حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

بَادٍ هَوَاكَ صَبَرْتَ أمْ لم تَصْبِرَا

وَبُكاكَ إن لم يَجْرِ دمعُكَ أو جَرَى

كمْ غَرّ صَبرُكَ وَابتسامُكَ صَاحِباً

لمّا رَآهُ وَفي الحَشَا مَا لا يُرَى

أمَرَ الفُؤادُ لِسَانَهُ وَجُفُونَهُ

فَكَتَمْنَهُ وَكَفَى بجِسْمِكَ مُخبِرَا

Ⅶ Ⅶ Ⅶ

تَعِسَ المَهَاري غَيرَ مَهْرِيٍّ غَدَا

بمُصَوَّرٍ لَبِسَ الحَرِيرَ مُصَوَّرا

نَافَسْتُ فِيهِ صُورَةً في سِتْرِهِ

لَوْ كُنْتُهَا لخَفيتُ حتى يَظْهَرَا

لا تَترَبِ الأيْدي المُقيمَةُ فَوْقَهُ

كِسرَى مُقامَ الحاجِبَينِ وَقَيصَرَا

Ⅶ Ⅶ Ⅶ

يَقِيَانِ في أحَدِ الهَوَادِجِ مُقْلَةً

رَحَلَتْ وَكانَ لها فُؤادي مَحْجِرَا

قد كُنتُ أحْذَرُ بَيْنَهُمْ من قَبْلِهِ

لَوْ كانَ يَنْفَعُ خائِفاً أنْ يَحذَرَا

وَلَوِ استَطَعتُ إذِ اغْتَدَتْ رُوّادُهمْ

لمَنَعْتُ كُلَّ سَحَابَةٍ أنْ تَقْطُرَا

يَحْمِلْنَ مِثْلَ الرّوْضِ إلاّ أنّه

أسْبَى مَهَاةً للقُلُوبِ وَجُؤذُرَا

فَبِلَحْظِهَا نَكِرَتْ قَنَاتي رَاحَتي

ضُعْفاً وَأنْكَرَ خاتَمايَ الخِنْصِرَا

 

شاعر عباسي (303 - 354هـ)

Email