الشيف الإماراتي علي سالم البدواوي لـ" البيان":

عشقت الطهي فقدمت الأكلات التقليدية بطريقة عصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقود الشيف الإماراتي، علي سالم البدواوي، فريق الإمارات ضمن المسابقة الدولية في فعاليات »دبي العالمية للضيافة«. ويتبدى للمتابع لبرامج المنافسات، مدى تميز ما يقدمه والجهود التي يبذلها في إبراز قيمة المائدة الاماراتية والتعريف بها.

»البيان«، التقت البدواوي، على هامش الأنشطة المقامة، حيث تحدث عن تجربته، مؤكدا ان هوايته وعشقه لهذا المجال، الاساس في احترافه تقديم وصنع الأكلات الإماراتية التقليدية، بطريقة عصرية. كما شرح مراحل تطوره، موضحا أنه منذ أن وطئت قدماه المطبخ الرئيسي، تعلم فنون الطهي، من الألف إلى الياء. وتدرب على يد شيف بارز يدعى »لويغي« إذ ساعده على فهم طبيعة العمل في سلسلة مطاعم جميرا..

وذلك حين التحاقه ببرنامج التوطين التابع لها. وكان البدواوي قبل خوضه تلك التجربة، كما يبين، يتنقل من مطبخ إلى آخر، ومن شيف إلى سواه.. وبذا اكتسب مهارات عديدة وخبرات جديدة، صقلت قدراته، ذلك بجانب كونه خاض تجربة الطبخ، منذ ان كان عمره 14 عاما. وتحدث البدواوي، أيضا، عن كيفية وصوله الى قيادة فريق يتنافس في بطولة تضم دولا خليجية عربية وطهاة عالميين. وكذا كيف اصبح اسمه مرتبطا بالمأكولات الاماراتية والكلاسيكية بطرق الطبخ الحديث.

بدايات

يشير علي البدواوي بداية، إلى أن مشواره العملي بدأ بهواية انبثقت من حبه للمطبخ وطرق الطبخ وقابليته للابتكار وتعلم طرق الطبخ الاماراتي التقليدي، وتعلم فن التقطيع والتتبيل والتقديم، موضحا انه كان يتدرب على فنون الطبخ في سريه تامة، وبعيدا عن انظار افراد اسرته واقاربه، خاصة وان المجتمع كان ينظر لهذه المهنة على أنها متدنية، ويلوم الشخص الذي يريد أن يعمل بها إذا كان إماراتيا.. ولكن ذلك لم يثنه. بل وضع نصب عينيه أن ينزع هذه الفكرة من العقول، وأن يشطب كلمة عيب في هذا الحقل، من قاموس العرف الاجتماعي في مقبل الايام.

ليست عيباً

وحول توطين مهنة الطهاة، قال البدواوي، لا بد ان نتحلى بالشجاعة والقرار الصائب وألا نفكر في الاحراج، ذلك لان العمل ليس عيبا. لا أعتقد أن عمل ومهنة الشيف عيب. فهذا ما يعادل عمل المدير، حيث بنيت الفنادق والمطاعم على الطباخين ومن دونهم لا يقاس مدى النجاح والتميز.

هواية

أكد علي البدواوي، في حواره مع (البيان) أن الطبخ هواية. وأضاف: كان الجميع يشهد للوالدة بإجادتها في الطهي، وكذلك الوالد كان يطبخ ..وكل العائلة لديها مهارات اعداد الطعام بشكل متميز، وكنت شخصيا، احرص على الخروج مع اصدقائي الى البر لطهي الطعام، كما أنني أسافر اثناء الصيف، إلى دول كثيرة.

وكان يستهويني دخول المطبخ لاشاهد ما يدور بداخله. ولفت البدواوي إلى أنه عندما كان يسافر خارج الدولة، بقي يرفض أكل المطاعم ويطبخ بنفسه. وهذا الامر جعله يطور ذاته في الطبخ. كما أنه في تشيكوسلوفاكيا بدأ دورة طبخ في احد المطاعم، وكان يدفع نقودا ليتعلم الطهي ويدخل مطابخ الفنادق.

وأشار إلى أن الناس لا تعرف معنى مهنة الشيف، التي مثلت له انطلاقة نحو عالم جميل ومثير ومليء بالجمال والتجارب. وهو استمر يحرص في كل عام، طبقا لما يوضحه، طوال اربع سنوات على المكوث في اية دولة أجنبية، مدة شهرين، إلى ان عرف محتويات المطبخ وما يدور فيه، مع الإلمام بعدد من الأكلات الأوروبية المشهورة في العالم.

أساس

كان طموح البدواوي كبيرا عندما أجاد طريقة الطهي العالمية. إذ افتتح مطعما شعبيا وحوله الى مطعم عربي في منطقة حتا في دبي. ثم توقف وبحث عن عمل يظهر فيه مواهبه. فلم يجد مكانا يستقبله كشيف، لأنه إماراتي. وذلك بحكم الاعتقاد السائد أن الشاب الإماراتي مدلل ويرفض العمل في المطبخ.. ولكنه استمر في المحاولة، كما يبين، وكان لدعم والده ووالدته، كبير الأثر.

وتابع البدواوي: ان مهنة الشيف والضيافة، أهم ما فيها الممارسة العملية، وانا أتمنى ان تكون هناك مدرسة فندقية تعلم أصول الطبخ وتتخصص في الأكلات العربية والخليجية. وأوضح ان هناك مسميات للشيف، ورتبا، على حسب طول القبعة فهي درجات صغيرة ومتوسطة وكبيرة بواقع عشر رتب للشيف، تبدأ من شيف صغير وتنتهي برئيس طهاة، مثلها مثل الرتب العسكرية. ويشرح أن المطبخ أصله فرنسي، وبدأ في الاصل مع روما.. وذلك عندما غزت روما بلاد الشرق. ومن ثم طوره الفرنسيون، فبدا العالم كله يتنافس على ذلك.

وختم البدواوي مبينا أنه يمضي في المطبخ حوالي 12-18 ساعة يوميا، ويشعر خلالها بالمتعة، خاصة عندما يكون هناك انتاجية في العمل.

 تحد ونجاح

 نجح البدواوي في جعل اسرته ومجتمعه، يتقبلان، حقا، وجود شيف اماراتي، وعمل كأول شيف إماراتي- رئيس طهاة، في فنادق سبع نجوم. كما انه اختير كأفضل شيف في مسابقة كلونير التي أقامها فندق دبي فستيفال سيتي بدبي عام 2007، وعمل في مطبخ الليوان بفندق برج العرب، وعمل استشاريا وبمهنة شيف عام لشركة سلسلة القابضة، وكذا أشرف على 17 مطعما مختلفا. وايضا تقدم الى برنامج التوطين في دبي. وطلب أن يعمل في مهنة طباخ حتى أصبح حاليا، من أشهر الطهاة في الدولة.

Email