نص رسالة حسين الى حسن: العاهل الاردني يعدد علناً تجاوزات شقيقه

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقصى العاهل الاردني الملك حسين شقيقه الامير حسن عن ولاية العهد برسالة مفتوحة بثتها وسائل الاعلام الاردنية على الهواء بعد منتصف ليل امس ضمنها انتقادات مريرة لشقيقه وتجاوزاته في ادارة شؤون البلاد وصلت الى حد التجريح احياناً , ومهدت رسالة حسين لخلع حسن عن العرش باتهامات شتى تراوحت بين السعي لتغيير قيادة الجيش وشرذمته وتسيبه وكذلك محاولة تغيير بعض سفراء الدولة بهدف تصفية الحسابات والتشهير بالملكة نور زوجة الملك شخصياً من جانب انصار حسن اثناء غياب العاهل الاردني في رحلة للعلاج خارج البلاد. والقى الملك باللوم على الامير حسن في افساد خططه لتقوية العائلة المالكة بمعارضته مجلسا للعائلة كان من شأنه ان يسوي النزاعات وان يكون له كلمة في اختيار وريث العرش لكنه في نفس الوقت اشاد بالامير حسن على ما ادى من خدمات للبلاد خلال العقود الثلاثة التي اشرف فيها على التخطيط الاقتصادي وقال انه يريد ان يبقى شقيقه الاصغر صديقاً حميماً ومستشاراً مخلصاً. واستغرق خطاب الملك حوالي 40 دقيقة عرج فيها على مواضيع شتى تراوحت من عملية السلام في الشرق الاوسط الى التلوث الذي يسببه تدخين السجائر والى اسلحة الدمار الشامل وغيرها من المواضيع. وكانت المرارة تبدو واضحة في عباراته في كثير من الاحيان رغم ثنائه على ما قام به الامير حسن للاردن اثناء فترة ولايته للعهد. وفيما يلي نص الرسالة: اخي العزيز صاحب السمو الملكي الامير الحسن حفظه الله ورعاه ازجي اليك تحية عربية هاشمية ملؤها المودة والتقدير والاعتزاز وبعد. فقد عهدت اليك منذ نيف وثلاثين سنة بمنصب ولي العهد ولقد اضطلعت بالمهام التي اوكلتها اليك باجتهاد وحماس ونشاط وبعزيمة لا تعرف الكلل او التراخي او النكوص وكنت لي الاخ والمعين والسند تقف الى جانبي في الاوقات الصعبة وتتحمل معي قسطاً وافراً من المسؤوليات على الصعيد الداخلي والخارجي احياناً حينما كلفتك بذلك استجابة مني لرغبتك وتقديراً مني لكفاءتك وقدراتك وانا قرير العين مرتاح النفس لان الخير الذي نبغي برضى الله وتوفيقه هو للاردن وكل ابنائه وبناته واجياله من بعد. استرجاع الماضي وكنت قد عهدت اليك بمنصب ولي العهد وانا ولي الامر بمشيئة الله صاحب القرار آنذاك في مرحلة لم يكن فيها اكبر ابناء الملك قد قارب بلوغ السن الذي حدده الدستور ونص عليه كشرط لتحمل المسؤولية, في حال بلوغ الملك اجله بامر الله وأمره على كل شيء في هذا الوجود وكانت الاجواء في ذلك الزمان سوداء التأثير على الكيان بأسره, محفوفة بالمخاطر والاشاعات والتكهنات بقرب نهاية الاردن, ومن وجهة نظرنا الاردن الراية والرسالة والمبادىء والاخلاق وصدق الانتماء لأمته, وقد اضطررنا في ذلك الحين الى اجراء تعديل في المادة 28 من الدستور, حتى يتسنى لاحد اخوة الملك تسلم ولاية العهد وكان ان وقع اختياري عليك, وبمباركة ورضى من شقيقي