العنف الطائفي في الهند حصيلة تراكمات لم تحسم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكس المواجهات الدامية بين الهندوس والمسلمين في ولاية جوجارات الهندية تراكمات للتوتر التاريخي التقليدي بين الغالبية الهندوسية والاقلية المسلمة في الهند، ، وتعتبر هذه المواجهات الطائفية الاعنف منذ 1992 في دولة تعتبر رسميا دولة علمانية. ويمثل الهندوس 80% من سكان الهند ويمثل المسلمون (134 مليون نسمة) 12% وهم الاقلية الاكبر في البلاد. واندلعت موجة العنف الطائفية في احمد اباد اثر هجوم شنه مسلمون في 27/2/2002 على قطار كان يقل متطرفين هندوس عائدين من تجمع ديني في بلدة ايوديا في ولاية اوتار براديش (شمال). وكانت هذه المدينة مسرحا لآخر موجة للعنف بين المسلمين والهندوس في الهند بعد قيام متطرفين هندوس على تدمير مسجد بابري التاريخي مما اسفر عن مقتل 2000 شخص. ويعود الخلاف الى عام 1986 عندما سمح رئيس الوزراء انذاك راجيف غاندي باعادة فتح المسجد الذي كان مغلقا منذ 1949. ويقول الهندوس ان المسجد بني في القرن السادس عشر على موقع لمعبد سابق لاله الحرب «راما» كان قد دمر. وفي السادس من ديسمبر 1992 هاجم الاف المتطرفين الهندوس بالفؤوس والمعاول المسجد الذي دمر في ساعات قليلة. وردت الحكومة انذاك باقالة الحكومة المحلية في اوتار براديش التي شكلها الحزب الهندوسي المتطرف «بهاراتيا جاناتا» الذي كان وراء الحملة والذي يقود الائتلاف الحاكم حاليا. رصد تاريخي للصراع بين الهندوس والمسلمين ـ 1852 ادعى غلاة الهندوس ان الامبراطور المغولي بابار هدم معبد راما في ايودا وشيد مكانه مسجد بابري الجامع، ويقول المسلمون ان المعبد ماهو الا خرافة ابتدعها الاستعمار البريطاني لتعزيز سياسة «فرق تسد ». ـ 1853 رصد البدايات الاولى للصراع الديني في موقع المسجد. ـ 1859 الاستعمار البريطاني يقيم سورا لفصل اماكن العبادة حيث جعلت المنطقة داخل السور للمسلمين والمنطقة خارجه للهندوس. ـ 1984 شكل مجلس الهندوس العالمي لجنة برئاسة حزب «فيشوا هندو باريشاد» لتحرير موقع مولد الاله راما وتشييد معبد تخليدا لذكراه. ـ 1986 شكل المسلمون لجنة مسجد بابري احتجاجا على اللجنة الهندوسية واهدافها. ـ 1989 وضع حزب «فيشوا هندو باريشاد » حجر الاساس لمعبد راما على مقربة من المسجد. ـ 1990 المتطرفون الهندوس يهدمون جزءا من المسجد ورئيس الوزراء شاندرا شيكار يسعي لحل النزاع عبر المفاوضات. ـ 1991 الحزب الهندوسي الوطني «باهاراتيا جاناتا» يفوز في انتخابات ولاية اوتار براديش و يتسلم السلطة. ـ 1992 اعضاء حزب باهاراتيا جاناتا يهدمون المسجد واتساع الاضطرابات الدينية التي اوقعت اكثر من 3000 قتيل. ـ 1998 تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة اتال بيهاري فاجبايي. وحزب فيشوا هندو باريشاد يتعهد للمرة الثانية باقامة المعبد في ايوديا. ـ يناير2002 فاجبايي يعين مسئولا كبيرا لجمع زعماء الهندوس والمسلمين حول طاولة المفاوضات. ـ فبراير 2002 اندلاع حرب شوارع بين الهندوس والمسلمين أوقعت أكثر من 600 قتيل. النواب المسلمون في البرلمان الهندي السنة 1952 1957 1962 1967 1971 1977 1980 1984 