حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

بتّ أرعى في الظلام الأنجما

ليس للعشّاق حظّ في الكرى

صرعتني نظرة حتى لقد

كدت أن أحسد من لا يبصر

نظرة قد أورثت قلبي الكمد

ما بلاء القلب إلاّ النّظر

لا رعاك الله يا يوم الأحد

لا ولا حيّاك عنّي المطر

أنت من أطلعت هاتيك الدّمى

سافرات فتنة للشّعرا

همت فيمن حسنت صورتها

مثلما قد حسنت منها الخصال

أخجلت شمس الضحى طلعتها

واستحى من لحظها لحظ الغزال

كلّ ما فيها جميل يشتهى

ما بها عيب سوى فرط الجمال

لو رآها لائمي فيها لمّا

لامني في حبّها بل عذارا

ذات حسن خدّها كالورد

في لونه والطيّب في نكهته

زهرة لكنّها لم تقطف

وجمال الزّهر في روضتيه

درّة ما خرجت من صدف

ترخص الدّرّ على قيمته

ذات شعر مسبل كالأفعوان

يتهادى فوق ردف كالكثيب

وقوام لو رآه الغصن بان

خجلا من ذلك الغصن الرّطيب

كاد لولا ما به من عنفوان

يقف الورق به والعندليب

 

من قصيدة طبيبي الخاص

إيليا أبو ماضي

شاعر مهجري (1891 - 1957)

Email