تأجيل القمة المغاربية والعلاقة بين البلدين «طلاق صامت»

الرئيس التونسي ينحاز إلى موقف الجزائر بشأن مالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي عن انحيازه للموقف الجزائري الرافض لأي تدخّل عسكري في شمالي مالي، في وقت بدا أن انعقاد القمة المغاربية، الذي كان يفترض أن يتم خلال هذا الشهر، تأجل إلى أجل غير مسمى.

وقالت رئاسة الجمهورية التونسية إنها «تراقب، بكثير من الانشغال، نذر الحرب التي تهدد بالاندلاع في مالي من وقت لآخر، وجاء في بيان تلاه عدنان منصر الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إن تونس التي تؤكد مجدداً على إدانتها لكافة أشكال الإرهاب والتطرف واتساع دائرة نشاط المجموعات المسلحة، وما تقوم به من عمليات اختطاف وتجارة للمخدرات والأسلحة، تعتبر هذه المجموعات مصدر تهديد حقيقي لأمن واستقرار بلدان المنطقة، خاصة باستغلالها لهشاشة الوضعية العرقية والاجتماعية والاقتصادية في شمالي مالي، وأضاف القول إن تونس تعتبر أن شن أية حرب في المنطقة يجب أن يسبقه استنفاذ جميع الوسائل السلمية من أجل حل المشكلة المالية، عبر مساع تحسن التفريق بين المجموعات الإرهابية، وبين المطالب المشروعة في التنمية والإدارة المحلية لسكان شمالي مالي، وهي مطالب قابلة للتسوية في إطار وفاق وطني.

وأوضح بيان الرئاسة أن تونس «تحذّر من أي تدخل عسكري غير مدروس العواقب، قد يحول المنطقة إلى بؤرة توتر شديد على حدود الدول المغاربية، تكون له انعكاسات سلبية على أمنها الوطني». «وتدعو في الوقت نفسه إلى ضرورة دعم السلطات المركزية في مالي، وتعزيز إمكاناتها الدفاعية، بما يسمح لها بإعادة السيطرة على مجالها الوطني، وتوحيده على أسس تضمن الاستقرار في المنطقة».

و قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، إنه يتفق مع الجزائر في موقفها من أزمة مالي، معتبراً أن التدخل العسكري يجب أن يبقى «الحل الأخير»، وأكد في تصريحات لصحيفة «ليبرتي» الجزائرية، الناطقة باللغة الفرنسية: «نحن متفقون مع الجزائر حتى في المسائل الدولية، كما هو الشأن بالنسبة لمالي». وأضاف القول: «نحن نشاطر الجزائر موقفها، ولا يجب أن يتم اللجوء إلى التدخل العسكري إلا كحل أخير».

وأكد الرئيس التونسي أنه يشاطر الجزائر وجهات نظرها بشأن الدفاع «عن الفضاء المغاربي ضد الإرهاب» كما أكد على «تأييده النهوض بالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية» بين البلدين. وجاءت تصريحات المرزوقي في ظرف حرج تمر به العلاقات التونسية الجزائرية، التي تعيش حالة «الطلاق الصامت»، وخاصة في ظل اختلاف وجهات النظر حول عدد من القضايا الجوهرية والاستراتيجية، حيث تسير الديبلوماسية باندفاع تام نحو المساهمة في إحداث التحوّلات الدراماتيكية بالمنطقة، في حين تنظر الجزائر إلى انتفاضات الربيع العربي بكثير من الريبة.

فشل انعقاد القمة

ويسعى الرئيس التونسي إلى القيام بدور مهم في الساحة المغاربية، إلا أن طموحاته فشلت في عقد قمة إعادة الروح إلى اتحاد المغرب العربي، الذي تأسّس في فبراير 1989، بمشاركة زعماء تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا في تلك المرحلة.

وفي يناير الماضي، قام الرئيس التونسي بزيارات إلى الرباط والجزائر ونواكشوط وطرابلس، وأطلق تصريحات أعلن فيها عن قرار الزعماء المغاربيين بعقد قمة في تونس في شهر أكتوبر 2012، إلّا أن الموعد مرّ والقمة لم تنعقد، ويؤكّد المراقبون أن انعقادها في المدى المنظور غير وارد.

Email