1989 1991 1996 1998 1999 مع العلم بأنه يجب ان يكون عدد النواب المسلمين 70 نائبا قياسا لعدد المسلمين بالنسبة لمجموع السكان. معلومات أساسية عن الهند ـ الاسم الرسمي : جمهورية الهند. ـ الاسم القومي (الوطني) : بهرات ( هندي). ـ اللغات الرسمية: هندي، إنجليزي (بالإضافة إلى 14 لغة مُعترفاً بها من قبِل الدستور. ـ عدد السكان (آخر إحصاء) : 1.80 مليار نسمة. ـ نسبة الحضر - الريف: 26.8% حضر - 73.2% ريف. ـ عدد الناخبين : حوالي 605 ملايين نسمة. ـ الديانات : الهندوس 80%، المسيحيون (2.4%) البوذيون + آخرون (حوالي 1%) ـ المسلمون 11% السيخ (2%). النظام السياسي في الهند ـ الحكومة: جمهورية فيدرالية. ـ السلطة التشريعية: البرلمان مؤلف من مجلسين: مجلس الشعب ويتكون من 545 عضوًا ينتخب معظمهم مباشرة من قبل الناخبين، ومجلس الولايات ويُنتَخب معظمهم اعضائه من قبل الولايات والتجمعات الإقليمية. ـ رئيس الدولة : يتم اختياره بطريقة غير مباشرة لمدة خمس سنوات. ـ رئيس الحكومة: رئيس الوزراء يُنتخب من قبل حزب الأغلبية في البرلمان. الأحزاب السياسية يوجد في الهند اكبر عدد من الاحزاب في العالم فهناك «550» حزبا سياسيا والاحزاب متنوعة، ايديولوجية واقليمية وطبقية واجتماعية ودينية، وهيئة الانتخابات توزع هذه الاحزاب الى ثلاثة قوائم: احزاب قومية وعددها (6)، واحزاب اقليمية وعددها (40)، واحزاب مسجلة وعددها ( 504 ) احزاب، ومن ابرز هذه الأحزاب: ـ حزب المؤتمر القومي ـ حزب بهاراتيا جاناتا ـ الحزب الشيوعي الماركسي ـ باهوجان سماج (حزب المنبوذين) ـ جاناتا دال ـ تيليجو ديسام ـ راشتريا جاناتا دال (لالو براساد) ـ ايه آي دى إم كيه (جاي لاليتا) ـ حزب ساماتا (جورج فرنانديز وزير الدفاع) ـ الحزب الشيوعي الهندي ـ شيو سينا ـ دى. م. كيه. ـ شيرومانى أكالى دال (حزب السيخ) ـ شاكتي ( هيكديه) لوك الهندوسية احدى الديانات القديمة واكبر ديانات الهند الوثنية حيث يدين بها نحو 80% من السكان. وللهندوسية اثر في كل مظاهر الحياة الهندية. ويطلق الهنود على ديانتهم اسم سانتاندرا أي الديانة القديمة او الازلية. وقد اختلفت عقائد الهندوس خلال آلاف السنين وظهر العديد من الفرق والطوائف وطورت كل واحدة منها فلسفتها وشكل العبادة الخاص بها. الآلهة: الهندوسية ديانة تقوم على عبادة اكثر من إله. التناسخ: يعتقد الهندوس أن النفس لاتفنى بفناء البدن بل تنتقل الى ابدان اخرى مما يعد ميلادا لها، وتنتقل النفس من دورة الميلاد وعودة الميلاد تسمى «سمسرا» وفي النهاية يمكن ان تنال النفس مستوى من الوجود يسمى موكشا «الانعتاق». ونشات مذاهب كثيرة في الهندوسية اهمها: 1ـ النيايا: وتتعلق بالمنطق ونظرية المعرفة. 2ـ الفايشاشيكا: وتهتم بدراسة طبيعةالعالم. 3ـ الصمخيا: تستكشف نشاة الكون وتطوره. 4ـ اليوجا: هي مجموعة تمارين بدنية وعقلية تهدف الى تخليص الجسد حتى تستطيع الروح الاتحاد مع «برهمان». 5ـ الميامسا. 