مقاومة عشائرية تطرد مقاتلي البغدادي من منطقة شرقي سوريا

عشرات القتلى بمعارك «داعش» والأكراد في حلب

طفلة جريحة إلى جانب والدها الذي أصيب أيضاً في قصف النظام على دوما رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

حصدت المعارك العنيفة بين مقاتلين أكراد سوريين وتنظيم «داعش» في ريف حلب 50 قتيلاً من الجانبين، في وقت فاجأت إحدى عشائر دير الزور التنظيم بانتفاضة شعبية مسلحة أدت إلى طرده من عدة بلدات واعتقال أمير التنظيم بعد معركة سقط فيها عدد من القتلى.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات عنيفة وقعت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الغربي لمدينة كوباني (عين العرب) في محافظة حلب، ما تسبب بمقتل 14 مقاتلا كرديا و35 عنصراً على الأقل من تنظيم «داعش».

واشار المرصد الى ان الاكراد تمكنوا خلال هذه المعارك من السيطرة على عدد من مواقع وحواجز «الدولة الاسلامية».

ويحاصر تنظيم «داعش» عمليا كوباني بعد سيطرته خلال الاسابيع الاخيرة على قرى عدة في ريفها، ما دفع وحدات حماية الشعب الى استقدام تعزيزات الى المنطقة لمنع الاسلاميين الجهاديين من التقدم نحو المدينة الاستراتيجية الحدودية مع تركيا.

ربط المناطق

وكوباني هي ثالث كبرى المدن الكردية في سوريا بعد القامشلي (في محافظة الحسكة، شمال شرق) وعفرين (في ريف حلب). وتشكل «جيبا داخل مناطق تواجد الدولة الاسلامية على الحدود السورية التركية»، بحسب ما يقول المرصد.

ويبلغ طول هذه الحدود نحو 700 كيلومتر، وباتت «الدولة الاسلامية» تسيطر على نحو 250 كيلومترا منها، تمتد من اقصى شمال شرق حلب حتى اطراف مدينة راس العين في الحسكة التي تبعد نحو 180 كيلومترا شرق عين العرب.

ويحاول التنظيم ربط هذه المناطق ببعضها.

صفعة لـ«داعش»

في شرق البلاد، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين «داعش» ومسلحين عشائريين سنة. وقال ان «مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية اقدموا في بادئ الأمر على اعتقال ثلاثة من أبناء عشيرة الشعيطات في بلدة الكشكية» في ريف دير الزور، «متجاوزين بذلك الاتفاق الذي تم بين التنظيم وأبناء عشيرة الشعيطات والذي نص على تسليم الأسلحة للدولة الإسلامية والتبرؤ من قتال التنظيم مقابل عدم التعرض لأبناء هذه البلدات».

وردا على ذلك، شن مسلحون عشائريون من بلدات الكشكية وأبو حمام وغرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات فجر الاربعاء هجوما على دورية لتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة أبو حمام، وعلى مقر لتنظيم الدولة في بلدة الكشكية، بحسب المرصد. واندلعت اشتباكات على الاثر بين الطرفين قتل فيها خمسة مقاتلين من التنظيم على الاقل.

وأطلق اعضاء في عشيرة الشعيطات التي تشتبك مع التنظيم المتطرف حملة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، تحت عنوان «الشعيطات تنتفض على داعش».

سيطرة تدريجية

وتمكن التنظيم في النصف الثاني من يونيو الماضي تدريجيا من السيطرة على مجمل محافظة دير الزور، مع آبارها النفطية، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة ومبايعة عدد كبير منهم «الدولة الاسلامية».

وكانت عشيرة الشعيطات آخر المبايعين، وقد تعهدت بعدم القتال ضد «الدولة» وتسليم اسلحتها شرط عدم التعرض لابنائها.

وبث اعضاء في عشيرة الشعيطات وناشطون صورا لجثث مقاتلين من التنظيم مع تعليقات بينها «الشعيطات تنتفض ضد الدواعش» و«المقاومة الشعبية ضد المرتزقة داعش».

واظهرت صورة رجلا ملتحيا يمسك به مسلحان من الجانبين، مع تعليق «البغاة أزلام البغدادي في قبضة مجاهدي ريف دير الزور الأبطال، ريف دير الزور ينتفض».

على جبهة النظام مع «الدولة الاسلامية»، سقطت سبع قذائف هاون الخميس على مناطق في مدينة الحسكة (شمال شرق) «أطلقها عناصر الدولة الإسلامية المتمركزة في منطقة المشتل على بعد نحو ثلاثة كيلومترات غرب المدينة» ما تسبب بمقتل ثلاثة اشخاص.

مجزرة دوما

في ريف دمشق، ارتفع إلى 17 بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، عدد الذين قتلوا جراء قصف لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما، بحسب المرصد.

كما ارتفع الى اربعة بينهم ثلاث نساء عدد الذين قتلوا في سقوط قذائف هاون على مناطق في حي الميدان الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب (شمال) مساء امس.

في المقابل، قتل خمسة مواطنين في قصف بالبراميل المتفجرة القتها قوات النظام على حي الصالحين الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب. وجاء ذلك غداة مقتل ستة اشخاص في قصف مماثل على حي باب النيرب.

في وسط البلاد، قتل مواطنان واصيب 18 آخرون بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة في حي وادي الذهب الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية في مدينة حمص.

معارك الحسكة

ذكر مصدر امني رسمي في دمشق لوكالة «فرانس برس» ان تنظيم «الدولة الاسلامية» يقوم منذ اسبوع بمحاولات مستمرة للتمدد في الحسكة ولدخول مناطق جديدة، لكن هذه المحاولات تواجه بمقاومة من وحدات الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية (المسلحون الموالون للجيش).

واشار الى ان التنظيم «قام بمحاولات فاشلة» الاسبوع الماضي للسيطرة على مقر لحزب البعث وشركة كهرباء في ريف الحسكة، و«قد تم صدهم».

إلا أن «الدولة الاسلامية» استولت الاسبوع الماضي على مقر الفوج 121 جنوب الحسكة بعد ان قتلت خلال المعارك او ذبحا 85 جنديا سوريا. ولم يأت الاعلام الرسمي السوري على ذكر هذه الحادثة.

Email