صاحب السمو الملكي الامير محمد وقد حظيت بذلك وهو اخوك الاكبر وشقيقي الحبيب. ولم يعرف بالفكرة احد الا بعده لا قريب ولا بعيد وقد ابدى كل التفهم والايثار. ولم يكن قراري فيما يتعلق بولاية العهد في اي وقت من الاوقات قرارا يخضع لاي اعتبارات شخصية او عاطفية وانما كان شأنه شأن كل القرارات الوطنية التي اتخذها ينبع من شعور بأمانة المسؤولية وضرورة وضع مصلحة الوطن واستقراره واستمراره فوق كل المصالح والاعتبارات وغايتي من كل ذلك اداء واجبي تجاه شعبي وامتي والسعي لرضى الله عز وجل وراحة الضمير والوجدان وتحقيق الاستقرار والاطمئنان على المستقبل لدى كل مواطن.. لقد تزامنت البدايات لعملية السلام مع وضع الاردن في حالة حصار والابواب موصدة والتوقعات انه انتهى او اوشك. الاوضاع الخارجية اما في مجال عملية السلام فقد ادت الى استعادة الاراضي الاردنية المحتلة سابقاً وحلت مشكلة المياه وعادت الينا حصتنا الكاملة في المياه التي كنا حرمنا منها وما زلنا على طريق البحث والتعاون مع الجميع لتلبية احتياجات الوطن واجياله المتنامية وتطوير زراعته وصناعته وتحقيق السلام الملزم الباقي فيما وظفنا كل ما نملك من نفوذ وتأثير بعد ان فتحت الابواب والنوافذ امامنا لدعم الاخوة الفلسطينيين لنيل حقوقهم الكاملة على ارضهم وفي وطنهم وانشاء دولتهم على ثراها وخدمة اهداف كل من اراد ان يشكل السلام العادل الدائم الآمن في هذه المنطقة بأسرها ركناً مكيناً من أركانه في العالم اما الخراب والدمار والموت والاستهتار بالارواح وتطوير وامكانية استخدام اسلحة الدمار الشامل فنحن ضدها ونطالب العالم كله بالوقوف وقفة موحدة ضد اية جهة او جهات تتعامل في ذلك او بالارهاب ودعمه كائنة ما تكون وقد اتضح لي بعد دراسات معمقة ان الحالة في منتهى الخطورة وانها غدت مصدر قلق داهم وبالغ في هذا العالم لسهولة تطوير الاسلحة وتوفر المواد المطلوبة والخبرات الجاهزة للبيع والاموال واسترسال البعض عمدا او جهلاً في ذلك ومن ثم استخدامها وان من اخطرها الاسلحة الجرثومية لأمراض انقرضت منها الجدري وقد اوقف تطعيم الناس ضدها واتلفت مطاعيمها وهذه المطاعيم يزول اثرها ان مرت عليها المدة التي انقضت منذ تعاطيها ثم هناك شكوك حول تأثير اية كميات ضئيلة انقضت سنوات تأثيرها وخاصة ان جهات ما عملت لسنين خلت على تهجين الداء بحيث ان استخدم فلا علاج له قبل مرور اعوام من الدراسة والتجارب ان بقي من يدرس ويبحث اذ ان من اخطر نتائج هذا المرض او ما يماثله ان اعراضه لا تظهر سريعاً ولكن المصاب يكون قد اصاب بعدواه كل من يختلط بهم وبمجرد الاصابة بالعدوى يصبح المصاب ناقلاً وبوسائط النقل الحديثة ينتشر الداء بسرعة مذهلة في ارجاء الكون ليقضي دون تمييز على عباد الله. ثم هناك الجشع المادي المودي بالبيئة في العالم ما لم يستدرك الامر. وحتى داء السرطان من نتاج ذلك, فمثلاً سرطان الجلد وهو مرض فتاك ثبت ان سببه الثقب في طبقة الاوزون ولا اشك في ان انواعاً اخرى من السرطان الناتج