فوتوغرافيا

عقدٌ من الزمان.. في ألبوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تذكرُ تلك الفتاة القصة المروّعة التي مرّت بها في بداية الثلاثينيات من عمرها، حينما غادرت مقر عملها التجريبيّ بعد أن اعتذر المدير المسؤول عن عدم إتمام توظيفها لعدم ملاءمتها للوظيفة المنوطة بها! لم تكن تلك الوظيفة الأولى التي خَسِرَتها بل سبقها عشرات الفرص المختلفة! الأمر الذي أوقعها في حيرةٍ من أمرها! فهي حاصلة على مؤهل علمي جيد رغم تواضع سيرتها الذاتية من حيث الخبرات العملية. ما زاد الأمر غموضاً لديها هو قاسمٌ مشترك بين أغلب الردود السلبية التي وصلتها! طبيعة شخصيّتك غير ملائمة لهذه الوظيفة!

قَضَت بعض الوقت مع نفسها أمام السؤال الأهم: إذا لم يكن العمل في مجالات الإدارة والتسويق والعلاقات العامة مناسباً لي وهو قريبٌ جداً من مسار دراستي الجامعية، إذن ما المجال الذي يناسبني؟ ما السبيل لمعرفة ذلك؟

خلال زيارتها لمنزل والدتها وخلال الأحاديث المتدفّقة باحت لها بوجعها وحيرتها، فذهبت الأم إلى حجرتها لبرهة.. ثم عادت وبيدها ألبوم صور، طلبت من ابنتها مشاهدة محتوياته بتركيز وذهبت لتحضير المزيد من القهوة، ولدى عودتها قالت لها ابنتها: معظم هذه الصور أعرفها متناثرة! ما الذي جعلكِ تجمعينها في ألبوم؟ أجابت الأم: هذه صوركِ مع أطفال العائلة والجيران منذ خطواتكِ الأولى وحتى إكمالكِ العام العاشر، أنتِ تعشقين الأطفال وتعشقين إسعادهم ولا تحتملين رؤية طفلةٍ تبكي أو طفلٍ حزين! كل أطفال المنطقة كانوا يطالبون أهاليهم بزيارتنا كل يومٍ ليسمعوا منكِ القصص الجميلة ويشاركوكِ الألعاب الطريفة المسلّية. لو تأمّلتِ هذا الألبوم جيداً فستجدين جواباً صغيراً لسؤالكِ الكبير.. منذ نعومة أظفاركِ لم يشغف قلبكِ شيء كالتفاعل مع الأطفال.

أيقنتِ الفتاة بصواب الجواب، وبات هذا الألبوم رفيق قهوتها.. ونجاحها كل صباح.

فلاش:

ألبوماتك القديمة قد تحملُ لكَ من الأسرار ما يُذهلك..!!

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

Email