حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

إِن الحكيمَ لهُ مَقَالٌ سائرٌ

يَلتَذُّهُ ما قَالَ أُذْنُ السَّامِعِ

لا حُكمَ إِلا مِنْ تُقًى وتَوَاضُعٍ

أَوْ لا فإِنَّ الحُكْم َليسَ بنافعِ

فَعَلى امْرئ جَمَعَ القُرَانَ وفَسرهُ

من عِلْمِهِ صَافِي الدَّخيلةِ جامعِ

وَسما إلى الأَمرِ الجَليلِ بِنَفسِهِ

وبفَضْلِ معْرِفَةٍ وعِلمٍ بارعِ

أَلَّ يَجوزَ لَدَيهِ حُكْمٌ عادِلٌ

إِلاَّ بِعدْلِ شَهادةٍ من قاطِعِ

وبِشاهِدٍ يتلُوهُ عَدلٌ مِثلهُ

في كُلِّ أَمرٍ مُسْتَنِير ساطعِ

قَبْلَ اعْتقَادِكَ لِلْقَطِيعةِ جائراً

تَشْكُو أَخاك لَدَى الطَّريق الشَّارعِ

بالظَّنِّ تَحْتِمُهُ عَليْنَا ظالِماً،

والظَّنُّ ليسَ عَلَى اليَقينِ بواقِعِ

فَلأَهْتِفنَّ غداً بحُكمِكَ في الْوَرَى

أَو تَستَجيرَ بكُلّ خِلٍّ شَاسِعِ

وأَنا امْرُؤٌ أَبتاعُ وُدَّ ذَوي النُّهى

بجَميعِ ما أَحوي ولَستُ بِبائِعِ

وإِذا هَفا خِلِّي بِغَيْر تَعَمُّدٍ

أَغْضَيْتُ غيرَ مُبَايِنٍ ومُمَانِعِ

وكَذَاك ما لأَدَعُ العِتابَ مُخَفِّفاً

ولِذَاكَ ما أَوْليتَ لَيس بِنافِعِ

البحتري

من قصيدة (إن الحكيم)

شاعر عباسي (821 - 897م)

Email