حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

 أرى البُعدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي،

وإنْ قَرّبَ الأخطارَ من جَسِدي البالي

جهلتُ بأنْ قلتُ اقترحْ يا معذِّبي

عليّ، فأجْلى لي، وقال:اسْلُ سلْسالي

وهَيهاتِ أن أسلو، وفي كُلّ شَعْرَة ٍ،

لحتفي غرامُ مقبلُ أيَّ إقبالِ

وقالَ ليَ الَّلاحي مرارة ُ قصدهِ

تحَلّى بها:دَعْ حُبّهُ.قُلتُ:أحلى لي

بذلتُ لهُ روحي لراحة ِ قربهِ

وغيرُ عَجيبِ بَذْليَ الغالِ في الغالي

فجادَ، ولكن بالبُعادِ، لِشِقْوَتي،

فيا خيبة َ المسعى وضيعة َ آمالي

وحانَ لهُ حيـي على حينِ غرَّة ٍ

ولمْ أدرِ أن الآلَ يذهبُ بالآلِ

تحكَّمَ في جسمي النُّحولُ فلوْ أتى

لقبضي رسولٌ ضلَّ في موضعٍ خالِ

فلوْ هُمّ باقي السّقمِ بي لاستَعانَ، في

تلافي بما حالتْ لهُ منْ ضنى حالي

ولم يَبْقَ مِنّي ما يُناجي تَوَهّمي،

سِوى عِزّ ذلّ في مهانَة ِ إجْلالِ

 

Email