6ـ الفيدتنا. وللهندوس عبادات يومية يؤدونها لاله الاسرة في معبد المنزل، ويحتفلون باعياد سنوية لآلهة مختلفة ويشدون الرحال لمزارات بعيدة كرست لفشنو وشيفا والالهة شاكتي. وقد حاولت الحركة الهندوسية أن تجعل من الهندوسية «دينًا موحدًا»، وذلك من خلال التركيز على الإله «رام» وجعله فوق كل الآلهة الأخرى فالتعددية الهيكلية التي تتسم بها العقيدة الهندوسية تمثل أكبر تحدٍ لنجاح القومية الهندوسية. القومية الهندوسية القومية الهندوسية ظاهرة آخذة في التزايد والنمو، الأمر الذي أدى إلى تصاعد النفوذ السياسي لجماعة السانغ باريفار. وقد نتج عن ذلك عمليات مُنظمة تهدف إلى انتهاك حقوق الإنسان، سواء بالنسبة للأقليات المسلمة أو المسيحية، وعمليات العنف المدعمة التي تستهدف الأشخاص، وممتلكاتهم ومؤسساتهم. النظام الطبقي الهندوسي هناك نظام قديم في الهند يسمى «فارنا» وبناء عليه يقسم المجتمع الى: 1 ـ الطبقة البيضاء وهي طبقة البراهمة وهم القساوسة والعلماء. 2 ـ الطبقة الحمراء «الكاشتري» وهم الحكام والاداريون والجنود. 3 ـ الطبقة الصفراء «الفيزية» وهم الفلاحون والمزارعون والتجار. 4 ـ الطبقة السوداء وتشمل «السودرا» وهم العمال المهرة، كالخزافين والنساجين وصانعي السلاح والخدم. يوميات الصراع ـ 27/2/2002: دعا وزير الداخلية الهندي لال كريشنا أدفاني جماعة هندوسية متشددة إلى التخلي عن خطط لبناء معبد في موقع متنازع عليه مع المسلمين. وجاءت هذه الدعوة عقب قيام حشد غاضب من المسلمين بمهاجمة قطار يقل ناشطين من الهندوس بولاية كوجرات وإضرام النار فيه ما أودى بحياة 58 شخصا على الأقل إصابة 43 شخصا حروق عدد كبير منهم بالغة. وأعلن أدفاني في بيان أن حكومته ستتحرك ضد من يخالف حكم محكمة يحظر أي نشاط في الموقع المتنازع عليه في بلدة أيوديا الشمالية. واحتشد في البلدة هندوس متشددون وطالبوا ببناء معبد على أنقاض مسجد بابري الذي دمره الهندوس منذ عشر سنوات. ـ 28/2/2002: هاجمت جموع الهندوس مسجدا في مدينة أحمد آباد التي تحولت شوارعها إلى ساحة اشتباكات. واستخدمت الشرطة الهندية الأسلحة النارية في مواجهة الهندوس الذين هاجموا أيضا متاجر المسلمين. وأطلق رجال الشرطة النار في الهواء بينما حاول مئات المتظاهرين في شوارع أحمد آباد بولاية كوجرات خلع أبواب متاجر المسلمين أو إحراقها قبل أن تتمكن قوات الشرطة من تفريقهم. غير أن الجموع الهندوسية أعادت تجمعها في أحياء المسلمين الذين خرجوا من منازلهم للتصدي لهذه الاعتداءات لتتحول المدينة إلى ساحة اشتباكات بين الجانبين، وأشعل الهندوس النيران في بنايتين على الأقل بجوار المسجد الذي تعرض لهجومهم. ووضعت الهند قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى بعد مقتل 46 شخصا بولاية كوجرات غربي الهند لمواجهة هذه الموجة الجديدة من أعمال العنف الطائفي. ـ 1/3/2002: قتل 200 شخص على الأقل أغلبهم من المسلمين إثر تواصل المواجهات الطائفية العنيفة بين مجموعات إسلامية وهندوسية في ولاية كوجرات. وتركزت المواجهات في مدينة أحمد آباد حيث هاجمت حشود الهندوس أحياء المسلمين وقامت بعمليات نهب وإحراق، وتحولت المدينة إلى ساحة معارك بين الهندوس والمسلمين لليوم الثاني على التوالي ليرتفع عدد قتلى الجانبين إلى 190 معظمهم من المسلمين. وقالت الأنباء إن الهندوس قتلوا 50 مسلما حرقا داخل منازلهم, وتحدثت تقارير عن ارتفاع عدد القتلى من المسلمين إلى مائة