أنباء عن اتفاق يضمن وقف قصف الفلوجة والرمادي وإعادة العيساوي للحكومة

صفقة بين بغداد والأنبار تعزل »داعش« بالصحوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهرت بوادر تسوية سياسية في العراق بخصوص أزمة الأنبار، تتضمن تفعيل الصحوات التي يقودها أحمد أبو ريشة للمشاركة في محاربة تنظيم «القاعدة»، مقابل تلبية الحكومة لمطالب أهالي الأنبار بضمان الهدوء والاستقرار وإيقاف القصف على الفلوجة والرمادي، إضافة إلى حزمة أخرى من المطالب السياسية، بما يضمن للحكومة تحييد العشائر عن «القاعدة»، فيما تواصلت الحملة العسكرية المعززة بالدبابات وعشائر الأنبار ضد تجمعات «القاعدة».

وذكر مصدر في «القائمة العراقية» أن هناك صفقة تم إبرامها ولاحت مؤشراتها في أداء القوات العراقية والعشائر الأنبارية، «تضمن الهدوء والاستقرار في الأنبار، مقابل إطلاق سراح النائب أحمد العلواني، وتشكيل صحوات، وعودة رافع العيساوي إلى الحكومة، وتسويات أخرى في هذا الإطار، بما فيها انفراجات كبيرة في العلاقة في ملف السجينات والسجناء وبقية ملف المطالبات السنية في المناطق الغربية». وقال المصدر إن «الصفقة تتحرك على خطين، الأول على خط العيساوي وحماس العراق، والخط الثاني أحمد أبو ريشة، عبر تأسيس الصحوات، بدعم ومساندة عشائر الأنبار».

وذكر مجلس الأنبار أن الاتفاق «يقضي بخروج المسلحين خارج الفلوجة، وإنهاء المظاهر المسلحة، وإعادة الملف الأمني بيد الشرطة المحلية وبمساندة العشائر».

التسوية الشاملة

وأشارت المصادر إلى أن «من بين النصوص التي ستنفذها الحكومة مقابل التهدئة والتسوية الشاملة في الأنبار، إطلاق سراح النائب أحمد العلواني، والعودة إلى مجلس النواب، وإجراء ما يسمى الفصل العشائري، بسبب الطريقة التي تم قتل شقيقه فيها، وهي جزء من تسوية المشكلة مع عشيرة البوعلوان».

أما الشرط الأخر، بحسب مصدر «العراقية»، فهو قرار السماح بإقامة صلاة الجمعة في جميع مناطق الحراك الغربي، من دون تدخل الجيش والشرطة المحلية، كما أن الجيش العراقي والشرطة الاتحادية أو المحلية لا يحق لها أن تدخل الساحات أو مناطق الصلوات إلا بموافقة العيساوي وأبو ريشة. وأفاد مصدر في شرطة الأنبار بأن أبو ريشة وعدداً من زعماء عشائر المحافظة قادوا عملية لقوات الصحوة ضد «داعش» في الأنبار. ويقود أبو ريشة العمليات بنفسه، وهي المرة الأولى منذ عام 2007.

تأهيل الصحوات

وذكرت المصادر أن العيساوي وأبو ريشة توصلا إلى اتفاق مع رئيس الوزراء نوري المالكي بفتح باب التعيينات في صفوف الجيش والشرطة لما يقرب من عشرة آلاف عنصر من أهالي الأنبار كـ«صحوات»، وكذلك تطويع ثلاثة أفواج في الجيش والشرطة. كما تشمل الصفقة، إطلاق سراح السجناء والسجينات واستخدام صلاحيات العفو الخاص بتوقيع رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية. ومن كواليس الصفقة أيضاً إلقاء القبض على زعيم حزب الله العراقي واثق البطاط بسبب ما يشكله من تهديد للسنة. وأعلنت الحكومة عن إلقاء القبض على البطاط، لكنها لم تقدم دليلاً على ذلك.

وأشار المصدر إلى أن الصفقة ستكمل دورتها من خلال عودة العيساوي إلى الحكومة وزيرا للمالية، وإلى العملية السياسية، كخطوة أولى لعودة نائب الرئيس طارق الهاشمي إلى العراق ومزاولة العمل السياسي وإسقاط التهم وقرارات الإعدام التي صدرت بحقه.

لجنة تفاوضية

في الأثناء، أعلن مجلس الفلوجة المحلي المؤقت ترشيح أربعة ضباط من شرطة المدينة لمنصب مدير الشرطة، بعد موافقة وزارة الداخلية، وتشكيل لجنة تفاوضية مع حكومة الأنبار وحكومة بغداد، لسحب قوات الجيش وإيقاف القصف العشوائي. وقال عضو المجلس المحلي المؤقت للفلوجة عبد الزوبعي في تصريح صحافي إن «المجلس شكل لجنة تفاوضية مع حكومة الأنبار المحلية وحكومة بغداد المركزية لضمان سحب قوات الجيش وإيقاف القصف العشوائي».

مبادرة الحكيم

بدوره، أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف دعم المنظمة الدولية لمبادرة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي السيّد عمّار الحكيم.

وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن «الحكيم استقبل ميلادنوف في مكتبه ببغداد، إذ أكد الأخير دعم الأمم المتحدة لمبادرة الحكيم التي تهدف إلى دعم محافظة الأنبار وعشائرها في حربها على الإرهاب، ضمن خطة استراتيجية بعيدة المدى تضع في الاعتبار وضع المحافظة الخاص وموقعها الحرج ضمن مساحة الحواضن الإرهابية عبر الحدود».

وكان الحكيم أطلق خلال الملتقى الثقافي الأسبوعي الذي أقامه بمكتبه في بغداد، مبادرة حملت عنوان «أنبارنا الصامدة»، مكوّنة من عشرة بنود، أبرزها إقرار مشروع إعمار خاص بالمحافظة بقيمة أربعة مليارات دولار، يمتد أربعة أعوام، وتشكيل مجلس أعيان الأنبار، وإنشاء قوات الدفاع الذاتي من عشائر المحافظة.

الوضع الميداني

ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية ومقاتلي «القاعدة» في منطقة تقع بين الرمادي والفلوجة. وقال مصدر أمني إن «قوة كبيرة هاجمت أوكار القاعدة في منطقة البوبالي التي تحولت إلى معقل لمقاتلي القاعدة، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين شاركت فيها دبابات الجيش».

وبينما دارت الاشتباكات في البوبالي، شهدت الرمادي والفلوجة هدوءاً بعد يوم من معارك في الرمادي وعودة شرطة المرور إلى شوارع الفلوجة.

Email