حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقَلُّ فَعَالي بَلْهَ أكْثَرَهُ مَجْدُ

وذا الجِدُّ فيهِ نِلْتُ أم لم أنَلْ جَدُّ

سأطْلُبُ حَقّي بالقَنَا ومَشايخٍ

كأنّهُمُ من طولِ ما التَثَموا مُرْدُ

ثِقالٍ إذا لاقَوْا خِفافٍ إذا دُعُوا

كَثيرٍ إذا اشتَدّوا قَليلٍ إذا عُدّوا

وطعْنٍ كأنّ الطّعنَ لا طَعنَ عندَهُ

وضرْبٍ كأنّ النّارَ من حرّهِ بَرْدُ

إذا شِئتُ حَفّتْ بي على كلّ سابحٍ

رِجالٌ كأنّ المَوْتَ في فَمِها شَهْدُ

أذُمّ إلى هذا الزّمانِ أُهَيْلَهُ

فأعْلَمُهُمْ فَدْمٌ وأحزَمُهمْ وَغْدُ

ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى

عَدُوّاً لَهُ ما من صَداقَتِهِ بُدُّ

بِقَلْبِي وإنْ لم أرْوَ منها مَلالَةٌ

وبي عن غَوانيها وإن وَصَلتْ صَدُّ

خَليلايَ دونَ النّاسِ حُزْنٌ وعَبرةٌ

على فَقْدِ مَن أحبَبتُ ما لهُما فَقْدُ

تَلَجُّ دُمُوعي بالجُفونِ كأنّما

جُفُوني لعَيْنيْ كلِّ باكِيَةٍ خَدُّ

وإنّي لتُغْنيني مِنَ الماءِ نُغْبَةٌ

وأصبرُ عَنْهُ مثلَما تَصبرُ الرُّبْدُ

وأمضي كما يَمضي السّنانُ لِطِيّتي

وأطوَى كما تَطوَى المُجَلِّحةُ العُقدُ

من قصيدة (أقل فعالي)

المُتَنَبّي

شاعر عباسي ( 915 - 965 م)

Email