عن تلويث الجو بالابخرة الضارة اضافة الى التدخين والاخطر منها هو نتاجها المؤدي الى تغيير جذري يعيشه العالم, من حيث حالة الطقس والامطار وانحباسها وتغير مواعيدها, وحالات العنف الجوي والفيضانات المدمرة, ومن اسباب الكثير الكثير من الحرائق التي تضرم في الغابات الاستوائية ثم تلوث المياه في الانهار والبحيرات والبحار. وعودا الى مسيرة السلام فإنني اقدر لك ما اعطيت للتحضير لها وانجاحها ولم تكن سهلة على الاطلاق وقد اعنتني في اختيار خيرة الكفاءات الاردنية المنتمية لبلدها المخلصة له, والقادرة على العطاء, كريمة النفس جريئة في مواقف الحق والدفاع عنه, في كل الظروف دونما ترخص او تساهل في حق من الحقوق فلك مني الشكر والعرفان والتقدير على كل ذلك, ومن الوطن والمنتمين اليه, ويتقول البعض عن السبب في بقاء البعض في مسؤولياتهم والجواب انهم خيرة من ابناء الوطن اثبتت اقصى الظروف شجاعتهم الادبية وصدق انتمائهم, وحبهم وتفانيهم في خدمة وطنهم مدنيين وعسكريين وفنيين وخبراء على حد سواء. وعودا الى شعوري وهدفي بعد رحلة العلاج الاولى فقد جاءت بعدها عملية السلام فانخرطنا في طريق انجاحها وانجازها انطلاقاً من ايماننا الراسخ بالله الذي جعلنا جميعاً من سلالة سيدنا ابراهيم عليه السلام جدنا في الحنيفية والتوحيد والاسلام وعدم جدوى الحروب والمصائب على الناس والانصراف نحو البناء والاعمار والخير وكنا ولا نزال وسنظل نهيب بالعالم انه لا سلام دون عدل وان العالم يجب ان يتعامل مع الجميع في دنيا العرب بروح المساواة بين جميع اهل المنطقة لتتحقق الثقة والمصلحة للجميع وكنا نادينا بحوار جاد وهادف لكي لا يتنادى الزعماء لبحث اية مواضيع لمجرد اخذ الصور التذكارية ولكن لوضع القواعد الجديدة المؤثرة لتعاون حقيقي بينها بعيداً عن الانانية وتفضيل المصالح الصغيرة على الكبيرة في كل الحالات التي اسلفت ذكرها وانه من بعد فعفا الله عما مضى ويا مرحبا بكل ملتزم صادق موافق صراحة بعد اسهامه في وضع ناموس التعامل المذكور وقواعد التعامل الثنائي والجماعي اما من يشذ فيكون له حساب حاسم من قبل الجميع وان الدنيا ليست حكرا لمخلوق او لمجموعة تعبث بمصير البشرية كيف تشاء. اما عن وضعنا الهاشمي فأذكر انني تحدثت فيه في اجتماع حاشد للضباط والمسؤولين بمدينة الحسين الطبية وركزت فيه على فكرة تشكيل مجلس العائلة يعنى باعانته على ان يكونوا جديرين بانتمائهم لعترة محمد صلى الله عليه وسلم وبيت النبوة. وقد عشت تجارب كثيرة ولاحظت منذ سن مبكرة كيف تتسلق بعض الطحالب الساق لتفسد بين الأخ واخيه والابن وابيه وهو ما اليت على نفسي الا يقع هنا وفي حياتي ويقينا ان هذا أصبح الان الهدف لكل عدو سافر او مقنع وان من أهم مصادره من هو سادر في ايه وقد جربوا كل سلاح لخلخلة الثقة بين القيادة والشعب الذي ما اعتبرته يوما الا الرفيق الاقرب والشريك الامثل فلم ينجحوا اما خطتهم في هذه المرحلة هم والطامعون في القضاء على الاردن فتاتي من خلال ضرب القيادة