حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يا ربّ بلا سناء

كأنّما بدره يتيم

مشى به اليأس في الرّخاء

كأنّه النار والهشيم

 

ليت الدّجى رقّ للمحبّ

أو ليت لي مهجة حجر

أقضّ هذا الفراش جنبي

كأنّ في مضجعي الإبر

هل بك يا نجم مثل كربي ؟

أم أنت من طبعك السّهر ؟

سهرت شوقا إلى ذكاء ؟

أم عندك المقعد المقيم ؟

أبكي و تصغي إلى البكاء

يا ربّ ! هل تعشق النجوم ؟

 

قد نال فرط السّهاد منّي

واشتاق طرفي إلى الهجوع

وقرّح الجفن ماء جفني

في الحبّ ما فاض من دموعي

وشاب رأسي من التّجنّي

ياليت ذا الشّيب في الولوع

لعلّ في سلوتي شفائي

هيهات . داء الهوى قديم

ما يحسب الناس في ردائي ؟

في بردتي هيكل رميم !

 

قد طال يا ليل فيك صبري

وأشبهت ساعك القرونا

فقل لهذي النجوم تسري

أو إسأل الصّبح أن يبينا

وإن تشأ أن تكون قبري

فكن كما شئت أن تكونا

في سكون إلى البلاء

قد يألف العلّة السّقيم

من كان في قبضة الهواء

هان على نفسه النّسيم !

 

من قصيدة (البلبل السجين)

إيليا أبو ماضي

شاعر مهجري (1889- 1957)

Email