مسافات

«الدوك» هبة الشواطئ الموسمية والأصداف البهية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

عرف سكان الإمارات في الماضي أنماطاً غذائية مختلفة، من ضمنها «الدوك» الذي خبره أهل الساحل، وكانوا ينتظرون اعتدال درجة الحرارة ويراقبون حركات المد والجزر، للبحث عنه، ولا سيما في الشواطئ الصخرية والمناطق الساحلية الطينية، وكان بالنسبة لهم بمثابة هبة موسمية للشواطئ وأصدافها البهية.

وقد كان «الدوك» من الوجبات الأساسية في بعض المواسم، وخصوصاً في الصيف، فحين كانت أسراب الأسماك تتجه إلى نطاقات بحرية أبرد، يبدأ سكان الساحل اختبار هذه الظاهرة البحرية الجميلة على السواحل الرملية المكشوفة، فترى الصيادين والصبية يجمعون القواقع والمحار والصدفيات في التربة الرخوة، للحصول على ما لذ من رخويات ليِّنة. وفي موسم «القيظ» كان «الدوك» يعتبر من الأكلات المستحبة، فمنهم من يطبخه، ومنهم من يشويه على الجمر.

ولأصداف «الدوك» طعم مميز عرفه من عاش في تلك الأزمنة، ويعرف القليل من الناس حالياً، لأسباب عدة، حيث قلت شعبية هذا المحار في الوقت الحالي بسبب تناقص كمياته وحظر صيده، فقد تم حظر صيد محار «الدوك» للحفاظ على الثروة السمكية التي تتغذى على هذه الصدفيات، كما أن كمياته المطمورة في الرمل بعد تراجع المد البحري، تقلصت بصورة كبيرة نظراً للتوسع العمراني على الواجهات الشاطئية، لكن في المقابل توجد فضاءات وأحواض لاستزراع هذا النوع من الصدفيات، كما تم تخصيص محميات خاصة لتكاثره.

Email