الرئيس يدعو لمصالحة وطنية

صالح يفاجئ اليمنيين بمصافحة هادي في صلاة العيد

صالح يصافح هادي عقب صلاة العيد إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة غير متوقعة، ولم يعرف ما إذا كان متفقاً عليها، فاجأ الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح اليمنيين بمشاركة الرئيس عبدربه منصور هادي صلاة العيد، واقترب منه وتصافحا للمرة الأولى منذ إجبار الأول على التنحي ونقل السلطة إلى الثاني، في حين اقترح الرئيس اليمني مبادرة للمصالحة الوطنية استناداً إلى نتائج مؤتمر الحوار، لكنه هاجم نظام الحكم السابق، واتهمه بالوقوف وراء انتشار النزاعات ورعاية تجارة الأسلحة.

وفوجئ المتابعون للتلفزيون الرسمي الذي كان ينقل شعائر الصلاة مباشرة بدخول صالح المسجد الذي يؤدي فيه هادي وكبار قادة الدولة صلاة العيد، وأدى الصلاة برفقة أربعة من حراسه. وما إن انتهت الصلاة حتى اقترب من الرئيس هادي وصافحه، وبدوره قام هادي بإفساح مكان للرئيس السابق إلى جواره.

وقال شهود عيان لـ«البيان» إن موكب الرئيس السابق فاجأ قوات الحماية الرئاسية عند محاولته دخول المسجد الذي يؤدي فيه الرئيس هادي صلاة العيد، وإن الحماية الرئاسية منعته، وكاد الأمر يتطور إلى اشتباك مسلح بين الجانبين عندما قام أحد أنجال صالح بتسلق سور المسجد والدخول عنوة.

اتفاق مسبق

وقال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي لـ«البيان» إن المصافحة بين الرئيس هادي والرئيس السابق كان متفقاً عليها من قبل ضمن جهود إنهاء القطيعة بين الطرفين، وإن هذه المصالحة شملت أيضاً اللواء علي محسن الأحمر الذي انشق عن حكم الرئيس السابق، مضيفاً أنه عقب صلاة العيد جمع الرئيس هادي الرئيس السابق مع اللواء الأحمر، وجعلهما يتصافحان في مسعى لإنهاء الخصومة بين الجانبين الممتدة منذ ثلاثة أعوام، عندما أعلن الأحمر انشقاقه عن النظام ومساندته للاحتجاجات التي أدت إلى إطاحة نظام حكم الرئيس السابق على عبد الله صالح.

مبادرة للمصالحة

من جانب آخر، اقترح الرئيس هادي مبادرة للمصالحة الوطنية استناداً إلى نتائج مؤتمر الحوار.

ودعا هادي، في خطاب متلفز بمناسبة حلول عيد الفطر، اليمنيين والقوى السياسية إلى «العمل معاً على الأسس التالية: النظامُ الجمهوري والوحدةُ والنَهجُ الديمقراطي ومخرجات الحوار الوطني ثوابتٌ ومكتسباتٌ للشعب اليمني وأساسٌ لأيّ اصطفافٍ وطني».

واقترح هادي أن «تضعَ القوى السياسيةُ والاجتماعيةُ مجتمعةً ميثاقَ شرف يتضمنُ نبذَ الحروب وتسليمَ السلاح الثقيلِ والمتوسطِ للدولة، ووقف حملاتِ التعبئةِ والتحريضِ وخطاب الكراهيةِ والتخوينِ والتكفيرِ والتمييزِ المذّهبي والعرّقي والمناطقي»، مطالباً بأن «تتكاتفُ جميعِ القوى السياسيةِ والاجتماعيةِ لمحاربةِ الإرهاب وتجفيفِ منابعهِ وإدانةِ مموليهِ وداعميهِ وأنصاره باعتبارهِ الخطرَ الأكبر الذي يهدّدُ الوطن.

وقال إن «تحقيق الشراكةُ للجميع في إدارةِ الدولة على أساسِ المبادئ التي تمَ التوافقُ عليها في الحوارِ الوطني والالتزامُ بالعملِ السياسي السلمي، إضافة إلى مواصلة العملِ مع القوى السياسيةِ والاجتماعيةِ التي لم تلتحق بالحوارِ الوطني وخاصةً في الجنوب، لمزيدٍ من الالتفاف الشعبي والشراكةِ الوطنية في معالجةِ القضية الجنوبية».

اتهام النظام السابق

على صعيد آخر، اتهم هادي النظام السابق بالعمل على إثارة النزاعات والحرب وانتشار السلاح.

وقال إن «ما يجري من نزاعاتٍ ومواجهاتٍ مسلحة في بعضِ المناطق هي نتيجةٌ طبيعيةٌ لاكتنازِ السلاحِ الثقيلِ والمتوسط لدى الأطرافِ المتنازعة في الحروب، وكذا بفعلِ عملياتِ الاتجار بالأسلحةِ التي كانت تتمُ تحتَ نظرِ الدولةِ، بل برعايتها أحياناً، وهو ما تصديتُ لهُ بإصرارٍ منذُ اليومِ الأولِ لرئاستي، وواجهتُ بسببهِ، بل وواجهتم معي بصبرٍ عظيمٍ، كل عملياتِ التخريبِ وضربِ أنابيبِ النفط وقطعِ أبراجِ الكهرباء كضغوطٍ مستمرةٍ علينا للسماحِ لهم بممارسةِ ما اعتادوا عليهِ من استيرادٍ وتهريبٍ منُظمٍ للسلاح لإغراقِ اليمن به، بل وتحويلِ اليمنِ لترانزيتٍ آمنٍ للمنطقة».

هيكلة

دعا هادي إلى «استكمالِ إعادة هيكلةِ القواتِ المسلحة والأمن والتوعيةِ الصادقة بمخرجاتِ الحوارِ الوطني والاستعداد لإنجاحِ عمليةِ الاستفتاءِ على الدستور».

Email