العامري يجتاز اختبار النقاد على جسر «غصة عبور»

Ⅶ مشهد من مسرحية غصة عبور | تصوير - عبد الحنّان مصطفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

على خشبة قصر الثقافة، أعاد المخرج الإماراتي محمد العامري، أول من أمس، نصب جسر عرضه «غصة عبور» بعد مرور نحو شهر على أول عرض للمسرحية التي كتب نصها الكويتية تغريد الداوود، ليتأرجح جمهور أيام الشارقة المسرحية على وقع أحداث المسرحية، بين ضفتي واقع العالم المرعب، بعد أن فاض العمل بحكايات الشعوب المضطهدة واللجوء ومعاناة التشرد التي غُلفت بكوميديا سوداء، فلامس العرض بواقعيته القلوب، ونال شهادة «العبور» في اختبار النقاد خلال الندوة التطبيقية التي أدارها العراقي فيصل جواد.

حكايات

عرض «غصة عبور» لم يكن عادياً، ففيه فرشت تغريد نصها على جسر العامري المتحرك، وروت حكاياته شخصيات خرجت لتوها من رحم المعاناة، بعد أن ذاقت صنوف العذاب، فكان من بينهم المنفي من وطنه بعد فقدانه لأمه التي زهقت روحها في الحرب، وآخر يحاول العبور نحو وطنه بعد أن أكلت سنوات الغربة كثيراً من جلده، مخلفاً وراءه أبناء لا يعرفون عن الوطن شيئاً سوى اسمه.

وثالث خسر أصابع يده بعد أن تعود على نقد النظام، ليعود إلى الوطن باحثاً عن الأمان في حضنه، في حين تقف امرأة على الجسر تحاول الهروب بحملها، بعد اكتشافها لزيف زوجها الذي رفع راياته السوداء فوق سطح البيت، موهماً إياها بأنها ستسكن معه في الجنة، لتقع كل تلك الشخصيات تحت رحمة عسكري المرور، مهمته تنظيف الجسر من المارين، وسمسار اعتاد المتاجرة بأحلام عابري الجسر نحو مكان يعتقدون بأنه الأفضل.

«العرض بمثابة وجبة مسرحية حقيقية تستحق الوقوف عندها طويلاً»، بهذا التعبير فضل العراقي د. حيدر المعمار وصف «غصة عبور»، معتبراً أن فحوى العرض كان أكبر من العنوان، قائلاً: «العناوين احياناً لا تعبر عن مضامينها.

وبالتالي نحن أمام عرض يحتاج إلى عنوان أكثر دلالة»، مشيراً إلى أن العامري أفاض فيه كثيراً، وأن بطله محمود أبو العباس كان عملاقاً على الخشبة، وقال: «هنيئاً للمسرح الإماراتي بهذا العرض».

إشادة

في الوقت ذاته، آثر إبراهيم حنون أن يسجل اعجابه بالعرض، مشيداً بمستوى الأداء وطبيعة السينواغرافيا التي اعتمدها العامري فيه، قائلاً: «شكراً لكم على هذا العرض المميز الذي تضمن اشتغالات بصرية وأداء رفيع المستوى»، بينما قال البحريني عبد الله عبد الملك ان العرض بحد ذاته فيه أشياء مهمة،.

مؤكداً على أن الكاتبة اشتغلت على النص بفكر واع ووطني، وأنها استطاعت خلاله أن تلملم هموم المنطقة، التي وضعها العامري على الجسر.

المصري د. عبد المعطي عثمان فأشار إلى أن الكاتبة تغريد الداوود، غردت في النص على كافة المستويات معتمدة على إيقاع انساني يوثق للحظات مررنا فيها جميعاً، بينما استطاع العامري تجسيده بحرفية على الخشبة، مستخدماً سينوغرافيا معينة في حدود المساحة المفروضة عليه، والجزائري عبد الناصر الخلاف لم يخالف في قراءته للعرض جملة ما قاله زملاؤه،.

مبيناً أن العرض استطاع ان يتحرر من الخطابية والمرثيات، وأن المخرج اقترب فيه من الواقع العربي، قائلاً إن «الكاتبة تغريد الداوود اقتربت من عوالم الراحل محمد الماغوط خاصة في مسرحيته «العصفور الأحدب».

قائمة

تولت فرقة مسرح الشارقة الوطني تقديم عرض «غصة عبور»، الذي تربع محمود أبو العباس وإبراهيم سالم على قائمة ممثليه والتي ضمت أيضاً الممثلة بدور، وزملاءها رائد الدالاتي، وأحمد أبو عرادة.

Email