ببعضها بعد أن عجزوا عن تفكيك القاعدة وهم يجدون في بقائي على قيد الحياة عائقا ومعيقا لكل ما يبيتون متناسين ان الحسين ما عاش إلا لنيل رضى ربه وراحة ضميره وعلو شأن كل عشيرته من شتى الأصول والمنابت وتعاونها بقناعة في اعلاء راية الوطن وحمل رسالته بجباه مرفوعة وهامات لا تنحني لغير الله تعالى. تقريع وحتى ذلك الحين فقد كنت جازما علي تسليمك المسؤولية الأولى اما من بعدك فقد رأيت دورا هاما لمجلس العائلة تلم به شملها وتوحدها فان جاء الدور على من يليك كان لها نصيب وافر في تسمية الانسب وهو عود لاسلامنا حميد ان شاء الله وان من أهم الصفات التي يوجه نحوها الشباب الاحترام المتبادل والمصارحة والمكاشفة وعدم الاستماع لألسنة السوء فيما بينهم والتزود بالعلم ابتداء بشرف الخدمة في القوات المسلحة الملكية, الجيش العربي قدوة ومثل وشرف ما بعده شرف لكل من تؤهله قدراته وكفاءته لاداء ذلك وكان تصوري أن يضم المجلس كل الاردنيين الهاشميين من عترة الحسن الأول بمن فيهم الامراء رعد بن زيد بن الحسين وزيد بن شاكر وعلي بن نايف وان يحرص الجميع على الارتقاء في تصرفاته واقوالهم الى المستوى المؤمل فيهم ايمانا منهم بجلال مهامهم وتحت طائلة العقاب لاي واحد منهم يخرجه على القواعد والاجماع في خدمة تحقيق الهدف وانارة دروب الاجيال واحترام قوانين البلاد وحب الناس جميعا وعدم رميهم بالحجارة أو أصابتهم في أية لحظة بالظلم أو التجريح, وان يتعامل الهاشميون مع الناس كما يتمنون ان يعاملوهم وكما يستحقون بعيدا عن حمل الضغائن والحقد والحسد وحشد الناس لغير ما فيه مصلحتهم والمزيد من توحيد صفوفهم بدلا من شرذمتهم لصالح هذا أو ذاك وتحطيم البناء الاردني الشامخ وتحقيق مآرب الاعداء. ياسيدي حول هذا الامر اختلفنا لرأيك في وجوب انجازه عندما تكون انت في المقام الأول وولي الأمر وكنت قد تركت بيدك وريقات كتبتها بيد لم اطلع عليها احدا تحمل رؤوس اقلام للمشروع فان جاءتني ملاحظات عليها فقد جاءت لا تتضمن القصد ولا تفصل أو تواكب الزمان. وقد اختلفنا من بعد وما زلنا واستمرارا من بعدك فكنت رافضا قاطعا في رفضك للأمر الا عندما تستلم الملك وتقرر أنت من يخلفك, اما الابناء فكلهم ابنائي والاحفاد كذلك وانت واخوك واختك اقرب الناس اليّ على الصعيد الاسري, وابناؤكم وبناتكم هم كعبد الله والفيصل وعلي وحمزة وهاشم, وكم تعرض حمزة لقربه مني وطوال عمره المديد ان شاء الله, للحسد في بواكير حياته ولتعلقه بي واستماعه اليّ وحرصه على الاطلاع على كل صغيرة وكبيرة في تاريخ اسرته ونضال اخوانه وابناء وطنه وما لمسته من حبه لوطنه وصلاحه وكرمه وهو الى جانبي لا يغادر ولا يتحرك ان لم اجبره على القيام باداء واجبات أوكلتها اليه في ايام متباعدة لم تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة, هكذا أمضى حمزة بن الحسين عطلته بين انهائه لدراسته الاكاديمية العليا في كلية هارو وبين التحاقه بالاكاديمية العسكرية الملكية ساند هيرست حيث اصررت عليه وامره