حديث الروح 28-11
حديث الروح
إِمَارَاتُ أَرْضُ الْمَنَى وَالْهَنَا
وَأرْضُ الْمَحَبَّةِ وَالسُّؤْدَدِ
وَيَا رَايَةً رَفْرَفَتْ فِي الْعُلا
تَسَامَتْ إِلَى هَامَةِ الْفَرْقَدِ
أيا دَوْلَةَ الْعِزِّ عِشْتِ لَنَا
طَويلاً مَدَى حُبِّنَا السَّرْمَدِي
فَأنْتِ لَنَا الْبَدْرُ في غَاسِقٍ
أضَاءَ دُجَى لَيْلِنَا الْأسْوَدِ
بَنَاكِ الَّذين غَدَوْا في الذُّرَى
شُمُوساً تُنِيرُ طَرِيقَ الْغَدِ
رِجَالٌ كَمِثْلِ عُقُودِ الْجُمَانِ
حُمَاةٌ أَبَاةٌ بِهمْ نَقْتَدِي
فَكَانُوا سُرَاةً لَنَا أوْفِيَا
أتَوْنَا عَلَى سَانِحِ الْمَوْعِدِ
لَهُمْ ذِكْرَيَاتٌ كَطِيبِ اسْمِهِمْ
بَوَاقٍ بِرَغْمِ الْعِدَا الْحُسَّدِ
نُحَيِّيكِ يَا أَرْضَ أجْدَادِنَا
وَنَحْمِيكِ مِنْ طَامِعٍ مُعْتَدِ
وَعِشْتِ مَدَى الدَّهْرِ في نِعْمَةٍ
سَخَاءَ الْمَحَبَّةِ وَالْمَوْرِدِ
رَعَاكِ خَلِيفَةُ فِي عَهْدِهِ
رِعَايَةَ شَهْمٍ كَرِيمِ الْيَدِ
وَنَمَّاكِ دَوْحَاً زَهَا بِالوُرُودِ
وَبِالْحُسْنِ وِالْفِكْرِ وَالْمَحْتَدِ
وَظِلّاً ظَلِيلاً عَلَى الأقْرَبِين
وَأضْفَيْتَ أمْنَاً عَلَى الْأبْعَدِ
نَفَحْتَ الْوَرَى مِنْ شَذَى الْيَاسَمِينِ
وَصِرْتَ لَهُمْ غَايَةَ الْمَقْصَدِ
شاعر إماراتي معاصر