الرخام السوري يغزو أسواق الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

صناعة الرخام في سوريا قديمة وكانت تقليدية استخراجا وتصنيعا, ولم تشهد هذه الصناعة تطورا ملحوظا الا مع تأسيس الشركة العامة لاستثمار الرخام واحجار الزينة والجص عام ,1982 حيث كانت الانطلاقة الحقيقية لهذه الصناعة, وبدأت معها عمليات استثمار الرخام وفق المعايير والمواصفات المتعارف عليها . وفي هذه الوقفة السريعة نتعرف من خلالها على عمل هذه الشركة الحكومية وتطورها باعتبار ان نشاطها يجسد واقع صناعة الرخام في سوريا, حيث تتولى الشركة التي تتبع وزارة النفط والاختصاصات اجراء جميع الدراسات والبحوث والتجارب وأعمال التقنين واستخراج واستثمار وتصنيع وبيع وتوزيع المنتجات المستخرجة ونصف المصنعة داخل القطر وخارج من المواد الأولية مثل الاحجار شبه الرخامية, الاحجار الرخامية, احجار الزينة, الجص, الطف البركاني (البوزلان) وذلك بغية سد حاجة المدن السورية من هذه المواد بالاضافة الى تزويد الاسواق الخارجية (عربية واجنبية) بحاجتها من هذه المواد من خلال أعمال التصدير. وقال نصر العباس المدير العام للشركة لــ (البيان) : ــ مع انطلاقة الشركة, بدأت تفتتح المقالع الرخامية في كافة انحاء القطر, وتم انشاء معملين لصناعة الرخام في دمشق واللاذقية بالاضافة لمعمل الجص في اللاذقية المتخصص بصناعة المسحوق الجصي والبلوك الجصي. وهذه المعامل مجهزة بآلات ومعدات حديثة من حزازات وديسكات وروافع جسرية وشوكية وآلات لجلي الرخام وتفصيله ومقصات وفلاقات ومثاقب, بالاضافة الى معدات خاصة بنشر وجلي وتفصيل الثابر واحجار الزينة. أما في مقالع الشركة فيوجد حشد ضخم من الآليات الهندسية والمعدات المقلعية متعددة الاغراض من بلدوزرات وتركسات وضواغط وروافع هيدروليكية وفرود حفر وشينورات ومونولاما وروافع وقطاعات عمودية وافقية وحفارات وغيرها من المسارات الحقلية والشاحنات والقلابات. ويبدأ سير العملية الانتاجية من المقلع حيث يتم استخراج الكتل الرخامية ويسبق ذلك بالطبع دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية بهدف الوقوف على الجدوى الاقتصادية لهذه المواقع ومواصفات المادة الأولية فيها من الناحية الفيزيائية والكيميائية ومدى تقبل السوق لها. وفي المقلع تشذب الكتل الرخامية المستخرجة لتكون مهيأة للنشر في معامل الشركة بواسطة الحزازات والديسكات التي تقوم بتحويل هذه الكتل الى ألواح رخامية بسماكات متعددة لتستقبلها الجلايات فيما بعد لصقلها ومن ثم تفصل هذه الالواح المصقولة بأبعاد مختلفة وحسب رغبة الزبون. ولا يقتصر عمل الشركة على استثمار الرخام بل يتعداه الى استثمار مادتي الجص الخام والطف البركاني (البوزلان) حيث تقوم الشركة بتزويد معامل الاسمنت في القطر باحتياجاتها من هذه المواد, بالاضافة لقيام الشركة ذاتيا انطلاقا من مادة الجص الخام بتصنيع مادتي المسحوق الجصي والبلوك الجصي وهو عمل يختص به معمل الجص في مدينة اللاذقية ويكاد يكون الوحيد من نوعه في الوطن العربي. وتقوم الشركة ايضا باستثمار الحجر الرملي في مدينة طرطوس, ولهذه الغاية تم انشاء منشرة خاصة تقوم بنشر الحجر الرملي واعداده على شكل بلوكات وتفصيله بأبعاد مختلفة. وتعمل الشركة بكادر فني واداري يزيد على التسعمائة