حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ،

وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّ مَتَابُ؟

لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُ خَرِيدة ٌ

وقدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِ كعابُ

ولكنني - والحمدُ للهِ - حازمٌ

أعزُّ إذا ذلتْ لهنَّ رقابُ

وَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُ قَلْبيَ كُلّهُ

وإنْ شملتها رقة ٌ وشبابُ

إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة ً

فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ

وَألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِ بِمُقْلَة ٍ

بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ

بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ

وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟

وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ

ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ

وَمَا كُلّ فَعّالٍ يُجَازَى بِفِعْلِهِ

ولا كلِّ قوالٍ لديَّ يجابُ

فَإِن لَم يَكُن وُدٌّ قَديمٌ نَعُدُّهُ

وَلا نَسَبٌ بَينَ الرِجالِ قُرابُ

أمنْ بعدِ بذلِ النفسِ فيما تريدهُ

أُثَابُ بِمُرّ العَتْبِ حِينَ أُثَابُ؟

فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ

وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ

وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ

وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ

 

من قصيدة (أمَا لِجَمِيلٍ)

أبوفراس الحمداني

الحارث بن سعيد بن حمدان

شاعر من العصر العباسي (932 - 967 م)

Email