حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني،

إذْ لا كتابَ يوافيني، فيُحييني؟

قَدْ مِتُّ، إلاّ ذَمَاءً فيَّ يُمْسِكُهُ

أنّ الفُؤَادَ، بِلُقْياهُمْ، يِرَجّيني

مَا سَرّحَ الدَّمْعَ مِن عَيني، وأطلَقَه

إلاّ اعتيادُ أسىً، في القلبِ، مسجونِ

ⅦⅦⅦ

صبراً ‍! لعلّ الذي بالبُعْدِ أمرضَني

بالقُرْبِ يَوْماً يُداوِيني، فيَشفيني!

كيفَ اصطِباري وَفي كانونَ فارَقَنِي

قَلْبِي، وهَا نحن في أعقابِ تشرِينِ؟

شَخْصٌ، يُذَكّرُني، فاهُ وَغرّتَه

شمسُ النّهارِ، وأنفاسُ الرّياحينِ

ⅦⅦⅦ

لئنْ عطشتُ إلى ذاكَ الرُّضَابِ لكَمْ

قد بَاتَ مِنْهُ يُسَقّيني، فَيُرْوِيني!

وَإنْ أفاضَ دُمُوعي نَوْحُ باكِيَة ٍ

فكمْ أرَاهُ يغنّيني، فيُشجيني!

وإنْ بعدْتُ، وأضنتني الهمومُ، لقد

عَهِدْتُهُ، وَهْوَ يِدْنيني، فيُسْليني

أوْ حلّ عقدَ عزائي نأيُهُ، فلكمْ

حللتُ، عن خصرِهِ، عقدَ الثّمانينِ

 

ابن زيدون

شاعر أندلسي (1003 - 1070م)

Email