من مختلف التخصصات. وعن مناطق استخراج الرخام أوضح ان مناطق استخراجه موزعة في السلسلة الجبلية شمال مدينة اللاذقية ومكامنه متوضعة في مناطق: البدروسية, كسب, كلس, بالاضافة لمواقع اخرى في مدينة اللاذقية مثل عين الشرقية والقرداحة وقرفيص. وفي منطقة جنوب شرق مدينة دمشق (الرحيبة) في برزة ورنكوس, ومناطق في شمال وشمال شرق مدينة حلب (عفرين, راجو) بالاضافة الى بعض التوضعات الموزعة في المناطق والمحافظات الاخرى (تدمر, مصياف). أما بالنسبة للجص الخام فمناطق استخراجه موزعة في مدينة دمشق (جيرود, اللاذقية, الكركيت, الرقة, الكرين) اما الطف البركاني فمناطقه في مدينة السويداء (الشهبا) ومدينة الرقة (المناخير). * ما هي أنواع الرخام السوري واستخداماته؟ ــ يتكون الرخام السوري من الأنواع التالية: 1ــ الرخام البدروسي: ألوانه (كريم فاتح, معرق, ابيض, ملون) ويستخدم للاكساءات الخارجية والداخلية والارضيات والادراج والمجالي وأعمال الديكور والتشكيل المختلفة. 2ــ الرخام الكسبي: ألوانه (أبيض رزي, ابيض فاتح) وله نفس استخدامات البدروسي. 3ــ الرخام الكلبي: ألوانه (سماوي, موشح, طحيني موشح) ويستخدم للاكساءات والأرضيات والديكور. 4ــ الرخام البرزاوي: ألوانه (بيج, زهري, بني محمر, بني فاتح مع نقاط صفراء) ويستخدم بشكل أساسي للادراج والارضيات. 5ــ الرخام الحلبي: (ألوانه أسود, زهري, باذنجاني, طحيني) ويستخدم للاكساءات والارضيات والادراج والزينة والتشكيل. 6ــ الرخام الرحباني: ألوانه (أبيض, بيج فاتح) ويستخدم للاكساءات بأنواعها. 7ــ رخام عين الشرقية: ألوانه (بيج, بني فاتح, بني غامق) ويستخدم للاكساءات الخارجية والحدائق. 8ــ الرخام التدمري ورخام مصياف: ألوانه (ابيض, بيج فاتح) ويستخدم للاكساءات الخارجية والحدائق. ونذكر هنا مخلفات الانتاج الرخامي من مختلف الأنواع تلبي احتياجات الصناعة الزخرفية (التحف, الديكور, أشكال الزينة, أعمدة رخامية مثلا). وتابع: بلغ اجمالي الانتاج من المواد الرخامية خلال عام 1997 (860011) طناً موزعة الى عدة انواع بحسب أوجه استخداماتها وبحسب حجومها (كتل كبيرة نظامية, كتل نظامية, كتل صغيرة, دبش). وتبلغ القيمة الاجمالية لهذه الكمية حوالي 240 مليون ليرة سورية وهذه الكمية تغطي حاجة السوق المحلية, علما انه يتوفر لدى الشركات الجصي والبلوك الجصي المهيأة للتصدير, وهي تكفي حاجة الاسواق الخارجية من هذه المنتجات. وحول امكانية التصدير, ذكر لـ (البيان) : ــ ان الغاية من احداث الشركة العامة لاستثمار الرخام, انشاء صناعة رخامية متطورة تفي بحاجة السوق الداخلية والحد بالتالي من ظاهرة استيراد الرخام الاجنبي. وهذا الأمر استطاعت الشركة تحقيقه في سنواتها الاخيرة. أما فيما يتعلق بموضوع السماح باستيراد الرخام الاجنبي, فهذا الامر غير وارد الا للحالات الخاصة جدا التي تتطلبها المشاريع والمنتجات السياحية والمقدسات (الكنائس, المساجد) وبحدود الحاجة الفعلية فقط. وقد أصبح من أولويات عمل الشركة في الوقت الحالي تصدير منتجاتها الى الخارج سواء الى الدول العربية أو الى الدول الاجنبية, ولقد استطاعت الشركة عمليا الدخول الى اسواق عدة بلدان نذكر منها: الاردن, السعودية, دول الخليج, لبنان, قبرص, ايطاليا, ألمانيا. دمشق ــ يوسف البجيرمي

Email