على الأقل. ـ 2/3/2002: ـ تواصلت أعمال العنف الطائفي في كوجرات رغم الانتشار الكثيف للقوات الهندية في الولاية، إذ تجددت الاشتباكات بين الهندوس والمسلمين في عدد من المدن الرئيسية في الولاية. ووصف رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي عمليات حرق المسلمين وهم أحياء على يد متطرفين هندوس بأنها تسيء إلى سمعة البلاد. وقتل الليلة الماضية نحو 28 مسلما على الأقل غالبيتهم من النساء والأطفال حرقا، وقال الأهالي إن عصابة من الهندوس أجبروا الأهالي على البقاء داخل منازلهم قبل إشعال النيران فيها. وارتفع عدد ضحايا المصادمات الطائفية في الهند إلى أكثر من 300 قتيل معظمهم من المسلمين. ـ طالب مئات المتظاهرين المسلمين في بنجلاديش بتوقف عمليات القتل التي ترتكب بحق المسلمين في الهند، محذرين في الوقت نفسه من أن ذلك قد يعرض حياة الهندوس في الدول الأخرى للخطر. وقال مسئول في حزب الحركة الدستورية البنغالية الإسلامية الذي نظم المظاهرة، مخاطبا المتظاهرين «توقفوا عن قتل المسلمين من أجل سلامة الهندوس في الدول الأخرى ومن أجل السلام في العالم». وقد وضعت قوات الأمن في بنجلاديش في حالة تأهب قصوى للدفاع عن الأقلية الهندوسية في بلاد يشكل المسلمون غالبية سكانها. ـ 3/3/2002: ـ تمكنت قوات الشرطة والجيش الهندي من بسط سيطرتها على الأوضاع بولاية كوجرات، وخفت حدة أعمال العنف، إلا أن عدد الضحايا اقترب من 500 قتيل بعد انتشال عشرات الجثث من تحت الأنقاض. وفي أكثر الحوادث دموية أضرمت حشود النار في أربعة أشخاص أحياء في بلدة بالامبور بولاية كوجرات، وأطلقت الشرطة النار لتفريق المهاجمين وقتلت أحدهم. وقد اقترب عدد الذين احرقوا احيا من 58 شخصا. ـ في قرية ساردابور النائية أحرق 39 مسلما لم تمس منازل كثيرة في الحي المسلم المهجور الآن حيث لا تزال الأبواب مفتوحة والمتعلقات في مكانها. واحرق عصابة من نحو 500 رجل مركز ايوا والقوا فية البنزين وأضرموا فيه النارعندما كان مسلمون يختبئون فيه. ـ تعهدت جماعة هندوسية بالمضي قدما في خطة لبناء معبد في موقع مسجد بابري الذي يتنازعه المسلمون والهندوس. رغم نداءات الحكومة بإرجاء المشروع لحقن الاضطرابات الطائفية بعد مقتل المئات في ولاية كوجرات. وقال أشوك سينغال رئيس جماعة «فيشوا هندو باريشاد» للصحفيين إن الجماعة تعتزم مواصلة برنامج بناء المعبد في بلدة أيوديا، وإنها بصدد نقل مواد بناء إلى الموقع المتنازع عليه لبناء معبد في موقع مسجد دمره الهندوس عام 1992 مما فجر اضطرابات طائفية سقط خلالها آلاف القتلى. وكان رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي الذي ينتمي لحزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه إلى نفس الحركة الهندوسية التي تنتمي إليها الجماعة المتشددة قد طالب بإرجاء بناء المعبد بعد أن شهدت البلاد في الأيام الأخيرة أسوأ اضطرابات طائفية خلال عشر سنوات. ـ 4/3/2002: اعتبرت السلطات الهندية أن الوضع بشكل عام هادئ في ولاية كوجرات. وقال مسئول كبير في الولاية إن الوضع لم يعد بعد إلى الحالة الطبيعية لكنه تخطى مرحلة الخطر, مشيرا إلى أنه لم تقع حوادث كبيرة باستثناء أحداث