حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لذع الأوام أزاهر الدفل

فذوت كما يذوي سنا المقل

كانت تعير النهر حمرتها

فيضيء فيه الموج كالشعل

كانت تعير النهر حلتها

فيسير في وشى من الحلل

كم زينت بالأمس لبته

بقلائد المرجان والقبل

واليوم أطفئ نورها وخبا

فكأنها لم تند أو تمل

واليوم أصبح عقدها بددا

فرأيت جيد النهر في عطل

ولكم مررت بزهرة ذبلت

فبكيت حين بكيتها أملي

وسقيتها بالراحتين كما

تسقي السحابة تربة الطلل

فتراعشت في غصنها وهوت

ومضى النسيم بها على عجل

يا عين أين أزاهر الدفل

مري بجانب نهرها وسلى

لرجوت لو دامت غضارتها

وصل التي وعدت فلم تصل

قد كان وشك ذبولها أجلا

للملتقى ففجعت بالأرجل

ولكنت آمل أن أقبلها

واعب خمرة حسنها الثمل

أما وقد ذبلت فلا أمل

لي باللقاء فكيف بالقبل

 

من قصيدة (أزهار الدفلى)

بدر شاكر السياب

شاعر عراقي (1925 - 1963)

Email