في مسرح الأحداث: «أطلق حرس الحدود التونسي الرصاص في الهواء والغاز المسيل للدموع لمنع مصريين محتجين حاولوا الدخول بالقوّة للاراضي التونسية عبر بوابة رأس الجدير الحدودية مع ليبيا»، مضيفاً أنّ «مئات الأشخاص العالقين في معبر رأس الجدير الحدودي هرباً من المعارك في ليبيا تظاهروا احتجاجا على طول مدة الانتظار قبل أن يحاولوا عبور البوابات الحدودية بالقوّة، ما دفع قوات حرس الحدود لاطلاق النار في الهواء والغاز المسيّل للدموع»، ومؤكّداً سقوط جرحى في صفوف المحتجين.

إجلاء رعايا

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع اليونانية أنّ «أثينا أجلت بسلام موظفي سفارتها وأكثر من 100 من الرعايا الصينيين والأوروبيين من ليبيا»، مشيرة إلى أنّ «من أجلوا على متن فرقاطة تابعة للبحرية في طريق عودتها إلى ميناء بيريوس اليوناني».

وذكرت الوزارة أنّ «الفرقاطة سالاميس تحمل 77 يونانيا بينهم طاقم السفارة و78 صينيا و12 قبرصيا وعشرة بريطانيين وسبعة بلجيكيين ومن المتوقع أن تكون قد وصلت ميناء بيريوس في وقت مبكّر من صباح اليوم».

نوايا مغادرة

على صعيد متصل، وضع اعتزام آلاف الكوادر الطبّية الأجنبية مغادرة البلاد بعد تزايد الانفلات الأمني الخدمات الصحيّة على شفا الانهيار وفق مسؤولين حكوميين. وحذّرت وزارة الصحة الليبية من انهيار كامل للخدمات الصحيّة حال استمرار تدهور الوضع الأمني، لاسيّما مع إعلان الفلبين عزمها سحب 13 ألفا من رعاياها بينهم 3000 عنصر طبي وطبي مساعد.

وقال رئيس لجنة الأزمات والطوارئ في الوزارة عبد الرؤوف الكاتب، إنّ «هذا الأمر سيترتب عليه فقدان نسبة كبيرة من قوة المرافق الصحيّة»، مطالباً مديري إدارات الشؤون الصحيّة في مختلف المناطق ومديري المستشفيات والمراكز بالتنسيق حسب النطاق الجغرافي المتقارب بحيث يتم توزيع العناصر الطبيّة الوطنية لغرض تغطية العجز المتوقّع في حال سحب الفلبينيين من البلاد.

وفيما تتزايد المخاوف من إقدام الهند على سحب عناصرها الطبيّة ما سيؤدّي إلى إغلاق معظم المراكز في ليبيا باعتبار أنّ نسبتهم تبلغ حوالي 20 في المئة من العاملين في القطاع، لا تزيد نسبة الليبيين عن 18 في المئة، بينما تستحوذ الفلبين على نصيب الأسد من نسبة العاملين في الحقل الصحي بـ60 في المئة.

Email