خرائط إلكترونية للتحكم بالمركبات

السيارات الموجهة يمكنها التحكم بنفسها بصورة أدق من السائق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتوي السيارات ذاتية القيادة على أنواع متعددة من المجسات، بما فيها الكاميرات، الرادارات وأجهزة الرصد، إلا أنها ليست قادرة على فهم كل ما تراه، لكن هذه الأجهزة يمكنها أن تلتف حول العقبات، وأن تستخدم الفرامل لتجنب الاصطدامات. وقد تواجه مشكلات غير تقليدية، بالطريقة ذاتها التي يواجهها البشر.

وعلى سبيل المثال وقبل أن تقترب السيارة من مفترق طرق، فيتوجب عليها التعرف على الموقع المفترض للإشارة الضوئية، ولكن يمكن أن تواجه صعوبات في التعرف على الأماكن غير التقليدية، بطريقة البشر نفسها.

خريطة ثلاثية الابعاد

وذكرت مجلة «نيو ساينتست» العلمية المتخصصة في تقرير حديث لها، إن السيارات التي تدخل تقاطعات معينة على سبيل المثال، يجب أن تعرف أين تكمن الإشارة الضوئية. وبسبب ذلك فإن السيارات الموجهة عن بعد تحتاج إلى خريطة ثلاثية الأبعاد مفصلة للطرقات التي تسير عليها. وهذه ليست رسوماً بيانية أو خرائط «غوغل»، إلا أنها تظهر رسم تخطيط الشوارع، وبنيتها التحتية مثل الحواجز وإشارات المرور، إضافة إلى المعلومات التي تبين مكان السيارات الأخرى.

وقال جون رستفيسكي في «بالو ألتو» في كاليفورنيا، إن هناك خرائط رقمية في السيارات الموجهة عن بعد توجهها مثل السكك الحديدية الخاصة بالقطارات. و«يجب وضع الخرائط في السيارات المستقلة قبل أن تكون قادرة على السير بمفردها».

وتتنافس الشركات لتطوير نسختها الجديدة من هذه الخرائط باستخدام الكثير من التكتيكات، كما تتنافس شركات صناعة السيارات التقليدية مثل «فورد» و«تويوتا»، للاستفادة من ملايين المركبات، التي تسير على الطرقات الجاهزة، للحصول على كم كبير من البيانات. الشركات الجديدة مثل «أوبر» و«غوغل» تعتمد على قدراتها العلمية لتحويلها إلى واقع عملي. وتسابقت كثير من الشركات المتخصصة للوصول إلى أبعد الأماكن وضم بياناتها إلى الخريطة المتكاملة.

يقول الخبير جون رستفيسكي، إن صنع مثل هذه الخرائط من أجل المناطق الصغيرة نسبياً ليست مسألة صعبة. أضاف: «أعتقد أن الخرائط في سان فرانسيسكو تغطي نحو 2000 كيلو متر من الطرقات الرئيسة، إلا أن توسيع هذه الخرائط على مساحات حضرية أوسع وعلى كل البلاد تقريباً سيكون أمراً مكلفاً».

وليس من قبيل المصادفة الإعلان عن أول سيارة موجهة عن بعد مؤخراً، في مدينة سنغافورة. وتدعى كارل لاغنيمينا، يقول المدير التنفيذي للشركة القائمة على مشروع «نوتونومي»، إن شركته خططت كل شوارع سنغافورة، وإنها تسوق سيارات تستخدم أنظمة رصد للطرقات.

وتسعى شركات «غوغل» و «أوبر» و«فورد» إلى إيجاد مدن أخرى لتسيير سياراتها ذاتية القيادة على امتداد العالم. وتخطط شركة «غوغل» لإيجاد رقعة من وادي السيليكون في مقرها في كاليفورنيا. وتعمل شركة «فورد» على الاستفادة من ملايين السيارات الموجودة على الطرقات للحصول على كم كبير من البيانات بشأن الطرقات. وتعتمد الشركات الجديدة مثل «أوبر» و«غوغل» على قدراتها وبياناتها العلمية.

ولا يمكن للسيارات ذاتية القيادة التي تستخدمها شركة «أوبر» في بيتسبيرغ أن تستخدم خريطة «فورد» الخاصة بميشيغان على سبيل المثال.

معالجة البيانات

يعتقد سانجاي سود، من شركة شيكاغو للخرائط أنه سيكون هناك بعض المقاييس المتباينة الخاصة بالخرائط. وقال، إن الوقت ينفد بسرعة لتحديد شكل الخرائط أو المجسات أو البرامج، التي تجعل السيارات قابلة للقيادة بصورة ذاتية. ويعود سبب عدم توحيد الشركات لقياساتها هو أنها لا تزال في مرحلة التطوير والبحث.

وتمتلك شركة «ألتون موسك» للسيارات الكهربائية اليوم نحو 140 ألف سيارة على الطرقات على امتداد العالم. كما تمتلك بعض هذه الشركات طائرات مسيرة عن بعد، تتمكن من قيادة نفسها في الأجواء في أي لحظة. ومع ذلك فإن سياراتها تفتقر للمجسات المطلوبة، من أجل الطيار الآلي. ويعاد بث كل البيانات المجمعة إلى برنامج «تسلا».

إلا أن قيادة «تسلا» قد لا تستمر لفترة طويلة جداً في العمل على هذه المشكلة. وتخطط شركة «تويوتا» من جهتها لوضع المجسات المطلوبة في كل سياراتها الجديدة عام 2017، ولن تكون ملايين السيارات هذه مستقلة بذاتها في الوقت القريب، إلا أنها ستجمع البيانات المطلوبة من أجل الشركة لبناء خرائطها. وللتعامل مع قدر كبير من البيانات فإن شركة «تويوتا» تبني مركزاً للبيانات في بلانو بتكساس.

وأياً كانت الشركة التي ستفوز في هذا التنافس فإن السيارات ذاتية القيادة ستعالج الكثير من البيانات المطلوبة لقيادة السيارات. وإذا نظرت إلى التكنولوجيا الحديثة، فإن الهاتف المحمول يستخدم اليوم تطبيقات كثيرة ومتطورة جداً، إلا أن الخرائط الموجودة في السيارات الذكية اليوم تعتبر أقوى حسابياً من السيارات العادية.

مراقبة الطرقات

يعتقد الخبراء أن السيارات ذاتية القيادة، التي تقودنا من نقطة معينة إلى نقطة أخرى يمكنها أن تصبح منصة جديدة لتجميع البيانات على امتداد العالم بالنظر إلى إمكانية استخدام الكاميرات، للإشراف على الطرقات والبنيات التحتية الأخرى. وفي حال لاحظت الشبكة الإلكترونية الموجودة في السيارة وجود أي مشكلة فإن بإمكانها تحديد الموقع على الخريطة، بحيث تتمكن السلطات المحلية من الوصول إليها وإصلاحها.

ويشير الخبراء إلى أن الخرائط الجديدة تحتوي على بيانات محدثة جداً، للكشف عن مكان وضع الوسائد الهوائية، أو مكان وقوف السيارات في حالات الطوارئ.

Email