الان والدا وقائدا بمواصلة دراسته وانجازها دون اي انقطاع حتى يتمها باذن الله بالنجاح والتوفيق. وأما اخوانه واخواته فقد زاروني جميعا مخلفين في كثير من الاحوال ورأهم اسرهم وعيالهم لفترات طويلة وقد كانت هذه الزيارات سببا في فرحي وقلقي على من خلفوا وراءهم على حد سواء وزارني من اسرتي وفي الطليعة منهم اخي محمد واختي بسمة متبرعين بالنخاع العظمي المتطابق في مواصفاته مع نخاعي العظمي وتبرعت انت مشكورا بالاسهام في ذلك لولا عدم التطابق بيننا في ذلك المجال. تخريج الملكة وأما نور التي ادخلت السعادة في نفسي ورعتني في صحتي ومرضي بكل مشاعر المحبة وهي اردنية تنتمي لهذا الوطن بكل حواسها وترفع الرأس عاليا في خدمته والدفاع عن قضاياه والان هي الام الرؤوم الكريمة العاملة على الخدمة وقد قدر الله فكبرنا معا روحا وعقلا ووجدانا فقد تجلت في سني مرضي وتحملت معي ومن اجل تأمين راحتي تحملت مثلي وأكثر من القلق والصدمات مؤمنة بالله تخفي دموعها بالجلد والابتسام ولم تسلم بدورها من محاولات التجريح والنقد ولم لا فتسلق الطفيليات نحو الاعلى ونحو القمة, وقد ازدادت الحمى وقدر البعض انها الفرصة السانحة وقد تدخلت من فراش المرض لمنع التدخل بشؤون الجيش العربي بالتغيير الذي بدا لي وكانه استهدف تصفية حسابات واجراء حالات على التقاعد لاكفاء مشهود لهم بالولاء, وتاريخهم ناصع بالبذل والعطاء. وفي طليعتهم المشير الركن رئيس هيئة الاركان المشتركة. غبطة له على بيت وانا المسؤول عن البيت وما تكلف فقد جمعت له بالتقسيط على مدى اعوام حتى تم بناؤه في حدود مقبولة. لا علاقة لها بشطحات المقدرين. وذلك لاخلاصه ونزاهته واستقامته. وليليق مقامه مع ما قدم واعطى وبمنصبه. وهو يستقبل نظراءه من شتى انحاء المعمورة. كشف حساب مادي والسؤال الذي تردد هل نال غيره في الوطن نفس الرعاية والجواب نعم من الصغير للكبير حيثما امكن تقديم العون والدعم لمحتاج ربما كان خطأ في بعض الاحيان ولكن دعم من يبدو انه مستحق وستره من أهم واجباتي لا منا على أحد ولا ابتغاء لكسب شخصي وقد انسحب ذلك على الطالب النابغ والمريض المحتاج ثم يرتفع السؤال درجة ومن اين لك هذا والجواب هو اني رغم ما جمعت لبلدي وشعبي لتحقيق تقدمهم وتأمين فرص عيشهم الكريم من خلال النهضة القائمة الدائمة بعون الله فقد كانت كلها تذهب نحو الهدف وهو الاكتفاء الذاتي ولخزينة الدولة, اما على الصعيد الشخصي فقد كان ذلك من فضل ربي أولا ومن نتاج وجود اشقاء قادة عرب ومسلمين جادوا علي بعد معرفة ببعض حالي ومعاناتي على مر الأعوام بما خفف عني الديون وثقلها على النفس ومكنني من الجود من كرمهم على من تمكنت ووجدته يخدم الوطن فلهم مني الشكر والعرفان على المدى على جودهم وكرمهم وما قدموا واعطوا ولهم وللموسرين من العرب خير الجزاء ولهم في كل ذلك اجر كبير عند الله لقد ارقني كل هذا وكثير غيره واقض مضجعي وانا على فراش المرض فوق معاناتي الشخصية ارقني لأول مرة في حياتي انني وجدتني اتساءل لماذا