صوم رمضان وعلاقته بأمراض الكبد والجهاز التنفسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعدد أمراض الكبد، وتعتبر الإصابة بفيروس C من أهم الأخطار التي تهدد صحته، كما تتنوع درجات تأثير الفيروس عليه، ومع احتياج المرضى المستمر للعلاج كيف يمكن صوم رمضان؟

بدايةً، الطبيب المعالج هو الذي يحدد نوعية حالة مريض الكبد، فالبعض يعانون من تليف متكافئ، بمعنى أن وظائف الكبد متكافئة وجيدة، والبعض يعانون من تليف غير متكافئ، بمعنى أن وظائف الكبد غير جيدة وتظهر مضاعفات التليف مثل الاستسقاء وتورم الساقين والصفراء والنزف والقيء الدموي وفقدان الوعى أحياناً.

وهنا يحتار مريض الكبد هل يصوم أم لا ؟ وهل يكون الصيام مضراً بحالة الكبد أم لا؟ وبناء على تشخيص الطبيب للحالة، يمكن لمرضى الالتهاب المزمن الصوم، إذا كانت إنزيمات الكبد طبيعية، مع تناول العلاج المناسب.

مضاعفات

وبالنسبة للمرضى الذين يتناولون الإنترفيرون، يمكنهم الصوم في حال عدم وجود مضاعفات جانبية نتيجة تناول الإنترفيرون، والوحيد الذي يحدد ذلك هو طبيب الكبد المعالج، حيث إن العلاج بالإنترفيرون يتطلب تناول كميات كبيرة من الماء.

أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من تليف مبكر بالكبد ووظائف الكبد لديهم جيدة، فهذا يعامل معاملة التهاب الكبد المزمن، وقد يسمح لهم بالصيام، ما لم يعان المريض من أية مضاعفات أخرى.

لكن بالنسبة لمريض تليف الكبد غير المتكافئ، فهنا يتم تقييم الموقف على حسب حالة الكبد، ففي حالات المراحل المتأخرة قد لا يُسمح له بالصيام لأنه يحتاج إلى العلاج بصفة مستمرة في أوقات معينة ومحددة، والذين يعانون من غيبوبة كبدية وتورم القدمين والقيء الدموي وكل هذه الأعراض نتيجة الإصابة بالتليف المتأخر، لا يُسمح لهم بالصيام، كما إن مريض تليف الكبد غير المتكافئ الذي يعاني من انخفاض في سكر الدم، لا يمكنه الصوم أيضاً، لأنه لا يستطيع تكملة اليوم نظراً لانخفاض مستوى السكر في الدم.

وعن أمراض ومشاكل الكبد الأخرى المزمنة، مثل الالتهاب الكبدي لفيروس «B» ودهون الكبد والتهاب الكبد المناعي وأورام الكبد، فبشكل عام يطبق نفس الكلام على باقي أمراض الكبد المزمنة، وينصح المرضى المصابون بأمراض الكبد المتقدمة بالإفطار طبقاً لتقييم الحالة من الطبيب المعالج.

 

الحساسية

ويعد الربو وحساسية الجهاز التنفسي من أكثر الأمراض الصدرية شيوعاً، وعلاج هذه الأمراض في أساسه يعتمد على البخاخات، وأحياناً على تناول الأقراص، ولكن ما مدى تأثير الصوم على هذا العلاج؟

لا يشكل صيام رمضان أية معضلة لغالبية مرضى الربو، حيث يمكنهم تناول البخاخ الواقي عند السحور وعند الإفطار، أما البخاخ المسعف، فعلى المريض تناوله في أي وقت احتاج إليه، حتى لو كان في نهار رمضان، لأن تناوله ضروري واضطراري في حال وجود الأعراض.

وبالنسبة للمرضى الذين يتناولون حبوبًا مثل «السنجيولير» أو «الكلاريتين» فينصح بتناولها قبل وقت النوم بالليل، وما سبق ينطبق أيضاً على المرضى المصابين بحساسية الجيوب الأنفية.

وقد تكون الحالة شديدة عند بعض مرضى الربو ويحتاجون إلى البخاخ الواقي أكثر من مرتين في اليوم، ولهذه الفئة من المرضى ينصح بعدم تغيير نظام تناول الدواء حتى يراجعوا أطباءهم، وهنا يجب التنبيه أن البخار الذي يتناوله بعض المرضى في المنازل هو مادة الفيتولين الموسّعة للشعب، وينطبق عليه ما ينطبق على بخاخ الفينتولين الموسّع للشُعب أيضاً.

وعلى مريض الربو تجنب الإجهاد بقدر الإمكان خلال الصوم لأن الجهد والجفاف قد يزيدان من أعراض المرض، لذلك يجب الابتعاد عن الأماكن الحارة التي قد تؤدي إلى الجفاف.

نقاش

أما المرضى الذين يستخدمون الأكسجين، فعليهم أن يستمروا في استخدام الأكسجين كما وصف لهم، وأن يحرصوا على وضع مُرطّب المياه مع الأكسجين لتجنب الجفاف، أما قدرتهم على الصيام من عدمها فهذا الأمر يجب نقاشه مع الطبيب أولا.

ويجدر التنبيه هنا إلى أن بعض المرضى يتنقلون خارج المنزل وهم يستخدمون الأكسجين المسال المعبأ في قوارير أو أسطوانات، وفي حال أراد هؤلاء المرضى الصلاة في المسجد خلال شهر رمضان، وخصوصاً صلاة التراويح، فيجب الحيطة الكاملة من استخدام البخور مع الأكسجين، لأن الأكسجين مادة سريعة الاشتعال وقد يتسبب ذلك في حريق.

وهنا أيضاً يجب التذكير أنه يتعين على مرضى الربو استخدام البخاخ الموسّع للشعب قبل الذهاب إلى المسجد، إذا كان المسجد يستخدم البخور، لأن البخور يسبب ضيقاً في الشعب الهوائية لدى بعض مرضى الربو.

نصائح

وينصح بعدم تبخير المساجد، لأن ذلك يضايق بعض المصلين المصابين بأمراض صدرية، وقد يحرمهم من أجر صلاة الجماعة والتهجد في شهر الخير، ويعد شهر رمضان الكريم فرصة ذهبية لكل المدخنين للإقلاع عن عادة التدخين المضرة بالجهاز التنفسي.

Email