حديث الروح

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عَزيزُ إساً مَن داؤهُ الحَدَقُ النُّجْلُ

عَيَاءٌ بهِ ماتَ المُحبّونَ من قَبْلُ

فَمَنْ شاءَ فَلْيَنْظُرْ إليّ فمَنظَري

نَذيرٌ إلى مَن ظَنّ أنّ الهَوَى سَهْلُ

وما هيَ إلاّ لحظَةٌ بَعدَ لحظَةٍ

إذا نَزَلَتْ في قَلبِهِ رَحَلَ العَقْلُ

***

جرَى حبُّها مجْرَى دَمي في مَفاصِلي

فأصْبَحَ لي عَن كلّ شُغلٍ بها شُغْلُ

سَبَتْني بدَلٍّ ذاتُ حُسْنٍ يَزينُها

تَكَحُّلُ عَيْنَيها وليسَ لها كُحلُ

كأنّ لحاظَ العَينِ في فَتْكِهِ بِنَا

رَقيبٌ تَعَدّى أوْ عَدُوٌّ لهُ دَخْلُ

***

ومن جَسَدي لم يَترُكِ السّقمُ شعرَةً

فَمَا فَوْقَها إلاّ وفيها لَهُ فِعْلُ

كأنّ رَقيباً منكِ سَدّ مَسامِعي

عنِ العذلِ حتى ليس يدخلها العذلُ

كأنّ سُهادَ اللّيلِ يَعشَقُ مُقلَتي

فبَيْنَهُما في كُلّ هَجْرٍ لنا وَصْلُ

أُحِبّ التي في البدرِ منها مَشَابِهٌ

وأشكو إلى من لا يُصابُ له شكلُ

 

شاعر عباسي

(915 - 965 م)

Email