«دون جوان في سوهو» عدو النفاق على خطى موليير

دون جوان في مشهد من المسرحية ــ من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمسرحية «دون جوان» التي ألفها موليير في عام 1665 سحر خاص، رغم كل العيوب التي تشوب شخصية بطلها، لكن المخرج باتريك ماربر في مسرحيته «دون جوان في سوهو»، يحذرنا من الوقوع في شباك الافتتان به، وينقلنا بعرض حديث إلى لندن المعاصرة، لتتبع مغامرات غاوي النساء الذي يعيش فقط من أجل المتعة.

على خطى موليير

تفيد صحيفة «غارديان» البريطانية أن ماربر في إخراجه للمسرحية، يجعل هذه الشخصية عدوة للنفاق على خطى موليير من قبله، فتزيد من جاذبيتها. فهو قد يفتقر للأخلاق ولا مجال للدفاع عنه، لكنه في الوقت نفسه ناقد حاذق للمجتمع، وخطابه يأخذ من روحية «دون جوان» الشاعر بايرون الذي يعلن: «الحمقى هم موضوعي، فدعوا السخرية تكون أغنيتي».

يستهل العرض على مسرح «ويندهام» بمقطع من موسيقى أوبرا موزارت «دون جيوفاني»، ربما للتذكير بأن الجحيم ينتظر ابتلاع الأوغاد على مسرح ممتلئ بالراقصين بلباسهم الأبيض، ثم نلتقي بالممثل ديفيد تننت الذي يلعب بطولة «دون جوان».

ويبدو الرجل على المسرح ضعيفاً غير حليق الذقن. والملفت أن كل ما يتعلق بدون جوان يثير النفور، فهو يعامل النساء كثعالب لاصطيادها، يتعمد التهرب من عروسه ألفيرا، ويخرج مع امرأة واحدة ويتحين الفرص للتقرب من أخرى، عروس شابة قام بضرب زوجها. وهو يكذب على والده الثري ويستغل خادمه ويغش في أجره.

لكن مع ذلك يبقى سحر هذا الوحش يفتن العالم. بين شخصيته التي يشوبها العيوب، ومهاجمته النفاق وغيرهم من المتهربين من الضرائب الى العنصريين، فإن الشخصية تبدو على درجة من التناقض في أداء تننت، وقد يكون دون جوان بطرق عدة نرجسياً مغروراً، إلا أنه يتميز أيضا بملامح «الفتى الرجل غير القادر على الحب».

Email