رحلة طويلة إلى اسكندنافيا تتوج بكتاب شاعري

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمضى المصور البلجيكي سبستيان فان ماليغم، خمس سنوات في اسكندنافيا، يتأمل في طبيعتها القاسية ويرصد حركة سكانها ويتفحص ألوانها وظلالها، قبل أن يتوج رحلته الطويلة تلك بكتاب جديد بعنوان «نورد نوار». يعرف عن أعماله أنها ترصد الجوانب الأكثر سواداً من الحياة.

وكان قد صور شوارع ليبيا التي مزقتها الحرب، ودخل عوالم الأحياء المهمشة في برلين، والمشارح في المكسيك، قبل أن يجد نفسه عام 2012 في جزيرة في النرويج، محاولاً الهرب من الظلمة، فتعلق باسكندنافيا.

في تجميعه لهذا العمل، تفيد صحيفة «واشنطن بوست»، بأن فان ماليغم غامر في آيسلندا أولاً بمساحاتها الشاسعة غير المأهولة، والتي بدت له على نقيض العوالم الداكنة التي كان يصورها في أعماله الأولى.

وقد استخدم شكلاً مبسطاً من التصوير، وتنقل عنه قوله: «أخذت نفساً وراحة ربما للمرة الأولى في حياتي، في التقاط صور مؤثرة من دون تفكير. ولقد اكتشفت بشكل أكثر تحديداً ما أحب تصويره. مرارة اللحظات، حياة الناس، المطر والرياح العاصفة، العواطف، الليل الطقوس والموت والطبيعة والأصدقاء والظلال والأشياء المخفية».

في غضون سبع سنوات، واصل ماليغم رحلته الشخصية التي بدأها في آيسلندا، وتوسع إلى بلدان أخرى بما في ذلك الدنمارك والسويد. وعبر كل تلك الرحلات جمع قصته الشخصية، مواجهاً مخاوفه، وملتجئاً إليها.

في آيسلندا، نشاهد الطبيعة الداكنة لتلك البلاد الشمالية الباردة، والرموز التي تحمي الأكواخ الخشبية والحجارة الممزوجة بأدوات الصيد، وحركة سكانها على الشاطئ.

ما يلفت الانتباه في أعماله روعة التقاطه لملمس الأشياء ونسيجها، حيث التناقضات والمنحنيات والأنماط. لا ألوان في صوره ما عدا الأبيض والأسود وما بينهما.

Email