مسافات

القهوة.. لكل من شاف ضوء موقدنا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

في برنا وبحرنا وفي حضرنا وباديتنا، بل وفي حلنا وتسفارنا، تبقى القهوة العربية عنواناً للضيافة والأنس، حيث نتبادل أحاديث السمر والمودة والإخاء، ومع طعم القهوة تنداح كلمات السلام والسؤال عن العلوم والأخبار، وقد تنثال قصائد الشعر التي تحكي حياتنا وتجارب قلوبنا وأفكارنا البناءة.

رحلاتنا إلى المقناص شتاءً، وأسفارنا البعيدة والقريبة، فيها نستريح ونوقد الضوء «النار» لنصنع قهوتنا المحببة إلى النفس كلازمة لا مناص منها، ويكفي ظل غافة أو سمرة لنجتمع على المحبة والشوق، احتفاء بالقهوة، وأما نارها الجميلة، فهي بمثابة أذان للضيوف، يأتون إلينا من بعيد، حينما يرون توقدها في مهب ريح الصحراء العميقة.. «يا هلا ومرحب يا مسهلا» نقدم لهم السح وهو التمر، ولا مفر من أن نتبع ذلك بالقهوة.

القهوة هي أيقونة المجتمع وملتقى أفئدة الناس، علية القوم وبسطائهم، رجالهم ونسائهم، هي القاسم المشترك الأعظم، الذين يجمع حتى السقيم والمعافى، فلا ضير ولا بأس من رشفات قهوة عربية بنكهة الزعفران أو الهيل، أو حتى بمذاق القهوة صرفاً.

ولإعدادها.. يغلى الماء جيداً ثم تضاف القهوة وتغلى ثلاث مرات، وبعد ذلك تترك جانباً لدقائق حتى ينزل التفل في قاع الإناء، لنضع الهيل والزعفران وماء الورد في الدلة، ونسكب فوقها القهوة، هنيئاً مريئاً.

 

Email