الاصرار على التغيير في الجيش. ونحن ندرك ان الحاجة ماسة الى الاصلاح والتطوير وانا ورئيس هيئة الاركان المشتركة نتدارس ونهيىء لذلك مع كل خبرة متوفرة محليا وعالميا فوق قناعاتنا لتوفير ذلك بدقة واحكام ومن بعد فتلك الايام نداولها بين الناس وقد استخدمت صلاحياتي كقائد اعلى للقوات المسلحة لمنع وايقاف اي اجراء ارتجالي بحق الجيش قد يؤدي الى شرذمته وتسيبه ريثما تتكامل صورة الوضع الجديد واسس الخدمة فيه على النمط الذي يحقق كل الطموحات في نمائه المستمر على احدث وامتن الاسس درع الوطن وسياجه المنيع ومحل فخرنا جميعا وكذلك الحال بمنع نقل بعض سفرائنا الاكفاء والسفراء ممثلو الملك والدولة والوطن وعندما يتهيأ الاصلح يتقدم الى الصف الأول لهذا عدت الى أرض الوطن سريعا لحسم الأمور واداء الواجب تجاه الاجيال وقد وجدت وبعد مضي هذه السنين العديدة وقد تغيرت الظروف والاحوال في منطقتنا واستجد على ساحتنا الوطنية الكثير من المعطيات وتحقق لنا والحمد لله مستوى مرموق من المصداقية والثقة والتقدير العالمي مما يرتب علينا المزيد من العمل الجاد المخلص واتاحة الفرصة للعناصر الشابة لتسهم بدورها في خدمة وطنها واثراء المسيرة برؤى وتجارب جديدة فان ذلك يقتضي منا رعاية لشؤوننا ونظرتنا للمستقبل بموضوعية وبعد نظر. وقد تسلمت رسالتك التي تضع فيها امر ولاية العهد بين يدي وتعرب فيها عن تطلعك الى قراري بهذا الشأن مشكورا كريما ووجدت ان القرار الوحيد الذي يجب ان اتخذه هو العودة الى القاعدة الاساسية في الدستور بعد زوال الظروف الموجبة للاستثناء وتسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن الحسين مقاليد ومسؤوليات ولي عهد المملكة الاردنية الهاشمية فورا. وانني إذ اعرب لسمو اخي العزيز عن بالغ شكري وعميق تقديري واعتزازي بعطائك الخير وجهودك المخلصة الدؤوبة طيلة العقود الثلاثة الماضية. راحة من الضغوط النفسية والعائلية وما حققته من انجازات في المجالات التنموية والتربوية والفكرية والعلمية والشبابية والبيئية. من خلال اشرافك ومتابعتك لبرامج العديد من مؤسساتنا الوطنية. لاقدر فيك روح الاخوة المخلصة الصادقة نحو شخصي والتي أبادلك اياها والتي تجلت في رسالتك الكريمة والتي تعكس ما لابد ان يسود ابدا اسرتنا الهاشمية من تواد وتحاب فيما بيننا. وتجسد الاحساس بالمسؤولية وتفهم المستجدات والمعطيات. بموضوعية ونكران للذات والاعتبارات الشخصية. وانا واثق بانك تتلقى قراري هذا برضى النفس وبروحية عضو الفريق الواحد الهاشمي, وانك سترتاح نفسيا من شتى الضغوط النفسية والعائلية. والاردن والدنيا عالمك الذي فيه من القضايا والهموم ما هو جدير بموصول وجدير عطائك الموفق والمدعوم منا ان شاء الله وهي مجالات بحاجة الى واسع علمك وخبرتك وعميق فكرك., وصواب رأيك. وستظل قريبا مني اخا وعالما ومفكرا وصاحب رأي, وجزاك الله عني وعن الوطن كل الخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عمان في 8 شوال سنة 1419 هجرية

Email