تجسيدات معبّرة وأبجدية لونية جاذبة

«عنتر وعبلة» يلجان حياتنا العصرية في لوحات مبتكرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لوحات فنية مميزة تحرر «عنتر وعبلة» من شكلهما التقليدي لتنقلهما إلى آفاق مبتكرة من الحداثة والإبداع، يبدعها رسام الكاريكاتير السوري، حسن إدلبي، إذ يقدم هاتين الشخصيتين بإبداعاته بصورة مختلفة، وليس كما اعتدنا مشاهدتهما في الخيمة الصحراوية.

وتبدت في اللوحات لمسات خاصة لزوجة إدلبي، الفنانة المغربية وفاء شرف، من خلال التلوين والزخارف، ليتكون بذلك مزيج فني من روح بلاد الشام والمغرب العربي، تخيلا معه عنتر وعبلة في مواقف ضمن عالمنا المعاصر، بشكل لا يخلو من الطرافة ولكنه يحمل إشاراته الفلسفية والفكرية.

ملاحم شعبية

وفي حديثه إلى «البيان»، قال حسن إدلبي: أطلقت مجموعة «عنتر وعبلة» من خلال معرض أقيم بيوم الراوي بالشارقة، والذي كان تحت عنوان السير والملاحم الشعبية، وبسبب ضيق وقتي، شاركتني زوجتي في التلوين والزخارف حتى أستطيع التفرغ للفكرة والرسم العام، وكانت النتيجة مذهلة، إذ اجتمعت في لوحاتنا الخبرة الأكاديمية مع العفوية والتلقائية.

وأضاف: هي المرة الأولى التي تشارك فيها وفاء في أعمالي ولن تكون الأخيرة، حيث استفدت من عفويتها وتلقائيتها في الفن، وقد أضافت نفساً جديداً بحسها الأنثوي الذي أضاء زوايا بلوحاتي لولاها لبقيت ناقصة، لا سيما أن أسلوبها في التقديم، وخاصة بفن المنمنمات والزخارف الشعبية، أعطى جاذبية إضافية فأفرز مستوى قبول وتفاعل جيدا.

وتابع إدلبي: رأيت أن أضيف شيئاً مختلفاً في هذه الأعمال، له علاقة باختصاصي كرسام كاريكاتير ولإيصال رسالة موجهة للكثيرين الذي أداروا ظهورهم للتراث والأصالة، فكان أن دعونا عنتر وعبلة إلى حياتنا اليومية لإظهار المفارقات الطريفة والمعبرة عن حياتنا الاستهلاكية، وهي صرخة فنية للمحافظة على التراث والقيم النبيلة. وعن اختيار الشخصيتين للوحاته، قال إدلبي:

بالنسبة لاختيار شخصيتين لهما كل هذا التاريخ والجاذبية «عنتر وعبلة» وراسختين في أذهان الكثيرين، من أناس عاديين، فكان هذا أساساً مهماً في اعتباراتي. فحاولت أن أجاري كيف ينظر الناس إلى عنتر كبطل أسطوري وكيف هي الصورة عنه بين المثقفين الذين ينظرون إليه كشاعر كبير وعظيم، فكل ذلك يساعد على إيصال أية فكرة تحمله إياها.. وهذا مهم، خاصة وأن المشاهير لهم سطوة التأثير على الناس.

ردود

ومن جهتها، أكدت وفاء شرف، زوجة الفنان إدلبي التي شاركته في تلك اللوحات، حبها للفن من صغرها، حيث شجعها فيما بعد زوجها، وأثرت رسوماته وفنه فيها. واستطردت: جاءت فكره المعرض لأبدأ فعلياً في الدخول إلى عالم الفن، وعملت على صور عنتر وعبلة بشغف وحب، وكانت ردود الفعل إيجابية، ما حملني مسؤولية المتابعة وإنتاج أعمال جديده تحمل توقيعي في المستقبل، لأقدم التراث بشكل معاصر ورشيق.

سيلفي

لوحات «عنتر وعبلة» عبارة عن رسومات لشخصيات ثنائية تاريخية لكنها حضرت إلى وقتنا المعاصر، لنشاهد عنتر مرتدياً الجينز الأزرق ويحمل الهاتف المحمول.. ويلتقط صورة «سيلفي» مع عبلة التي تمارس هوايتها في لعب كرة القدم بالقميص البرشلوني، وفي لوحة أخرى نشاهد عنترة وهو يقود صهوة جواده مع حبيبته وهما يتجهان إلى مقهى شهير، كما نجد عبلة مرتدية القميص الرسمي لنادي برشلونة أو وهي تلعب البليارد والشطرنج أو كرة القدم.

Email