أكد أمام قادة الحلف تأييد بلاده نقل السلطة الكاملة إلى القوات الأفغانية

عبدالله بن زايد: أمن أفغانستان مصلحة إماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أمام اجتماع عقد بين قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وزعماء 19 دولة مشاركة في قوة المساندة الدولية في أفغانستان (إيساف) تأييد دولة الإمارات العربية المتحدة لنقل السلطة الكاملة للأيدي الأفغانية وقوات أمنها.

ووصف الشيخ عبدالله اجتماع الحلف في لشبونة بأنه يمثل خطوة تاريخية هامة للأمام بالنسبة لأفغانستان، وأكد سموه على أن «همنا الأول هو مساعدة أفغانستان على ارتقاء سلم الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي». وفي هذا السياق، أعلن عن ان الإمارات ستستضيف أول مؤتمر دولي للاستثمار في أفغانستان وستكون رئاسة المؤتمر مشتركة بيننا الحكومة الأفغانية وذلك في دبي يوم 30 نوفمبر الجاري. وقال سموه إن المؤتمر يرمي لتفعيل الأنشطة الاقتصادية التي ستفيد منها أفغانستان، مشدداً على أن التنمية المستدامة هي صمام الأمان والضمانة الأساسية لخروج القوات الأجنبية التي تضطلع بالدفاع عن أفغانستان.

وأضاف سموه، الذي شارك في قمة لشبونة إلى جانب قادة دول حلف الناتو البالغ عددهم 28 دولة ونحو 19 بلداً تشارك في قوات «إيساف» بالإضافة إلى قادة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي واليابان: «نحن في الإمارات العربية المتحدة ملتزمون لآخر الشوط في أفغانستان بيد أننا ما برحنا نستهدف غاية واحدة محددة وهي انتقال السلطة بأكملها للأيدي الأفغانية وقوات أمنها». ومضى يقول: «يمثل اجتماعكم الموقر هذا خطوة تاريخية هامة للأمام بالنسبة لأفغانستان وهي تتحسس طريقها وتحاول أن تعكس ما طرأ عليها من تقدم واستقرار في جميع ربوعها ونود بهذه المناسبة أن نشيد بأهل أفغانستان قيادة وشعباً حيث انهم تحدوا الصعاب وقهروا المستحيل في زحفهم نحو التقدم والرفاه».

وأكد سموه قائلاً: «إننا نرى ان الأمن يبدأ بالجبهة الداخلية ومن ثم تنداح دوائره خارج الحدود ونعنى تحديداً إن أمن واستقرار أفغانستان هو كالنواة التي ينطلق منها أمن واستقرار المنطقة والإمارات جزء من هذه المنطقة لذا فإن أمن أفغانستان يكمن في صميم المصالح الإماراتية... وهكذا فإن مساهمتنا في الجهود الدولية المعنية بأفغانستان تكتسب أهمية خاصة بما في ذلك مشاركتنا الفعالة في إيساف.. وهمنا الأول هو مساعدة أفغانستان على ارتقاء سلم الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي».

وقال سمو وزير الخارجية إن «الإمارات تنتهز هذه الفرصة لتشيد الشراكة التي نشأت بين قواتنا وبين الناتو على أرض أفغانستان عبر نضال مشترك محفوف بالبذل والعرق والدم المراق». وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «إننا نستهدف الأقلية الأصولية المتطرفة المتمنطقة بالعنف والإرهاب لأنها تتاجر بالدين وتتسربل بشعاراته زوراً وبهتاناً تغطية لسعيها وراء الدنيا والسلطة»..

وأضاف قائلاً إنه «إزاء هذه الأوضاع كانت الإمارات من أول الدول الإسلامية التي شاركت مشاركة كاملة وفعالة في القوة الدولية إيساف. وقد عملنا منذ بداية انتشار قواتنا المسلحة سنة 2003 وعلى مدى سبع سنوات على دعم وجودنا العسكري حيث تضم قواتنا المسلحة اليوم أكثر من 1200 عنصر.

