صور تأخذ الزائر في رحلة فنية لأكثر من 25 بلداً

«دراجات هوائية» تعكس تاريخ وثقافة الأمكنة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الكثير منا يتأمل في بقايا فنجان قهوته التركية ليبحر في عوالم الخيال مستقرئاً مكنونات عقله الباطن، والبعض «يتأمل السماء لتوحي له الغيوم بشخصيات وكائنات»، كما يقول المصور الفوتوغرافي اللبناني فارس جمّال المقيم في دبي، والذي اختار برؤيته الفنية وسيطاً مختلفاً ربط فيه بين جمالية المكان وهويته، ليقرأ المشاهد في كل صورة تاريخ وثقافة وأسلوب عيش لبلد ومدينة وأشخاص.

والوسيط الذي اختاره لأعمال معرضه في غاليري «ذا ووركشوب» بشارع الوصل، هو «الدراجة الهوائية» التي تعكس تفاصيل ودلالات تستوقف الزائر، وتدفعه إلى التساؤل كيف تمر أمام عينيه الكثير من مشاهد وجماليات الحياة التي لا يلاحظها، إلا عندما يسلط عليها الضوء أحد الفنانين.

تفاصيل

وتأخذ الصور المطبوعة على الكانفا الزائر في رحلة إلى أكثر من 25 بلداً، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، بين كوبا وفرنسا وإيطاليا واليونان إلى الإمارات جزر المالديف وأفغانستان وتركيا إلى العديد من مدن الولايات المتحدة، لتكتسب الصور قيمتها الفنية ومصداقيتها، من تصويره للتفاصيل كما هي دون أي تعديل أو معالجة رقمية لها. والشيّق أن يختار جمّال اسماً لكل صورة من وحي قراءته لتفاصيل المكان والمكانة التي تتسم بها الدراجة، بين عناية فائقة وإهمال كبير. وتحمل كل صورة التي يُعتبر الظل والضوء أحد أبرز محاورها، ما يجمع بين جماليات عمارة المكان أو الطبيعة أو الحي، لتشكل بالمجمل عناصر لوحة فنية متكاملة العناصر والألوان.

سفر

ويشعر الزائر لدى توقفه أمام صورة «البقالة»، كما لو أنه يسافر عبر المكان من خلال تفاعله مع تفاصيل أحد الأمكنة في مدينة فالنسيا بإسبانيا عام 2009. ليرحل إلى عوالم أخرى مع الأعمال التي صورها جمّال في مناطق مختلفة من كوبا، والتي تحمل نكهة خاصة بثقافتها وتاريخها وعمارتها وألوانها، مثل الصورة بالأبيض والأسود لدراجة قديمة مركونة، ومتهالكة كـ«الدرابزين» المتآكل لدرج رخامي يوحي بزمن مضى من الرخاء.

«النمر الوردي»

ويحط الزائر الرحال بعد وصوله إلى صورة «النمر الوردي» التي التقطها جمّال عام 2010، في أحد أزقة جزيرة ميكونوس اليونانية المعنية بالسياحة حيث تُطلى البيوت باللون الأبيض مقابل الأبواب والنوافذ الفيروزية اللون، ليتناغم معها اللون الوردي للدراجة التي تتسم كما هو محيطها بالبساطة والنظافة.

اتزان

ويقول جمّال في لقائه مع «البيان» حول اختياره الدراجة محوراً لصور معرضه: «يقول العالم الألماني آينشتاين؛ الحياة مثل ركوب الدراجة، لا بد أن تستمر في الحركة لكي تحافظ على اتزانك. والقصد أن الاختيار لم يكن مقصوداً في البداية، حيث كنت من باب عفوية جمالية المشهد ألتقط الصورة، وعنصر الدراجة جزء من كل. وبعد مضي سنوات وسنوات، أدركت المخزون الكبير للصور المعنية تحديداً بالدراجات وعليه خصصت أرشيفاً لها، أسوة بالعديد غيرها كالنوافذ أو الأسطح».

سيرة

يعمل المصور فارس جمّال في استديو خاصّ به بدبي، وآخر في بيروت، حيث يمتلك أيضاً معرضاً دائماً لأعماله.

Email