حملة المشير تفتح باب التوبة لـ «منشقي الإخوان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبر خبراء سياسيون عزم الحملة الانتخابية لوزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي فتح قنوات اتصال مع المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين أنها بوابة أو مقدمة لدمج الإخوان في الحياة السياسية وإعلان توبتهم، شرط تخليهم عن أعمال العنف والإرهاب، واعترافهم بثورة 30 يونيو.

وبحسب مراقبين، فإن القرار الذي عدّه البعض «مغازلة سياسية» من حملة المشير لشباب الإخوان، هو حل أمثل لاحتواء الشباب، والتأكيد على حسن نوايا السيسي، ورغبته الشخصية في دمج كل عناصر المجتمع التي لم تتورط في أعمال عنف وإرهاب بالحياة السياسية، من منطلق حقهم الطبيعي في ممارسة العمل السياسي، وفق ما ينص عليه الدستور المصري.

لا مصالحة

وحملة السيسي، بحسب ما أكده أمين لجنة الشباب فيها حازم عبدالعظيم، لا ترحب بأي حال من الأحوال بإجراء حوار مع عناصر الإخوان، ولا تهدف إلى المصالحة، لأنه لا يمكن أبدا أن يتم القبول بالتصالح مع تنظيم تلوثت يداه بالدماء، بينما بَرر الناطق باسم لجنة الشباب بحملة السيسي زكي القاضي اتجاه الحملة نحو تشكيل لجنة للتواصل مع شباب الإخوان المنشقين بأن المشير يؤمن بأحقية كل الشباب من مختلف التيارات والفصائل السياسية بالمشاركة في بناء المستقبل، طالما انهم لم يتورطوا في إراقة دماء المصريين، مؤكدا أن الحملة تُرحب بمشاركة شباب الإخوان حال قيامهم بالتبرؤ من الجماعة، التي تنتهج أعمال العنف والإرهاب.

استجابة مؤكدة

بدوره، رجح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية هشام النجار استجابة معظم الإخوان المُنشقين للمبادرة التي أطلقتها حملة السيسي، مضيفا في تصريحات لـ«البيان» أنه بناء على مواقف سابقة للمنشقين عن الإخوان المسلمين، فإن ليس لديهم مانع من دعم المشير السيسي أو الترويج لبرنامجه، لاسيما أن الاختيارات السياسية أمامهم محدودة جداً وليس لديهم قوة تنظيمية كبيرة، وقدراتهم إذا تمت مقارنتها بالإخوان كتنظيم لا تؤهلهم للتأثير في المشهد السياسي، لذلك فمن مصلحتهم الانخراط في حملة المشير السيسي، معتبرا المبادرة على أنها آلية لدمج شباب الإخوان ممن لم يتورطوا في أعمال عنف وإرهاب، في الحياة السياسية مجدداً.

ضرب موازين

وأوضح النجار أنه فيما يسعى الإخوان إلى المصالحة مع الدولة، فهم ينظرون إلى الأعضاء المنشقين ممن قد ينضمون إلى حملة السيسي ويستجيبون إلى مبادرة حملته بنظرة استخفاف، فضلا عن اتهامهم بالعمالة، مشيرا إلى أنهم سوف يسعون إلى تشويه صورتهم عبر لجانهم الإلكترونية، وإظهار الإخوان المنشقين كأنهم كيان ضعيف.

ولفت إلى أن مبادرة حملة السيسي ضربت موازين الجماعة، مشيرا في السياق ذاته إلى أن دعوة السيسي الإخوان المنشقين إلى الانضمام إلى حملته، تعتبر مقدمة للتصالح مع الإخوان ممن يدينون أعمال العنف والإرهاب، ومقدمة لانخراطهم في العملية السياسية عقب اعترافهم بثورة 30 يونيو.

ترحيب وتحذير

من جانبه، يؤكد القيادي الإخواني المنشق الخبير في شؤون الحركات الإسلامية خالد الزعفراني، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، استجابة فورية من قبل الشباب المنشقين عن الإخوان لمبادرة حملة السيسي بصورة مباشرة، «لأنهم أدركوا حقيقة الإخوان المسلمين، ويُحاولون الآن توضيحها للشارع المصري كله، ولنظرائهم من الذين مازالوا يؤمنون بالفكر الإخواني، وعليهم فإنهم عناصر فاعلة ضد الإخوان، وتُحاول أن تفضح مخططات الجماعة وتشوه أفكارها الخاصة، وقطعا سوف يرحبون بالانضمام لحملة السيسي على هذا النحو».

بالمقابل، اعتبر منسق «تحالف شباب الإخوان المنشقين» عمرو عمارة، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أنه من غير المرجح أن يستجيب شباب الجماعة «الذين لم ينشقوا عنها» للدخول في حملة المشير السيسي، خاصة أن كثيرا منهم لا يزال لديهم ولاء للإخوان وللفكر الإخواني، وعليه فإن الحملة مُطالبة بأن تفرق بين من هم رافضين فعلاً لفكر الجماعة وتبرأوا منها، ومن هم دخلاء قد يُحاولون استغلال المشهد الحالي، لإثارة الجدل داخل حملة المشير السيسي.

رفض مطلق

 

أعرب رئيس حزب الكرامة محمد سامي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، عن رفضه لمبادرة حملة السيسي، مؤكدا أنه لا يجب أن تتم أية مصالحات مع عناصر الإخوان المسلمين. وقال إن المبادرة «غير مرحب بها» على الإطلاق، ولا يجب بأي حال من الأحوال أن يكون هناك وفاق مع جماعة الإخوان المسلمين وعناصرها الشبابية. البيان

Email