النظرة السلبية للمسنين تهدد صحتهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفل العالم في الأول من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمسنين، وفي هذا العام كشفت منظمة الصحة العالمية عن دراسة حديثة أجرتها، بينت أن النظرة السلبية للمسنين تهدد صحتهم، وجاء في الدراسة أن عدد المسنين في العالم سيصل لـ 1.4 مليار بحلول عام 2030، وإلى 2.1 مليار بحلول عام 2050، بعد أن كان 900 مليون في عام 2015.

وليس هذا فقط ما كشفته الدراسة، بل تحدثت أيضاً عن التمييز الذي يواجه المسنين في الكثير من البلدان، حيث تؤكد المنظمة في دراستها أن المواقف السلبية تجاه المسنين أو تلك المتخذة بشأن التمييز ضدهم مستشرية على نطاق واسع، وتؤثر أيضاً على صحة المسنين البدنية والنفسية تأثيراً سلبياً.

وأفاد 60% من المستجيبين للمسح العالمي بشأن القيم، الذي حللته المنظمة، بأن المسنين لا يحظون بالاحترام.

وشارك أكثر من 83000 شخص من 57 بلداً في المسح الذي أجرى تقييماً للمواقف التي تتخذها مختلف الفئات العمرية إزاء المسنين، وأفيد بتسجيل أدنى مستويات الاحترام في بلدان مرتفعة الدخل.

صور نمطية

وعلى هامش الدراسة تحدّث جون بييرد، مدير الإدارة المعنية بالشيخوخة ومسار الحياة في المنظمة، قائلاً إن هذا التحليل يؤكد أن التمييز ضد المسنين أمر شائع للغاية، ومعظم الناس لا يدركون تماماً الصور النمطية المحفوظة في عقلهم الباطن حيال المسنين، ومثلما هو الحال مع التمييز على أساس الجنس ومع العنصرية، فإن تغيير المعايير الاجتماعية ممكن.

وأضاف: «حان الوقت للكفّ عن تصنيف الناس على أساس سنهم، الأمر الذي سيفضي إلى إقامة مجتمعات تنعم بمزيد من الازدهار والإنصاف والصحة».

وتخلّف المواقف السلبية تجاه الشيخوخة والمسنين عواقب كبيرة على صحة المسنين البدنية والنفسية، الذين يشعرون بأنهم يشكلون عبئاً على المجتمع، وينظرون إلى حياتهم على أنها عديمة القيمة، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالاكتئاب والانزواء في المجتمع.

وتثبت الأبحاث المنشورة أخيراً أن المسنين الذين لديهم وجهات نظر سلبية عن شيخوختهم لا يبرؤون كذلك من حالات العجز التي تصيبهم، ويعيشون عمراً أقصر بمقدار 7.5 سنوات في المتوسط من أقرانهم الذين يتخذون مواقف إيجابية.

وسيتضاعف بحلول عام 2025 عدد الأشخاص البالغين من العمر 60 عاماً أو أكثر، وسيصل عددهم بحلول عام 2050 إلى ملياري شخص في العالم، وسيعيش أغلبهم في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل.

صحة الشيخوخة

وتحدثت آلانا أوفيسر، منسقة شؤون الإدارة المعنية بالشيخوخة ومسار الحياة في المنظمة، قائلة: «المجتمع سيستفيد من فئة السكان المسنين هذه إذا تمتعنا جميعاً بصحة أوفر في مرحلة الشيخوخة، ولكن تحقيق ذلك يحتّم علينا أن نقضي على أوجه التحيّز فيما يخص التمييز ضد المسنين».

وأضافت: «التمييز ضد المسنين يمكن أن يتخذ عدّة أشكال تشمل تصوير المسنين على أنهم عجزة وعالة على المجتمع وغير مطّلعين على وسائط الإعلام، أو من خلال اتباع ممارسات تمييزية ضدهم، كتقنين خدمات الرعاية الصحية بحسب العمر، أو انتهاج سياسات مؤسسية من مثل التقاعد الإلزامي في سن معينة».

Email