في استطلاع أجرته «البيان»

76 % من الناس يميلون إلى الفنون الواقعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر استطلاع الرأي الذي أجرته البيان على موقعها الإلكتروني، أن 76 % من الناس ينجذبون للفنون الواقعية، بينما تجذب الفنون الحديثة 24 % من الناس، وارتفعت النسبة أكثر في حساب البيان على الفيس بوك، إذ أظهر الاستطلاع أن 33 % من الناس يميلون للفنون الحديثة، بينما ينجذب للفنون الواقعية 67 %، وفي حساب البيان على تويتر، أظهر الاستطلاع أن 74 % من الناس ينجذبون للفنون الواقعية، بينما ينجذب للفنون الحديثة 26 % من الذين صوتوا، وهو ما يدل على الفجوة الكبيرة بين تفاعل الناس مع الفنون الحديثة بمعظم مدارسها، ويدل على أن الكلاسيكية والواقعية، ما زالت تحاكي الناس، رغم مرور الكثير من الوقت على ظهورها، ورغم تبدل العصور، وهو ما يطرح سؤالاً هاماً، ما السبب الذي يجعل الجمهور غير متفاعل مع هذه الفنون، رغم رواجها وفرزها للعديد من رواد هذا الفن المنتشر في أنحاء العالم.

فراغ ثقافي

أرجع الفنان ناصر عبد الله رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، الفجوة بين الفنون الحديثة والجمهور، إلى ما وصفه بالفراغ الثقافي، وفهم أشكال وطبيعة هذا الفن. وقال: إن الفنان الإماراتي الراحل حسن شريف، رائد المفاهيمية في الدولة، قد قال ذات يوم «أنا أكثر واقعية من الذين يرسمون الواقع» وفسر عبد الله: لأن شريف يعرف مبادئ تتجاوز الرسم التقليدي، وهذه الواقعية جاءت من حياته اليومية.

وأوضح: إن إشكالية استيعاب المدارس، تأتي من عدم استيعاب الفكرة، فمن لا يستوعب الفكرة ويتقبلها لن تجذبه. وأضاف: هذا ما يتطلب من المشاهد مستوى من الوعي بهذه النوعية من الأعمال، إلى جانب أنه عليه أن يقرأ عن العمل، ويستعين بالمرشدين الوجودين في المعرض للشرح عن هذه الأعمال. وتابع، ليس لدينا إلى الآن هذه الثقافة للتفاعل مع لوحة تجريدية ليس فيها إلا الألوان، أو لوحة لا يوجد فيها إلا مربع أسود، وقال: هذا ما يتطلب السؤال لفهم هذه الأعمال، ولكن نقص الرغبة في البحث، يبقي هذه الفجوة بين الجمهور والناس.

ورأى أن كل المجتمعات والمؤسسات لها الدور الرئيس في تدريب الناس على حب التعلم. وأوضح: الناس ترفض شيئاً لا تعرفه، فالفنون الحديثة لها تملك تاريخاً يشكل جزءاً من البشرية، يصل إلى حوالي الـ 100 سنة، فهو الفن، ليس وليد اللحظة، وأكد عبد الله في ختام حديثه، أن تفسيره هذا ليس مسألة تفضيل الفنون الحديثة على القديمة، بقدر ما هو تفسير لابتعاد الناس عنها.

 

ميول فطرية

قال الفنان محمد الأستاد: ينزع الإنسان بفطرته إلى الجمال والتميز بين ما هو جميل أو لا، ولهذا يأتي الفن الواقعي منسجماً مع فطرة الإنسان والمعايير الجمالية البحتة. وأضاف: لهذا عندما يرى الإنسان منظراً طبيعياً أو خيلاً في لوحة ما يتفاعل معها.

وأوضح: لا يميل معظم الناس إلى الفنون الحديثة، ربما لأنه لم يتم التعامل معها بالرقي المطلوب، لأن الناس تتفاعل مع الزخارف الإسلامية، مع العلم أنها تجريدية، لكنها نابعة من أساس حقيقي. وأضاف: حين يتم التعامل مع القبح، في أعمال حديثة، فهي لا تتطابق مع المعايير الجمالية الفطرية للإنسان، الذي يميل للجمال الموجود في الطبيعة، وإلى الكثير من المكونات الجمالية التي تحيطه.

فنون متنوعة

بعد الفنون الكلاسيكية التي تميزت بها الأعمال الأثرية الموزعة في أنحاء العالم، ظهر فن «الركوكو» في فرنسا في عام 1789، ومن ثم ظهرت العديد من المدارس، مثل الواقعية الجديدة، واالتجريدية وغيرها، إلى أن ظهر الفن المفاهيمي العام، وظهرت تحت مظلته العديد من التجارب، إلى أن وصل الفنانون إلى ما يعرف بفن «ما بعد الحداثة».

Email