حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

عجلت يا شيب على مفرقي

وَأيُّ عُذْرٍ، لَكَ أنْ تَعْجَلا

وكيف أقدمت على عارضٍ

ما استغرق الشعر ولا استكملا

كُنتُ أرَى العِشرِينَ لي جُنّة ً

من طارق الشيب إذا أقبلا

فَالآنَ سِيّانِ ابنُ أُمّ الصِّبَا

وَمَنْ تَسَدّى العُمُرَ الأطْوَلا

يَا زَائِراً مَا جَاءَ حَتّى مَضَى

وعارضا ما غام حتى انجلا

وما رأَى الراؤن من قبلها

زرعاً ذوى من قبلِ أن يبقلا

ليت بياضاً جاءني آخراً

فِدَى بَيَاضٍ كَانَ لي أوّلا

وَلَيْتَ صُبْحاً سَاءَني ضَوْءُهُ

زَالَ، وَأبْقَى لَيلَهُ الألْيَلا

يا ذابلاً صوَّح فينانه

قَدْ آنَ لِلذّابِلِ أنْ يُخْتَلَى

حَطّ بِرَأسِي يَقَفاً أبْيَضاً

كَأنّمَا حَطّ بِهِ مُنْصُلا

هَذا، وَلمْ أعْدُ بِحَالِ الصّبَا

من قصيدة (عجلت يا شيب )

 

شاعر من العصر العباسي (969 - 1015 م)

 

Email