حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

جريح الإبا صامت لا يعي

وفي صمته ضجّة الأضلع

وفي صدره ندم جائع

يلوك الحنايا ولم يشبع

تهدّده صيحة الذكريات

كما هدّد الشيخ صوت النعي

ويقذفه شبح مفزع

إلى شبح موحش مفزع

ويصغي ويصغي فلم يستمع

سوى هاتف الإثم في المسمع

ولم يستمع غير صوت الضمير

يناديه من سرّه الموجع

فيشكو إلى من؟ وما حوله

سوى اللّيل أو وحشة المخدع

كئيب يخوّفه ظلمه

فيرتاع من ظلّه الأروع

وفي كلّ طيف يرى ذنبه

فماذا يقول وما يدّعي

فيملي على سرّه قائلاً

أنا مجرم النفس والمطمع

أنا سارق الحبّ وحدي! أنا

خبيث السقا قذر المرتع

هوت إصبعي زهرة حلوة

فلوّثت من عطرها إصبعي

توهّمتها حلوة كالحياة

فكانت أمرّ من المصرع

 

من قصيدة (أثيم الهوى)

عبدالله البردوني

شاعر يمني (1929 - 1999م)

Email