داوود أوغلو يواجه فيضاً من مشكلات تركيا المعقدة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انتابتني مشاعر مختلطة، في ليلة العاشر من أغسطس الماضي، عندما فاز رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية، التي تضيف إلى مدة حكمه الممتدة على مدى 12 سنة، مدة خمس سنوات أخرى.

وهذه المشاعر المتضاربة فرضت عليّ سؤالاً محدداً: كيف وصلت تركيا إلى ما هي عليه اليوم؟ هذه قصة تثير الاهتمام. فحزب العدالة والتنمية ولد في عام 2001، تحت قيادة كل من رجب طيب أردوغان والرئيس التركي المنتهية ولايته عبد الله غول. ووصل كلاهما إلى السلطة عام 2002، وبدآ حقبة تاريخية مختلفة.

وفي عام 2007، انتخب الرئيس عبد الله غول، الأمر الذي تطلب منه التخلي عن انتمائه الحزبي. ومنذ ذلك الحين، عزز أردوغان سلطته الشخصية، وهمش كل الشخصيات الحزبية الأخرى، وجمع كل الأطراف حوله وحول حزبه.

وظل عبد الله غول يقدم المشورة لرفاقه القدامى بضرورة ضبط النفس والاعتدال. وعارض دعم تركيا للمعارضة السورية، وحاول الإبقاء على العلاقات مع مصر رغم الأحداث الأخيرة. وعارض حملة أردوغان على المتظاهرين السلميين، وكذلك حظره موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

ولهذا السبب أيد الأتراك الليبراليون، وأنا منهم، حزب العدالة والتنمية في سنواته الأولى، آملين أن يعود عبد الله غول إلى ممارسة السياسة الحزبية، وأن يصبح القائد الجديد لحزب العدالة والتنمية.

على الرغم من أن الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان اختار وزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو رئيساً للوزراء، بناءً على ما يبدو من توافق بينهما على مجمل القضايا الكبرى، فإنه لا يزال بوسع أوغلو مساعدة تركيا بشخصه اللطيف والمهذب وبابتسامته، بدلاً من مفاقمة مشهد سياسي مرير ومليء بالكراهية والمشكلات المعقدة للبلاد.

ويمكنه كذلك أن يشرح لرفاقه في الحزب أن الديمقراطية ليست متعلقة بالاقتراع فقط، وإنما بالضوابط والتوازنات واحترام الحريات، التي أشاد بها حزب العدالة والتنمية ذات يوم.

Email