الرئاسة تُعد للقاءات تصالحية بهدف عقد اجتماع وطني

العراق: «رمضان النصر» تدعو إلى تفعيل العفو

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت لجان الحراك الشعبي في ست محافظات عراقية غربية وشمالية خلال تظاهرات جمعة «رمضان النصر»، أمس، الحكومة إلى إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وتفعيل قانون العفو العام، تزامنا مع شهر رمضان المبارك، في وقت بدأت الرئاسة العراقية اتصالات مع القوى السياسية من اجل الاتفاق على موعد لعقد اجتماع ينتهي بميثاق شرف يؤكد على المصالحة الوطنية ويرفض التفرقة الدينية أو القومية أو المذهبية.

وأطلق آلاف المعتصمين والمتظاهرين العراقيين في ست محافظات امس على جمعتهم اسم «رمضان شهر الصبر والنصر» على اعتبار أن هذا الشهر عرفه العالم الاسلامي بأنه شهر الانتصارات والفتوحات.

وطالب إمام وخطيب صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام في سامراء سمير فؤاد المعتصمين إلى عدم ترك ساحات الاعتصام بسبب الصوم، عازيا الأمر إلى أن ترك الساحات سيكون «تفريطا بالحقوق وإهدارا للكرامة».

وقال فؤاد في خطبته إن «شهر رمضان جعله الله سبحانه وتعالى شهر عفو ومغفرة»، متسائلا: «أليس من الحكمة أن تشرع الحكومة والبرلمان قانون العفو العام في هذا الشهر الكريم تهذيبا للنفوس وتحقيقا للمصالحة وتصفية الأجواء؟».

خريطة المالكي

في المقابل، قال إمام وخطيب جمعة الرمادي حسن الدليمي إن «رئيس الوزراء نوري المالكي يعمل وفق خريطة وصيغة عمل أعدت له، بهدف تنفيذ سياسة خارجية ضد مصلحة العراق». وأضاف، خلال خطبة الجمعة من ساحة الاعتصام شمال مدينة الرمادي، ان حكومة المالكي «تتعمد تجاهل مطالب المعتصمين واستهداف المعتصمين واللجنة المنظمة للاعتصامات بحجج وأكاذيب غير واقعية، ونحن بدورنا نؤكد بان الإعتصامات مستمرة» .

203 أيام

وأكد أن «المعتصمين دخلوا اليوم 203 من اعتصامهم، وهم مستمرون ولن يزحزحهم حر أو برد الجو، إلا حين الاستجابة للمطالب المشروعة، وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلات البريئات والمعتقلين وتسليم قتلة أبناء الفلوجة والحويجة والموصل».

من جانبه، قال خطيب جمعة الفلوجة محمد فيصل ألجميلي: «لقد خرجنا من اجل قضية عادلة وشرعية وتتطلب منا الصبر، ونطالب الحكومة باستغلال الشهر الكريم لتفعيل قانون العفو العام».

وأضاف، أمام عشرات الآلاف من المصلين على الخط الدولي السريع شرقي الفلوجة: «في رمضان يتساوى الغني والفقير والضعيف والقوي، بينما الحكومة العراقية تميز بين أبناء الشعب العراقي على أساس طائفي». وأوضح: «خرجنا من اجل تحقيق مطالب أبناء الشعب وحقوقه المسروقة من قبل الحكومة، التي تواجهنا بالقتل والتهديد والاعتقالات للمتظاهرين والمعتصمين ولعلمائنا».

صلاة موحدة

وبالترافق مع ذلك، شهدت العاصمة بغداد صلاة جامعة موحدة شيعية سنية للأسبوع الثامن على التوالي، حيث دعا إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة في جامع سعدية العمري الساسة إلى «توحيد كلمتهم وإنهاء خلافاتهم التي غالبا ما تنعكس على الشعب العراقي».

وقال في خطبته إن «الشعب العراقي يريد أن يتوحد وان يجمع كلمته ويبني العراق، فليس فقط المسلم دماؤه حرام، بل دماء العراقي حرام سواء كان مسلما أم مسيحيا أم غير ذلك».

لقاءات تصالحية

وبالتوازي، بدأت الرئاسة العراقية اتصالات مع القوى السياسية من اجل الاتفاق على موعد لعقد اجتماع لهم بشأن ميثاق شرف.

وقال المكتب الإعلامي لنائب الرئيس خضير الخزاعي إن «الرئاسة بصدد عقد لقاءات مكثفة خلال شهر رمضان استئنافاً للمبادرة التي اطلقها مؤخرًا واستكمالاً لجهود الرئيس جلال طالباني والهادفة إلى تقوية واستثمار المشتركات الوطنية والوصول إلى خلاصات ملزمة بين مختلف القوى والفعاليات السياسية على هذه المشتركات والعمل على أساسياتها الدستورية وإطارها الأخلاقي متمثلاً بميثاق الشرف الذي أطلقته الرئاسة».

وقالت الرئاسة إنها ترى أن «التشجيع والتحفيز المستمرين من القوى والأحزاب والتكوينات والمثقفين دفعاها أكثر إلى الاستمرار بتفعيل وثيقة الشرف للوصول إلى إلزام بنصوصها والالتزام المرن بفقرات الدستور للتغلب على المشكلات من خلال الفهم القانوني السليم والالتزام الوطني الذي لا يحيد عن ثوابت وحدة واستقرار العراق وضمان أمن مواطنيه وحرياتهم».

وكان الخزاعي أطلق وثيقة شرف تدعو إلى «صيانة الوحدة الوطنية لأبناء الشعب العراقي وحماية النسيج الوطني وعدم السماح لأي كان بايجاد التفرقة الدينية أو القومية أو المذهبية واعتماد مبدأ الحوار سبيلاً وحيداً لمعالجة المشكلات».

Email