«الفن في زمن القوة السوداء» استحضار ملحمي للستينيات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت مرحلة الستينيات العصر البطولي للسياسة الأميركية الإفريقية، التي أنجبت حركات ومفاهيم يتردد صدى مفاعيلها عبر أصقاع الدنيا إلى اليوم: حقوق الإنسان، حركة القوة السوداء، والفهود السود «بلاك بانثرز». وليس علينا اليوم إلا أن ننظر لحملة حركة «حياة السود مهمة» التي ترجع مباشرةً إلى انتصارات الحقبة تلك ومآسيها، ونتمعن في سلاسة نقل خطابها إلى البلاد حتى ندرك بأن المسائل اللصيقة بهوية السود، وحقوق السود وذوي البشرة السوداء أنفسهم لا تزال تنبض بالحياة كانت دوماً وفي كل مكان.

وكل ما سبق ليس إلا مؤشراً يجزم بأن المعرض الجديد المقام في متحف تايت البريطاني تحت عنوان «الفن في زمن القوة السوداء» لن يكون مجرد عرض آخر لأغراض من الستينيات، بل تكديس من المشهديات والأفكار التي لا تزال تمتُّ بقوة إلى زمن اليوم.

تساؤلات

ويعتبر عمل بندي أندروز «هل الدب يجلس تحت الشجرة؟» واحداً من الأعمال الكثيرة المثقلة بالرسائل المسيرة للمشهد بنجماته وشرائطه المعكوفة للوراء لتكشف عن رجل أسود غاضب يلوح بقبضته إلى كل من العلم والمشاهد في آن.

وفي حين أن جيلاً سابقاً من الفنانين الأميركيين الأفارقة، كالفنان التعبيري نورمان لويس، المشاهدة أعماله في الغرفة الأولى من المعرض، قد تعرض للتهميش على يد عالم الفنون العنصري بامتياز كما يظهر المعرض، فإن الجيل الجديد كان مصمماً على المحاربة وشق الطريق «بكل الوسائل الضرورية» لإعادة صياغة أعمال مالكوم إكس، واحد من أكثر الشخصيات المثيرة للتساؤلات عبر الزمن.

ويعتبر المعرض حدثاً غنياً آسراً مثيراً للجدل، ومع أن الزائر قد يحتار أو ينتقد طريقة عرض الأعمال، والنصوص الجدارية العملاقة التي تطغى أحياناً بحماستها للتماهي مع الموضوع على الحقائق الصعبة. إلا أنه يجسّد ردّاً ملحمياً على موضوع ملحمي ويعتبر بحق أجود ما تقدّم هذا العام.

Email