حديث الروح
ت + ت - الحجم الطبيعي
زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّرا
وارحمْ حشى بلظي هواكَ تسعَّرا
وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقةً
فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي: لن تَرَى
يا قلبُ!أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ
صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
**
إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة، فَمُتْ بِهِ
صَبّاً، فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا
ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا
سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
وأباحَ طرفي نظرة ً أمَّلتهـــا
فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً
***
فدهشتُ بينَ جمالهِ وجـلالهِ
وغدا لسانُ الحالِ عني مخبراً
فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ
تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا
لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَةً
ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً
(576 - 632 هـ)