متفرقة خاصة في المناطق الريفية. وذكر حزب المؤتمر الهندي المعارض أن عدد ضحايا العنف الطائفي بلغ أكثر من 800 شخص. ـ 5/3/2002: سيرت القيادات الإسلامية والهندوسية مسيرة مشتركة بمدينة أحمد آباد تنادي بتحقيق السلام في البلاد بعد الأحداث الطائفية العنيفة التي شهدتها ولاية كوجرات الأيام الماضية. وشارك في هذه المسيرة نحو 800 شخص وسط إجراءات أمنية مشددة. وسار المسلمون والهندوس جنبا إلى جنب في المسيرة التي بدأت من وسط مدينة أحمد آباد لتنتهي أمام مسكن بطل استقلال الهند المهاتما غاندي. ـ 6/3/2002: ارتفع عدد ضحايا أسوأ عنف طائفي تشهده الهند بين المسلمين والهندوس منذ عقد إلى أكثر من 600 شخص معظمهم من المسلمين بعد أن عثرت الشرطة في ولاية كوجرات على مزيد من الجثث بين حطام المنازل والمحال التجارية المحترقة. ـ 7/3/2002: اضطر مجلس النواب الهندي إلى تعليق جلسته إلى اليوم التالي بعد جدل محتدم حول أحداث العنف الطائفي التي اجتاحت ولاية كوجرات. وقد طالب نواب المعارضة باستقالة وزير الداخلية الهندي لال كريشنا أدفاني، كما حمل نواب من ولاية كوجرات في البرلمان لافتة كتب عليها «أقيلوا ناريندرا مودي» رئيس وزراء ولاية كوجرات، وتعالت أصوات نواب يساريين وإقليميين تصف حكومة رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي بأنها عار على البلاد. واتهم النواب الحكومة الائتلافية الهندية بزعامة حزب بهاراتيا جاناتا والحكومة الإقليمية في كوجرات بالتخاذل عن مواجهة الاضطرابات والفشل في السيطرة على أعمال العنف الطائفية. في حين تواصل العثور على مزيد من جثث الضحايا ليصل عدد القتلى إلى 665 معظمهم من المسلمين مع توقعات بارتفاع العدد. ـ 8/3/2002: أعلنت الشرطة الهندية أن آخر حصيلة للمواجهات الطائفية بين المسلمين والهندوس في ولاية كوجرات بلغت 678 شخصا. ووجهت الشرطة تهما إلى عدد من أعضاء الحزب الهندوسي الوطني الحاكم في الولاية إضافة إلى عدد من أفراد ميليشيا هندوسية متطرفة. ـ 9/3/2002: أعلن وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز أن حكومة ولاية أوتار براديش الشمالية طلبت انتشار قوات من الجيش في مدينة أيوديا،حيث يريد الهندوس بناء معبد على أنقاض مسجد بابري التاريخي الذي هدموه قبل عشر سنوات مما أدى إلى وقوع مصادمات دموية تسببت في مصرع نحو ثلاثة آلاف شخص. ـ 10/3/2002: عقد زعماء مسلمون هنود اجتماعا حاسما في نيودلهي لبحث تسوية للنزاع القائم بين المسلمين والهندوس على بناء معبد على أنقاض مسجد بابري التاريخي الذي دمره هندوس متطرفون عام 1992. وتطرح التسوية التي تقدم بها رجل دين هندوسي استخدام أرض مجاورة لموقع المسجد لبناء المعبد. ردود الفعل ـ أدان الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف (3/3) أعمال العنف الطائفية التي سقط فيها أكثر من 350 قتيلا غالبيتهم من المسلمين في الهند، وحث السلطات الهندية على بذل مزيد من الجهد لحماية الأقلية المسلمة. وقال مشرف في بيان إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الهندية لحماية الأقلية المسلمة في الهند وهي هدف للتطرف والإرهاب الهندوسي بحاجة إلى تعزيز. وأضاف «لابد من وضع نهاية لأعمال القتل ولابد من اعتقال كل المسئولين عن العنف ومعاقبتهم». وعبر عن أسفه لحادث إضرام النار في قطار يقل نشطاء من الهندوس بأيدي مجهولين يشتبه بأنهم من المسلمين والذي تسبب في مقتل 58 منهم واندلاع موجة العنف الطائفي هذه. ـ هاجمت خالدة ضياء رئيسة وزراء بنجلاديش (10/3) الهند لفشلها في وقف الاعتداءات الهندوسية ضد المسلمين، في حين نشرت القوات الهندية المزيد من الجنود بولاية بارادتيش لمنع تجدد الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والهندوس. ـ تعرضت حكومة رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي لحملة انتقادات واسعة داخليا وخارجيا، فقد انتقدت مجلة «إنديا توداي» أكبر مجلة إخبارية هندية حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، وقالت إن الوقت قد حان لمحاسبته. كما هاجمت الصحف الهندية الأخرى الحكومة لأنها سمحت بالتوترات بشأن معبد بابري أن تصل إلى هذا الحد، ويقول البعض إن فشل فاجبايي في احتواء الموقف ناجم عن عدم وضوح موقفه الشخصي من قضية المعبد. ـ قال منتقدو الحكومة إن المسئولية تقع على عاتق فاجبايي ووزرائه «لأنهم تجاهلوا إشارات التحذير التي انتهت إلى إراقة الدماء بين المسلمين والهندوس». وأشاروا إلى تأخر الحكومة في التحرك لمنع اندلاع العنف بإصدارها التعليمات بقمع أي أعمال شغب في الحال، كما أن قوات الجيش لم تنشر في الولاية إلا بعد يومين من اندلاع اعمال العنف. ـ دعت الصحف الخليجية الحكومة الهندية إلى حماية المسلمين في الهند. ـ أدانت صحيفة (الندوة) السعودية «النزاعات المتطرفة التي غذاها التجمع الهندوسي العالمي وساعدت في إشعال الاضطرابات الأخيرة»، وأكدت الصحيفة أن المسلمين في الهند أقلية «لكنهم جزء من المجتمع الهندي ويكفل لهم الدستور حق ممارسة شعائرهم». وعبرت (الندوة) عن استنكارها لإحراق مسلمين أحياء، معتبرة أنه حدث «يشكل استفزازا كبيرا للأقلية المسلمة وينذر باتساع رقعة الصراع إلى كل المناطق التي تضم مسلمين وربما امتد إلى خارج الحدود الهندية». ودعت الصحيفة الحكومة الهندية إلى بسط سيطرتها الأمنية وممارسة دورها كاملا في حماية المسلمين من رعاياها «بغض النظر عن دعاوى المتطرفين». ـ رأت صحيفة (عكاظ) السعودية أن المسلمين «الذين يدينون الإرهاب في كل مكان ومن أي جنسية وتحت أي شعار يتساءلون ما إذا كان ما يحدث لهم على يد اليهود تارة وعلى يد الهندوس تارة أخرى يمكن أن يندرج تحت قائمة الأعمال الإرهابية». وأكدت «أن العدالة تقتضي أن ننظر إلى الأحداث بمنظار واحد ونؤمن أن الإرهاب لا جنس له ولا دين له، ونقف جميعا ضده من أي خندق انطلق وتحت أي تسمية اختفى». ـ صحيفة (رياض ديلي) التي تصدر بالإنجليزية اعتبرت العنف الطائفي في الهند «عارا على الدولة وغير مقبول، وخزيا يظهر مستويات تسامح الدولة في صورة رديئة». ـ في قطر انتقدت صحيفة (بننسولا) أداء الحكومة الهندية تجاه الأزمة واتهمتها بالتسبب في هذه المواجهات. وأشارت الصحيفة التي تصدر باللغة الإنجليزية إلى تصريحات فاجبايي الذي وصف أعمال العنف بأنها «عار على الأمة»، وتساءلت عن المتسبب في حدوث هذا العار.

Email