الأرز الثري بالحديد علاج لفقر الدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتشف باحثون بمعهد علوم التغذية في زيوريخ أن إضافة نسبة معينة من الحديد إلى الأرز لا تسهم فقط في علاج فقر الدم المنتشر لدى أعداد كبيرة من سكان الدول النامية، وإنما يمكنها أيضاً أن تقلص تركيز الرصاص المترسب بالدم، بسبب التلوث البيئي الخطير في تلك الدول، وبالتالي تكون الفائدة مزدوجة لعلاج يكاد يكون مجانياً.

وقال الباحث ميشيل تسيمرمان من المعهد للجزيرة نت إن فريق العمل توجه إلى بعض المناطق في الهند، حيث يكثر إنتاج الأرز ويعاني الأطفال في الوقت نفسه من فقر الدم تحديداً، إضافة إلى الملوثات المنتشرة في البيئة، بسبب المخلفات الصناعية، وعدم الاهتمام بعمليات تدوير النفايات على اختلاف أنواعها.

تصنيع رخيص وسهل

وتعتمد فكرة إثراء الأرز بالحديد على معالجة المحصول أثناء عملية التبييض، التي تتم عقب فصل القشور عن الحبة، إذ يوضع الحديد بالماكينات نفسها التي تعالج حبوب الأرز، مع إضافة ضغط الهواء لفترة زمنية معينة للمساعدة على إدماج الحديد بالحبوب بشكل جيد.

ويقول الباحث السويسري إن هذا الأسلوب عملي وغير مكلف من الناحية الاقتصادية، لأن الحديد المستخدم ليس له مواصفات خاصة، بل هو رخيص للغاية ويتم تصنيعه بشكل معروف للجميع مع مركبات مثل البيروفوسفات أو غيرها والتي لها أيضاً فوائد غذائية.

وتابع الباحثون لعام كامل الحالة الصحية لـ134 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و13 عاماً، يعانون من نقص الحديد، بسبب ما وصفه الباحثون بالتسمم المزمن نتيجة تلوث الدم بالرصاص، الذي كانت نسبته مرتفعة لدى من كانت أعمارهم تتراوح بين 5 و9 أعوام.

ومع مراقبة تحليل الدم بصفة دورية اكتشف الخبراء تراجع نسبة الرصاص في أجسام الأطفال، الذين حرصوا على تناول وجبات من الأرز تضمن وصول 15 ملغ من الحديد يومياً إلى الجسم لستة أيام في الأسبوع طيلة 16 أسبوعاً متصلة، مع تحسن مكونات الدم بشكل ملحوظ.

كما سجلت النتائج ارتفاعاً جيداً في دورة التمثيل الغذائي بالجسم، وذلك مقارنة مع أقرانهم الذين يتناولون وجبات الطعام المعتادة دون إضافات الحديد.

Email