وقال سموه: «لقد جاءت بعدنا أخريات من الدول الإسلامية مما ضاعف غبطتنا إذ ان القضية تهم العالم الإسلامي بالدرجة الأولى ويدل اهتمام الدول الإسلامية على رغبتها في الدفاع عن نفسها بنفسها وستعمل الإمارات على إقناع المزيد من الأطراف الإسلامية لولوج هذا المعترك كل بما يستطيع من مساهمة.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد أن عملية التحول الاقتصادي تستوجب كذلك الشراكات الدولية الفعالة. وفي هذا الصدد يسرني أن أعلن أمامكم ان الإمارات ستستضيف أول مؤتمر دولي للاستثمار في أفغانستان وستكون رئاسة المؤتمر مشتركة بيننا والحكومة الأفغانية وذلك في دبي يوم 30 نوفمبر الجاري. وانطلاقا من روح إعلان دبي لعام 2003 حول التجارة والترانزيت والاستثمار فإن المؤتمر الأفغاني يرمي لتفعيل الأنشطة الاقتصادية التي ستفيد منها أفغانستان ولترسيخ العلاقات بين القطاعين الحكومي والخاص بهدف المزيد من المشاريع الاستثمارية في أفغانستان على المدى الطويل.

وقال سموه في ختام كلمته: «بمثلما شهد العام الذي نحن في نهايته الآن اجتماعات على مستوى عال في لندن وكابول واسطنبول ولشبونة فإن 2011 ستكون أيضاً سنة خير وفير لأفغانستان بإذن الله وسيتم فيها السير للأمام بعملية التحول الاقتصادي والسياسي بينما ستتغير كثير من ملامح القوى العسكرية الموجودة ونتمنى أن تتواصل الجهود الدولية المفضية إلى أمن واستقرار أفغانستان في تمكين هذا البلد من أخذ زمام المبادرة والمضي قدماً نحو التحول الاجتماعي والتقدم الاقتصادي».

فتح الباب أمام شراكات مع دول خليجية

أكد حلف شمال الاطلسي ان المفهوم الاستراتيجي الجديد الذي تم اقراره في قمة لشبونة لزعماء الحلف اول من أمس يعني التعهد للمرة الثالثة منذ نهاية الحرب الباردة باجراء مراجعة رئيسية للمفهوم الاستراتيجي لحلف الناتو لتحديد رؤيته للعقد المقبل.

واكد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي أن المفهوم الاستراتيجي يجسد أهمية الشراكات للحلف بحيث لا تكون مقتصرة فقط في القارة الأوروبية بل أيضا في جميع أنحاء العالم لا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج.وكان المفهوم الاستراتيجي للحلف أقر للمرة الأولى مع نهاية الحرب الباردة في قمة روما في نوفمبر العام 1991 وللمرة الثانية في مؤتمر قمة واشنطن أبريل 1999.

ويهدف «المفهوم الجديد» الى اتباع سياسة أكثر شمولا وهي أخطر عملية صياغة في تاريخ حلف الناتو من خلال الحلقات التحضيرية التي يقودها فريق من الخبراء المعينين من قبل الأمين العام للحلف. وتقود فريق الخبراء الذي يضم عددا من المسؤولين وصانعي الرأي والأكاديميين والبرلمانيين وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين أولبرايت.

ودعا الأمين العام ل«الناتو» اندرس فوغ راسموسن سفراء البلدان السبعة في الحوار المتوسطي وسفراء البلدان الأربعة الاعضاء في مبادرة اسطنبول للتعاون وهي: دولة الامارات وقطر والبحرين والكويت لتقديم مساهمتها بالأفكار بشأن المفهوم الاستراتيجي الجديد لمجلس حلف شمال الأطلسي قبل أن يبدأ صياغة جديدة للمفهوم الاستراتيجي.

ورأى أن هذا المفهوم يؤكد مجددا التزام دول حلف شمال الاطلسي بالدفاع عن بعضها البعض في حال تعرضت لهجوم وأيضا يعزز التعاون مع البلدان الشريكة.وكان الأمين العام للحلف قدم في سبتمبر الماضي لمجلس حلف شمال الأطلسي مشروعه حول المفهوم الاستراتيجي الجديد الذي يشتمل حسب مصادر «الناتو» على ثلاثة جوانب رئيسية هي الدفاع الجماعي والردع وإدارة الأزمات وتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين.

ويجسد المفهوم الاستراتيجي أيضا أهمية الشراكات للحلف بحيث لا تكون مقتصرة فقط في القارة الأوروبية بل أيضا في جميع أنحاء العالم لا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج.ويؤكد الجزء المتعلق بالشراكات بوضوح إرادة منظمة حلف شمال الأطلسي لتعميق الحوار المتوسطي ومبادرة اسطنبول للتعاون مع الحفاظ على كل الشراكات مفتوحة لانضمام أعضاء جدد من المنطقة في عام 2011.كان حلف شمال الاطلسي أقر المشروع الثالث للمفهوم الاستراتيجي في مؤتمر قمة لشبونة اول من امس باجماع قادة دول الحلف البالغ عددها 28 دولة.

(وام)

Email